أبو فلاح تحت المجهر

mainThumb

23-01-2025 12:41 AM

أبو فلاح الرجل الشهم ابن الحارة الفوقه والذي تعدى الستين من عمره...حيث عمل بالأعمال الحرة بعد التقاعد من الجيش ، فله من الأبناء ثلاثة ذكور ومثلهم إناث ، تعب في تربيتهم وتدريسهم حتى تزوجوا وبقي هو وأم فلاح في البيت ... شاءت الأقدار وبعد وعكة صحية ألمت بأم فلاح أن تفيض الروح إلى باريها تاركةً أبو فلاح وحيداً يصارع مرارة الأيام دون رفيق ....ومع أن أبنائه وبناته لا يتركونه للحظة واحدة ولا يشعروه بأي نقص يحتاجه ، إلا أنهم لن ولم يَسُدّوا ذاك الفراغ الكبير الذي تركته أم فلاح بحياته ... علماً بأن كل من عرف أبو فلاح استشار عليه بالزواج حتى أولاده وبناته كل يوم يعرضوا عليه موضوع الزواج ، إلا أنه يحاول الهرب من سيرة الزواج على قول : ما رح نلاقي مثل أم فلاح.. و ما زال أبو فلاح يعيش على أطلال زوجته أم فلاح فكل يوم يذهب إلى قبرها ويدعو الله لها بالرحمة ، وينوي الموسم القادم بأداء مناسك الحج عنها ، يعني الزلمة مخلص ليها حتى بعد وفاتها ..
مرت الأيام والشهور وأصبحت كل حركة يقوم بها أبو فلاح محسوبة عليه خاصة من أهالي الحي ( يعني كل حركة تعد زعرنه على قول أبو عامر)، فمثلاً يكون ابو فلاح في صلاة المغرب مشخّص ولابس طقم جديد مع أولاده مباشرة ينتشر خبر ابو فلاح راح يخطب و يشوف البنت ، مع أنه رايح يقدم واجب العزاء بالقرية ... حتى لما يكون بالمركز الصحي بده يجيب الدواء الشهري (ضغط وسكري ) ينتشر خبر إنه ابو فلاح رايح يفحص دم تاع الخطبة والزواج ، ويصبح حديث الشارع والحي قصة زواج وخطبة أبو فلاح و ينتقل الخبر حتى إلى حارات أخرى ... وفي مسجد الحي لم يَسلَم أبو فلاح من ألسن الناس فكل واحد يلاقيه يُسَلّم عليه ويبارك له الخطبة ويسأله عن موعد الزواج ، وأبو فلاح صافن ومستغرب كيف الناس خَطَبّوه وزَوّجوه وهو قايم فكرة الزواج من رأسه..فصدق من قال : ( حدثت مشاجرة أمام بيتي ،وبعد ساعتين سمعتها من الجيران بست روايات مختلفة )... والمشكلة أن كل واحد يقول له أبو فلاح إنه ما رح يتزوج ، بصير ينتقد فيه ويعلق عليه ...
فنقول لهؤلاء الذين يضعون ابو فلاح تحت المجهر : يا عمي اتركوا أبو فلاح بحاله .. الزلمة مبسوط هيك وأخذ قراره وبده يضل على العهد مع أم فلاح ... وإذا نوى يتزوج رح يرن ويستشير كل واحد فيكم...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد