سجون اليابان .. ملاذ المسنات من الوحدة والفقر

mainThumb
تعبيرية

22-01-2025 11:52 PM

وكالات - السوسنة

في ظاهرة غير مألوفة، تزايدت حالات المسنات في اليابان اللواتي يرتكبن مخالفات قانونية عمدًا، ليس بدافع الجريمة، بل بحثًا عن مأوى يوفر لهن الأمان من واقع قاسٍ يسيطر عليه الفقر المدقع والوحدة القاتلة.

الحياة داخل السجون.. بديل عن الشوارع
وفقًا لتصريحات الضابط تاكايوشي شيراناغا لشبكة "سي إن إن"، تلجأ العديد من المسنات للسجن هربًا من البرد والمرض، حيث يضمن لهن العلاج والرعاية مجانًا، في حين تعجز الكثيرات عن تحمل تكاليف الحياة في الخارج. بالنسبة لهؤلاء النساء، أصبحت الحياة داخل السجن أكثر استقرارًا مقارنة بالصراعات اليومية في الخارج.

قصص من الداخل.. أكيو ويوكو نموذجًا
"أكيو"، سيدة تبلغ من العمر 81 عامًا، اعتبرت السجن أكثر استقرارًا من حياتها في الخارج. تقول: "هناك أشخاص طيبون هنا، وربما تكون هذه الحياة هي الأكثر أمانًا بالنسبة لي." بينما "يوكو"، التي سُجنت خمس مرات بسبب تعاطي المخدرات، أوضحت أن العديد من السجينات يعمدن إلى ارتكاب جرائم صغيرة لضمان العودة إلى السجن، لأن الحياة خارجه لا تقدم لهن شيئًا يُذكر.

سرقة من أجل البقاء.. الفقر يدفع المسنات للجريمة
تشير الإحصائيات الحكومية إلى أن أكثر من 80% من المسنات السجينات في اليابان يقعن تحت طائلة القانون بسبب جرائم السرقة، التي تمثل في نظرهن سبيلًا وحيدًا للبقاء على قيد الحياة. إذ يُعاني حوالي 20% من كبار السن في اليابان من الفقر، ما يسلط الضوء على الأزمة الاجتماعية التي تواجه هذه الفئة.

السجون اليابانية.. من العقاب إلى الرعاية
مع تزايد أعداد السجينات المسنات، تحولت السجون اليابانية تدريجيًا إلى أماكن تقدم خدمات شبيهة بدور رعاية المسنين. تتضمن هذه الخدمات الرعاية الطبية والنفسية، وحتى تغيير الحفاظات لكبار السن، في مشهد يعكس تحولًا كبيرًا في النظام السجني.

دعم اجتماعي غائب وبرامج حكومية جديدة
ورغم الجهود الحكومية لتحسين حياة المسنين، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الفئة، خصوصًا بعد مغادرتهم السجن. تعمل وزارة الرعاية الاجتماعية اليابانية على برامج دعم وإعادة تأهيل تستهدف السجينات المسنات، تشمل المساعدة على العيش المستقل وتعزيز الروابط الأسرية، إلى جانب مكافحة الإدمان .   

إقرأ المزيد :    






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد