زراعة الأعضاء: إنجاز طبي يثير التساؤلات عن تغيّرات الشخصية

mainThumb
تعبيرية

22-01-2025 11:40 PM

وكالات - السوسنة

تُعد زراعة الأعضاء من أبرز الإنجازات الطبية الحديثة التي أعادت الأمل لآلاف المرضى الذين يعانون من فشل في أعضائهم الحيوية. ورغم الفوائد الصحية العديدة لهذه العمليات، فإن ظاهرة مثيرة للاهتمام تلفت الانتباه، وهي احتمالية حدوث تغيّرات في شخصية المتلقّين بعد الزراعة.

ظاهرة "الذاكرة الخلوية" وتأثيرها
ترتبط هذه التغيرات بما يُعرف بـ"الذاكرة الخلوية"، وهو مفهوم يشير إلى احتمال احتفاظ الأعضاء المزروعة ببعض الذكريات أو السمات النفسية للمتبرعين. وقد أثارت هذه الفكرة نقاشات واسعة بين العلماء والمرضى، حيث يتحدث البعض عن تغيّرات واضحة في السلوك أو التفضيلات بعد العملية.

قصص واقعية تُعزز التساؤلات
هناك العديد من القصص التي رواها متلقّو الأعضاء وعائلاتهم، تُشير إلى تغيّرات غير متوقعة. أحد الأمثلة على ذلك طفل خضع لعملية زراعة قلب، وبدأ يتحدث عن تفاصيل دقيقة تتعلق بحياة المتبرع، مثل هواياته وأحداث مر بها. في مثال آخر، ذكر شاب تلقى قلب مراهق كان يعزف الكمان أنه اكتسب فجأة شغفًا بالموسيقى الكلاسيكية.

التفسيرات العلمية المحتملة
رغم أن هذه الظاهرة قد تبدو غريبة، إلا أن بعض التفسيرات العلمية تسعى لفهمها:

التشفير الجزيئي: تُشير هذه النظرية إلى أن الخلايا قد تخزن معلومات أو تجارب عبر بروتينات معينة تُنقل مع العضو المزروع.
التعديلات الوراثية: قد تحمل الخلايا المعدلة وراثيًا آثارًا تؤثر على التعبير الجيني للمتلقي.
الانتقال العصبي: بعض الخلايا المزروعة قد تُساهم في تغيير السلوك بسبب خصائصها المشابهة للخلايا العصبية.
التفاعلات المناعية: قد تحمل خلايا المناعة للمتبرع تأثيرات على إدراك وسلوكيات المتلقي.

بين العلم والخيال
بينما لا تزال الأبحاث جارية لفهم هذه الظاهرة، تبقى قصص المرضى وتغيراتهم مثار فضول وتساؤل حول العلاقة بين الجسم والعقل. ورغم محدودية الأدلة العلمية المؤكدة، فإن هذه الظاهرة تُبرز مدى تعقيد الروابط بين الإنسان وتكوينه النفسي والبيولوجي.

إقرأ المزيد : 





 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد