ضحيتم يا أهل غزة

mainThumb

20-01-2025 08:12 PM

نعم لقد ضحيتم يا أهل غزة ونزف الجراح ما يربو عن ٤٧٠ يوماً، خذلكم العالم بأسره ولكن لم يخذلكم الأحرار الذين وقفوا يصدحون بحناجرحهم لحريتكم، والعالم يقف متفرجاً صامتاً وهو يشاهد المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولم يحرك ساكناً ليهب لانتشال هذا الشعب المظلوم من بطش آلة القتل الصهيونية الهمجية، ضحيتم ولم يعد بيت إلا وفجع بفقد حبيب وإصابة عزيز ، دمرت المنازل على رؤوس ساكنيها، ومازالت مئات الجثث تحت أنقاض ركام المنازل، ولم يتم انتشالهم بعد، بسبب استهداف طواقم الدفاع المدني من قبل الطائرات المسيرة والقصف بالطائرات الحربية، مما أعاق وصول تلك الطواقم والمساعدة في انتشال الجثث ودفنها بالصورة التي تليق بها.
ومن ناحية أخرى ومع بدء دخول سريان وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يحاول أهل غزة لملمة جراحهم وتفقد منازلهم وممتلكاتهم، وحصاد الدمار والخراب الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم، ويبحثون عن طريقة لإعادة ترتيب حياتهم، فشح الطعام و واختفاء جميع متطلبات العيش الكريم، جعلهم في أمس الحاجة لمساعدتهم، وفي هذا السياق أكد برنامج الأغذية العالمي التزامه إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، فقد بدأت بالفعل الجهود الإغاثية في عبور معبري كرم أبو سالم ومعبر رفح، حيث شرعت مئات الشاحنات في دخول القطاع وإغاثة الغزيين، ويتوقع دخول ما يقارب من ٥٠٠ إلى ٦٠٠ شاحنة مساعدات يومية، واستعداد ألفي طبيب مصري متطوع للمساعدة في مداواة الجرحى والخدمات الصحية المختلفة، وفتح المجال سفر من يحتاج إلى العلاج في الخارج إن لم يتوفر العلاج المناسب، فالمهمة ليست بالهينة، فقد بدأ الغزيون تنفس الصعداء وسرى شعور بالأمن بعد عام ونصف من الخوف والجوع والقتل، و رعب من استهداف مدفعية ومسيرات وطائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم
أما وقد دخل وقف إطلاق النار حيز الوجود ، لم يعد يسمع الناس صوت طائرات الدرون و أزيزها، والتي تشير إلى النية في استهداف المدنيين.
ومن هنا نقول مجدداً...ضحيتم يا أهل غزة فنعم عقبي الدار، رفعتم رؤوس أمتكم عالياً، صمدتم ولم تتزحزحوا من أرضكم، رغم القتل والقصف والدمار الذي يلاحقكم في كل مكان، آثرتم البقاء والتشبث بأنقاض منازلكم، التي دمرتها الغارات الإسرائيلية الوحشية والعديد من المرافق التعليمية والصحية وغيرها، فما وهنتم وقلوبكم تلهج بالدعاء أن يزيح الله الغمة.
حق لكم أن تفتخروا وتفرحوا وهاماتكم عالية، فالمسؤولية الآن ملقاة على المجتمع الدولي وكافة منظمات وهيئاته الدولية أن تدعم أهل غزة، كي يعزز صمودهم وبقائهم على أرضهم، ويخفف عنهم ولو قليلاً الآلام التي أصابتهم، فهو على سلم الأولويات إغاثة أهل غزة، وإدخال ما يلزم من خيم وبيوت متنقلة ليكون لهم مأوى والشعور بالأمن بعد أيام طويلة من فقده . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد