هناك من يبحث عن المر في الماء الزلال

mainThumb

19-01-2025 11:04 PM

عندما تقرأ على المنصات الرقمية ما يكتبه بعض المرضى النفسيين في القضايا العامة بكل اشكالها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها تجد أن هناك من يبحث عن هفوة او زلة في فقرة مكتوبة او في حديث عابر للتركيز عليه وترك كل ما تم طرحه احدهم حتى لو كان من النخب في كل المجالات.

ومن هذه النماذج من يبحث في اعوجاج زر في بدلة أنيقة ثمنها عشرات الدنانير ولا يرى إلا ذاك الزر الذي قد لا يرى بالعين المجردة.

او يركز على تناسق الالوان في غرفة الضيوف بين الستاير والسجاد والكراسي حتى لو كانت من اغلى الماركات عند زيارته لصديق، وهناك لا يرى في وجه الشخص الذي يلتقيه رغم انه في قمة الاناقة سوى بقايا شعرة اسفل ذقنه لم تطالها ماكنة الحلاقة صباحا.

ومنهم قد يدقق في دواليب السيارة لعدم وجود غطاء (البلف )على احداها رغم انها من ارقى انواع السيارات نوعا وموديلا.

والحديث يطول في سلوك من لا يرون إلا بعين مصابة بعمى الالوان ولا يسمعون إلا باذن واحدة جفت قناتها الوسطى والداخلية.

وهذا ينسحب على بعض مرضى السياسة والإعلام ينتظرون خطا او هفوة في مسيرة ونضالات لشعوب وأشخاص لكتابة مجلد هجاء فيهم رغم التضحيات والدماء والشهداء.

وامثال هولاء ينطبق عليهم ما أنشده المتنبي
؛ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مريضٍ•••
؛ يَجِدْ مُرًّا بهِ الماءَ الزُّلالا. ·






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد