أين الفنان الاردني

mainThumb

19-01-2025 04:37 PM

أصبحنا نرى المحافل العربية تخلو من المثقف والفنان الأردني، وكأن هذا البلد الذي كان مصنعاً للإبداع والثقافة يُنسى في زحمة الأضواء المسلطة على غيره. الأردن الذي قدم عمالقة في الفن والأدب والشعر وأسهم في صياغة الوجدان العربي، بات يغيب عن المشهد وكأن دوره انتهى أو كأن تاريخه لم يكن يوماً جزءاً من نبض الأمة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا الغياب ليس بسبب قلة الكفاءة، بل انعكاس لتجاهل غير مبرر وتخبط في صناعة القرار داخل الأردن.

وإضافة إلى ذلك، يقف الأردن وحيداً اليوم، رغم أنه كان دائماً السند الذي قدم جيشه ومعلميه وأطبائه للأشقاء في أوقات الحاجة. بذل كل ما يملك من إمكانات، ليس فقط في الدفاع عن قضايا الأمة، بل في بناء المجتمعات التي احتاجت دعمه. ومع هذا، ها هو يواجه تحدياته دون نصير حقيقي أو دعم يليق بتضحياته.

إذا كان المسؤولون في الأردن قد وقعوا في فخ الحمق في إدارة الدفة وغياب الرؤية الواضحة، فالسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيظل الوطن رهينة لقرارات ارتجالية تُعمق التهميش بدل أن تحاربه؟ كيف يمكن لوطن يحمل تاريخاً عظيماً وإمكانات واعدة أن يُدار بعشوائية تُضعف حضوره، وتُثقل كاهل مواطنيه الذين تحملوا الصعاب وضحّوا للحفاظ عليه؟

الأردن اليوم يحتاج إلى مسؤوليين تدرك حساسية المرحلة وتضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، تعيد المثقف والفنان إلى مكانهم الطبيعي في المشهد العربي، وتعيد ترتيب الأولويات بالحكمة والرؤية السليمة. وإلا فإن التهميش وسوء التخطيط سيؤديان إلى خسائر لا يتحملها الوطن ولا شعبه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد