الأردن وسوريا: دور محوري في مواجهة أزمات الإقليم

mainThumb

18-01-2025 07:31 PM

منذ اندلاع الربيع العربي في عام 2011، شهدت المنطقة تحولات جذرية ألقت بظلالها على العديد من الدول، وكان الأردن في قلب هذه التغيرات، حيث لعب دورًا محوريًا في دعم الأشقاء السوريين ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الناجمة عن الأزمات الإقليمية.
واستقبل الأردن منذ بداية الأزمة السورية أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين، حيث بلغ عددهم في بعض التقديرات أكثر من 1.3 مليون لاجئ، وقد قدمت المملكة لهم المأوى والرعاية الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى توفير فرص العمل، وفي عام 2023، ارتفع عدد تصاريح العمل الممنوحة للسوريين إلى 90 ألفًا، مع إصدار إجمالي 340 ألف تصريح عمل مجانًا دون أي رسوم، مما يعكس التزام الأردن بتوفير فرص اقتصادية للاجئين والمجتمعات المضيفة.
والى جانب الأعباء الإقتصادية، واجه الأردن تحديات كبيرة في حماية حدوده من تهريب المخدرات، خاصةً الكبتاجون، الذي أصبح يشكل تهديدًا متزايدًا، وتحولت الحدود الشمالية إلى نقطة عبور رئيسية لهذه المواد، مما استدعى تعزيز الإجراءات الأمنية والرقابية، فيما أكد سياسيون وأمنيون أن الأردن يخوض حربًا حقيقية لمواجهة آفة المخدرات ومنع دخولها إلى الشارع المحلي ودول الجوار.
وبفضل حنكة القيادة الهاشمية ودبلوماسيتها العالية في التعامل مع الأزمات الإقليمية، حافظ جلالة الملك عبدالله الثاني على سياسة التوازن، حيث دعم حقوق الشعب السوري في نيل حريته وكرامته، وفي الوقت ذاته، عمل على حماية مصالح الأردن وأمنه الوطني، ولم يتخلى الأردن عن دعم الأشقاء السوريين حتى بعد سقوط النظام السوري، حيث عرض الأردن تقديم المساعدة في مجالات متعددة، منها الربط الكهربائي، مما يعكس التزام المملكة بدعم استقرار المنطقة.
بالإضافة إلى التحديات الأمنية، واجه الأردن ضغوطًا اقتصادية نتيجة لاستضافة اللاجئين السوريين، مما أثر على الموارد والبنية التحتية، ومع ذلك، تمكنت المملكة من التكيف مع هذه التحديات من خلال التعاون مع المجتمع الدولي وتبني سياسات تهدف إلى تحسين الفرص الاقتصادية للاجئين والمجتمعات المضيفة .
في المستقبل، يبقى للأردن دور محوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم العملية السياسية في سوريا، خاصة بعد الظروف المعقدة التي مرت بها البلاد، ويمكن أن تساهم المملكة في تسهيل عملية إعادة الإعمار، من خلال الدعم الفني والاقتصادي، إضافة إلى لعب دور في محاربة الإرهاب ومنع تهريب المخدرات على الحدود.
من خلال تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي مع سوريا، يمكن للأردن أن يواصل دوره كحلقة وصل بين الدول العربية ومحيطها الإقليمي، ويكون له دور مهم في دعم مصالح الشعب السوري وإعادة بناء الدولة السورية في مرحلة ما بعد الصراع.
لقد أثبت الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، قدرته على مواجهة التحديات الإقليمية بحنكة ودبلوماسية، مع الحفاظ على مصالحه الوطنية ودعم الأشقاء السوريين، وهذا يظهر أن التزام المملكة بالاستقرار الإقليمي وتقديم الدعم للاجئين يعكس دورها المحوري في المنطقة .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد