طلاء جدران زنزانة في سوريا يتحول لقضية رأي عام .. ما القصة

mainThumb
سجن في سوريا

17-01-2025 11:46 PM

السوسنة - متابعات

أثار قيام مجموعة من المتطوعين بطلاء جدران زنزانة في أحد مراكز الاعتقال بسوريا غضبًا واسعًا بين عائلات المفقودين والمعتقلين والمنظمات الحقوقية المعنية بهذا الملف، حيث أعربت عن قلقها من أن تؤدي هذه الخطوة إلى طمس معالم السجون والعبث بالأدلة التي توثق معاناة المعتقلين.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر نحو عشرين شابًا وشابة يدخلون مركز اعتقال داخل أحد الفروع الأمنية، حيث كانت جدرانه تحمل عبارات حفرها معتقلون سابقون، قبل أن يقوموا بطلائها ورسم علم الاستقلال المعتمد من السلطة الجديدة، والتقاط الصور أمام الرسومات.

وقد طالبت المنظمات الحقوقية السلطات الجديدة بمنع الدخول إلى السجون إلا تحت إشراف قانوني، حفاظًا على الأدلة التي قد تُستخدم مستقبلاً لتوثيق الانتهاكات التي وقعت بحق المعتقلين.

ودعت عشرات المنظمات المعنية بملف المفقودين والمعتقلين والمخفيين قسرا في سوريا، في بيان مفتوح، السلطات الجديدة الى "التحرك العاجل والفوري والصارم لإيقاف استباحة السجون ومراكز الاعتقال في سوريا والتعامل معها على أنها مسارح لجرائم وفظائع ضد الإنسانية، ومنع الدخول إليها وطمس معالمها وتصويرها والعبث بما تحويه من وثائق وأدلة".

وأضافت: "كان ولا يزال التعامل غير الحساس مع حرمة هذه الأماكن ومن مرّ فيها مخزيا" معتبرة أن "طلاء الزنازين وطمس معالمها.. يشكل بالنسبة لنا إمعانا فاضحا وتنكيلا صارخا بحق مفقودينا".

وقال دياب سرية من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، الموقعة على البيان، لوكالة فرانس برس الأربعاء إن "طلاء جدران أفرع الأمن السورية أمر مدان خصوصا قبل بدء تحقيقات جديدة في جرائم الحرب التي شهدتها البلاد على مدار سنوات النزاع".

ونبه إلى أن الخطوة "تُعيق جهود التوثيق وجمع الأدلة التي قد يحتاجها المحققون" مذكرا بأنه "في هذه الأماكن ارتكبت جرائم تشمل التعذيب والقتل خارج نطاق القانون والإخفاء القسري".

في منشور على فيسبوك، استعادت جومان شتيوي تجربة اعتقالها التي دخلت خلالها إلى 3 فروع أمنية.

وقالت: "على الجدران يوجد أسماء وأرقام هواتف للتواصل مع الأهالي إبلاغهم عن مصير أبنائهم، كل مكان ندخله نكتب فيه ذكرى حتى يتذكرنا من بعدنا وكذلك نفعل مع من سبقنا".

وتابعت: "هذه السرقات والتسلية والتفاهة هي تسلية بتاريخ السوريين وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم، هذا الأمر شخصي وجمعي وندافع عنه بكل ما فينا من وفاء وانتماء لهذا البلد".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد