ضعف مطري غير مسبوق في الأردن مع انتصاف المربعانية
عمان - السوسنة
في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من تأثيرات ضعف الأداء المطري على الموارد المائية والزراعية، أصدر مركز طقس العرب تقريراً شاملاً يُسلط الضوء على الوضع الحالي للموسم المطري في الأردن، والذي يُعاني من ضعف شديد وغير مسبوق، وسط غياب المنخفضات الجوية الشتوية المُتكاملة على الرغم من مرور النصف الأول من مربعانية الشتاء.
ويستعرض التقرير تفاصيل متعددة تشمل إحصائيات الأداء المطري حتى الآن، وتحليل الأسباب العلمية التي أدت إلى هذا الضعف، كما يقدم التقرير تصوراً مبدئياً للتوقعات الجوية للفترة المقبلة بناءً على أحدث البيانات والمعلومات المُحللة من قِبل خبراء الطقس.
وقام مركز "طقس العرب" بدراسة بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية للموسم المطري الحالي والمُحدّثة حتى تاريخ 2025/1/15 حيث تُشير إلى أن الموسم المطري يُعاني من نقص كبير وغير معهود في كميات الأمطار المُفترض أن تكون قد هطلت حتى هذا الوقت من العام في معظم مناطق المملكة.
وتُظهر ذات البيانات بأن معظم مناطق المملكة لم تقترب من المجموع المطري المُفترض، و أن عموم المناطق بُرمتها تُعاني من ضعف مطري كبير وغير مسبوق في السنوات الأخيرة، حيث أن مُتوسط أداء الموسم المطري لم يتجاوز 50% بالمُقارنة مع كميات الأمطار المُفترض أن تكون قد هطلت حتى هذا الوقت من العام، في حين أن النسبة المئوية لما تحقق من الموسم المطري كاملاً حتى اللحظة بلغت حول20% فقط بالرغم من انتصاف المربعانية.
وأشار المُختصون في مركز طقس العرب بأن المناطق التي تتركز بها السدود في الأردن تعاني من شح كبير في الأمطار، فمثلاً بلغ الأداء المطري في كل من إربد و عجلون و جرش حول 45% بينما في العاصمة 40% في حين انخفض الأداء المطري بشكل كبير في العقبة و معان و الطفيلة و الشوبك و عموم المناطق الجنوبية مُسجلاً قيماً مُتواضعة بلغت ما بين 2 و 30%.
واعتبر المختصون في مركز "طقس العرب" عبر هذا التقرير بأن هذه الأرقام والوقائع خطيرة للغاية ويجب أخذها بجدية تامة من كافة القطاعات في المملكة إذ تُمثل واقعاً مائياً مقلقاً للغاية فضلاً عن واقع زراعي وحيواني حرج.
وأضاف التقرير بأن هذا الحدث المناخي هو حدث مناخي غير مُعتاد ولم يسبق أن حصل بهذه الشدة منذ سنوات أو حتى عقود طويلة، كما رصد المختصون في "طقس العرب" بأن المنطقة لم تتعرض إلى أنظمة أو منخفضات جوية شتوية مُتكاملة منذ بداية فصل الشتاء و أن الأنماط الجوية السائدة كأنها ما زالت في فصل الخريف.
وأورد التقرير بأن السبب الرئيسي العلمي لضعف الأداء المطري في بلاد الشام و الأردن حتى تاريخ صدور هذا التقرير (15 يناير/كانون ثاني 2025) هو غياب المُنخفضات الجوية الشتوية المُتكاملة و الناضجة عن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسط. و يرجع ذلك إلى شكل المنظومة الجوية السائدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية و التي تمثلت بوجود إختلالاً واضحاً في نظام القطب الشمالي على شكل تنامي ضغوط جوية مُرتفعة في مناطق هامة من القطب، رغم أنه لم ينعكس كما في السنوات السابقة إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي (الستراتوسفير)، إلا أنه كان له عظيم الأثر على سلوك التيار النفاث المسؤول عن توزيع الأنماط الجوية، بحيث أصبح ضعيفاً و مُتموجاً بشكل كبير و أدى ذلك إلى ابتعاد الكتل الهوائية القطبية عن موطنها الأصلي نحو أجزاء واسعة من القارة الأوروبية و شرق الولايات المُتحدة الأمريكية و سادت درجات حرارة أبرد بكثير من مُعدلاتها في تلك المناطق.
ورصد النقرير بأن سلوك ما يُسمى بالدوامة القطبية هذا الشتاء حقاً غريب وغير مألوف، فبالرغم من قوة الدوامة القطبية الستراتوسفيرية إلا أن ذلك لم ينعكس إلى الطبقات السُفلى وكان هُناك انفصال بين الطبقتين و هو ما أنعكس إلى أن الغلاف الجوي أصبح أكثر تطرفاً و اضطراباً على نحو غير مُعتاد.
وأضاف التقرير بأن هذا النمط الجوي (الذي يُمكن تسميته بتشوه الدوامة القطبية) و الذي تكرر بشكل كبير خلال السنوات الماضية قد يكون بسبب عوامل كثيرة تكون سائدة في العالم في آنٍ واحد و تتفاعل مع بعضها البعض بافراز هذا النمط الجوي مثل سيادة ظاهرة اللانينا و مواقع و شدة موجات مادن و جوليان (MJO) و تفاعل ذلك مع سلوك و حركة الرياح النطاقية في طبقة الستراتوسفير (QBO).
ومما لا شك فيه بأنه يُنتج أنماط جوية مُتطرفة من حدوث فيضانات في مناطق و جفاف في مناطق آخرى، كما أنه أصبح من المفهوم طريقة انعكاسه على الأحوال الجوية الشرق الأوسط، حيث أن هُبوط التيار النفاث القطبي بشكل كبير نحو أطراف المنطقة و تحفيزه للتيار النفاث شبه المداري أدى إلى عُبور المُنخفضات الجوية العلوية بشكل غير نمطي عبر بوابة مصر و شمال غرب السعودية بدلاً من مُحيط جزيرة قُبرص و كريت و هو الذي أنتج قِلة في الفعاليات الجوية الطبيعية المُعتادة و ذلك على حِساب هطول أمطار أعلى من المُعدل في أجزاء عِدّة من السعودية خاصة أنه تزامن مع مُرور المرحلة الرطبة من موجات مادن و جوليان.
عالمياً، لا بد من الاشارة أن هذا النمط قد يرتبط بعض الشيء بحدوث حرائق كالفورنيا أيضاً و يُمكن تفسير ذلك بأن تركز المُنخفضات الجوية العميقة نحو شرق الولايات المُتحدة الأمريكية، قابل ذلك مُرتفعات جوية في طبقات الجو كافة غرب الولايات المُتحدة الأمريكية و هو ما أدى إلى حدوث الجفاف في تلك المناطق (بما فيها كاليفورنيا) بالإضافة إلى أن هذه المُرتفعات لها تأثير مُباشر في نشاط ما يُعرف برياح سانتا آنا على كالفورنيا و التي كانت من الأسباب الرئيسية للحرائق.
وتُشير آخر الخرائط الجوية في مركز طقس العرب بأنه يُتوقع أن يبقى الطقس مُستقراً و درجات الحرارة أدفأ من مُعدلاتها المُعتادة خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير/كانون ثاني (حتى 2025/1/22)، و لاحقاً أي خلال الأسبوع الأخير و ما تبقى من الشهر الحالي يُتوقع أن يقترب الهواء البارد من المملكة و قد يؤدي ذلك إلى تشكل أنظمة ومنخفضات جوية بالقرب من منطقة بلاد الشام و المملكة لكنه من غير الواضح فيما إذا ستكون هذه الأنظمة جوية أكثر نُضجاً مما كانت عليه سابقاً في هذا الموسم.
في حين و بشكل إيجابي لا تزال التوقعات الجوية التي أُوردت بالنشرة الفصلية لشتاء 2024/2025 الصادرة عن مركز طقس العرب في وقت سابق من شهر كانون أول، بأن الأنظمة الجوية ستشهد خلال شهر شباط تحسُناً و ارتفاع فُرص وصول المُنخفضات الشتوية إلى المملكة بالمُقارنة عما هو عليه الحال حالياً، لاسيما و أن المؤشرات الحالية تدعم أن هُناك تعافي كبير و مُتسارع (و قد بدأ بالفعل إلا أن أثاره يحتاج إلى بعض الوقت) في نظام الدوامة القطبية وعودته إلى السلوك الشتوي المُعتاد و الذي قد ينعكس إيجاباً بمشيئة الله على المنطقة على شكل عودة نمط المُنخفضات الشتوية الاعتيادية.
شذى حسون: الأقدم بين فنانات العراق حاليًا
كزبرة: حلمي بدأ بظهور بسيط أمام الكاميرا
روعة السعدي تشكر صناع المهرج عبر إنستغرام
طلاء جدران زنزانة في سوريا يتحول لقضية رأي عام .. ما القصة
فضائح واتهامات .. أشرف حكيمي وطليقته للواجهة مجدداً
نتائج اجتماع القاهرة المخصص لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق غزة
إعادة تأهيل مقام فروة الجذامي في الطفيلة
توقيع بيان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين الأردن وغينيا الاستوائية
الخطوط الباكستانية تعتذر عن إعلان طائرة متجهة إلى برج إيفل
نساء فلسطينيات بارزات سيتم الافراج عنهن بصفقة التبادل الأولى .. أسماء
لماذا لجأ أحمد فهمي للطبيب النفسي
عدنان أبو الشامات يدافع عن باسم ياخور وشكران مرتجى
تعيين الهولندية كاغ منسقة خاصة لعملية السلام بالشرق الأوسط
وزير الزراعة يفجّر مفاجأة بخصوص أسعار الدجاج
إحالة مدير بلغ الستين للتقاعد وتعيين جديد 65 عامًا براتب 6 آلاف دينار
تعديلات قانون التنفيذ تثير جدلاً قانونياً واقتصادياً
إعلان هام للسوريين المقيمين في الأردن .. تفاصيل
لا تصاريح عمل لهذه الفئة إلا بعد موافقة الداخلية
مركز المناخ يوضح حقيقة الأخبار المتعلقة بالعواصف الثلجية
العميد رعد أبو عميرة مديرا لمكتب الملك الخاص
أسباب ارتفاع شراء الشقق في الأردن
الملك يلتقي متقاعدين عسكريين في منزل اللواء شديفات
هكذا ردت سائحة أجنبية على دركي أنقذها من كلاب ضالة بالموقر
ارتفاع كبير بأسعار الذهب محلياً اليوم