الأردن وغزة: مسيرة دعم وصمود لا تعرف الانكسار

mainThumb

16-01-2025 10:22 PM

في كل قنبلة تسقط على غزة، يتألم قلبنا جميعًا، نحن الأردنيين، وكأن أهل غزة هم جزء منا. القضية الفلسطينية بالنسبة لنا ليست مجرد قضية، بل هي قضية هوية وكرامة. فغزة، بكل ما تحمله من ألم، تبقى رمزًا لصمودنا جميعًا، وأبطالها هم أبطال الأمة بأسرها.

لقد أبهرت غزة العالم بصمودها وإرادتها القوية. رغم القصف الوحشي والدمار الهائل، ظلت غزة شامخة. كل شهيد يسقط هو شهيد للأمة الإسلامية جمعاء، وكل دمعة تذرف من أم في غزة هي دمعة تهز قلوبنا في الأردن، وتجد صداها في شوارعنا.

منذ 7 أكتوبر، كان الأردن ملكًا وشعبًا يحمل هموم أهل غزة بكل حب وعزم. جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، كان في كل تصريح وفي كل اجتماع دولي، يحمل قضية غزة إلى العالم ، ويؤكد أن الأردن سيكون دائمًا إلى جانب فلسطين في كل الظروف.

ولم يكن الدعم الأردني فقط سياسيًا أو دبلوماسيًا، بل كان إنسانيًا بشكل غير مسبوق. فالأطباء الأردنيون، الذين لبوا النداء، حملوا معهم حبًا ورسالة أمل لأهل غزة. في كل عملية جراحية كانوا يعالجون جراحهم كما لو كانت جراحنا. وكانوا يطوون أوجاعهم بابتسامة الأمل، ويواصلون عملهم بكفاءة نابعة من قلوبهم التي كانت تتألم معهم.

المساعدات الأردنية لم تكن مجرد مواد غذائية أو طبية، بل كانت جسورًا من المحبة والتضامن، تمثل قوة العلاقة بين شعبين يشتركان في نفس الأمل والطموح. وكانت المساعدات تصل بهدف تخفيف معاناة أهل غزة، والذين يعانون من حصار وظروف قاسية لم تمنعهم من الوقوف بثبات في وجه التحديات.

وفي الشوارع الأردنية، كانت المسيرات الحاشدة تعبيرًا عن وحدتنا مع غزة. منذ 7 أكتوبر، وجدنا أنفسنا في قلب الحدث، من خلال المسيرات والمظاهرات التي عبّر فيها كل فرد في الأردن عن تضامنه الكامل مع أهلنا في غزة. كانوا يقولون بصوت واحد، "غزة ليست وحدها، نحن معكم دائمًا."

فغزة بالنسبة لنا ليست مجرد مكان جغرافي، بل هي جزء من تاريخنا، وجزء من كرامتنا كعرب ومسلمين. وعندما تنادي غزة، يجيب الأردن. لأن العلاقة بيننا وبين أهل غزة هي علاقة قلبية وروحية لا تفرقها الظروف.

وفي اللحظات الأخيرة من وقف إطلاق النار، شهدت شوارع الأردن فرحًا جماعيًا. ليس لأننا نشعر بالراحة فقط، بل لأن فرحهم هو فرحنا، وألمهم هو ألمنا، وكأننا نعيش كل لحظة معهم. اليوم، نقف جميعًا في شوارعنا، نحتفل بوقف إطلاق النار، ونحن نعلم أن هذا الانتصار هو انتصار للإرادة والتضامن العربي والإسلامي . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد