صفعة الموازنات المنسوخة

mainThumb

14-01-2025 02:28 AM

يعيش المواطن الأردني اليوم في ظل واقع اقتصادي متأزم، حيث بلغت نسبة البطالة 22.5%، ما يعادل نحو 1.5 مليون عاطل عن العمل من أصل 8 ملايين مواطن أردني، إذا ما استثنينا المقيمين الذين يبلغ عددهم نحو 4 ملايين. ورغم هذه الأرقام المقلقة، تستمر الموازنات الحكومية بالصدور وفق نمط تقليدي لا يُحدث تغييراً ملموساً في حياة المواطن، بل يزيد الأعباء الاقتصادية عليه، حتى باتت الضرائب ترهقه دون أي زيادة تُذكر في الرواتب. وكما قال الشاعر:
كلُّ امرئٍ يشكو زمانهُ...
والعيبُ فينا وما لزماننا عيبُ
في الوقت الذي كان يُفترض فيه أن تكون موازنة 2025 بارقة أمل لتحسين الأوضاع وتخفيف أعباء المواطنين، جاءت خالية من أي خطط حقيقية لحل مشكلتي البطالة والفقر المتزايد. ومع تزايد الأعباء وغياب الحلول، تفاقمت جيوب الفقر وارتفعت معدلات الجريمة كنتيجة طبيعية لضعف الأمان الاقتصادي والاجتماعي، وأصبح لسان حال المواطن يقول:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً...
إن الحياة عقيدةٌ وجهادُ
إلى جانب هذا، تستمر مشكلة المحسوبيات والواسطة في حرمان الكفاءات من الوصول إلى الفرص المستحقة. بدلاً من أن تكون الفرص متاحة للجميع وفقاً للجدارة، أصبحت محكومة بالعلاقات الشخصية، ما أدى إلى تفاقم الإحباط بين الشباب الذين يجدون أنفسهم في مواجهة واقع لا يُقدر طموحاتهم ولا يعترف بقدراتهم. وكما قال أحد الشعراء:
وليس لنا إلا المروءةُ والعُلا...
وحُسنُ صنيعٍ في الحياةِ هو الباقي
وفي ظل هذه التحديات، يبقى الاقتصاد الأردني رهين سياسات لا تعالج جذور الأزمة. الاعتماد المفرط على الضرائب والاقتراض دون تطوير القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة أضعف الاقتصاد الوطني، في حين أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يمكنها أن تخلق فرص العمل لا تحظى بالدعم الكافي، ما يعمّق الأزمة ويؤخر أي نهوض حقيقي.
الحل يبدأ بإرادة سياسية جادة تعمل على مكافحة الفساد، الحد من المحسوبيات، وتوفير بيئة اقتصادية عادلة تتيح الفرص للجميع. كما أن تحسين الخدمات الأساسية ودعم التعليم والتدريب المهني يمثلان ركيزة أساسية للتنمية المستدامة. وكما قال الشاعر:
إذا كانت النفوسُ كباراً... تعبتْ في مرادها الأجسامُ
لا سبيل لإنقاذ الاقتصاد الأردني إلا باتخاذ خطوات جذرية تعيد ثقة المواطن في الدولة وتضمن له حقه في حياة كريمة. وإلا فإن استمرار السياسات الحالية سيؤدي إلى مزيد من التدهور، في وقت يطمح فيه الأردنيون إلى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد