صحيفة السوسنة الأردنية

بعد الفجر ولاحساسي العالي بالبرد بدات ابحث في دواليب قديمة عن لحاف صوف من بقايا مجموعة من الفرشات واللحف والمخدات المطرزة ( يساتك جمع يستك ) والتي أهدتني اياها والدتي رحمة الله عليها كعادة الامهات سابقا في الأعراس للمساهمة في تاثيث البيت قبيل الزواج اضافة إلى السجادات المنسوجة يدويا على (النول )بمساعدة عماتي مدللة وفاطمة وخالاتي خديجة وزهرة رحمة الله عليهن.

وبعد جهد كبير وجدت اللحاف الذي تبقى من عطايا رحمة الوالدة مدحوشا في صندوق خشبي في المستودع وعمرة يزيد عن نصف قرن تقريبا.

ولكن اللحاف اصبح بحاجة إلى اعادة تاهيل وتذكرت المنجد الذي كان يدور على البيوت وينفش الصوف والقطن لاحقا ويضربه بالعصا لإعادة انتشاره من جديد ثم خياطة اللحاف او الفرشة بالمسلة بحرفية مما يعيدها إلى الخدمة في احسن حالاتها.

وبما ان هذه المهنة انقرضت او كادت ،ولم يعد لها زبائن يذكرون، ولهذا اضطررت للتواصل مع صديقي ابو براء الهزايمة ليرشدني إلى منجد لإعادة تاهيل اللحاف والفرشة التي لا زالت مطوية في خزانة مفتوحة ( المسند ) منذ نصف قرن تقريبا.

ووعدني بالبحث عن منجد محترف لعل وعسى يعيد تلك اللحف والفرشات الى سابق عهدها وجاهزيتها ملاذا للأحفاد لما فيها من دفىء وحنان وسكينة وراحة تفوق فرشات الإسفنج وبطانيات النمر والجمل والجدي الخ من الأنواع بمسميات الحيوانان الأليفة.

وكل تقاعد وانتم بالف صحة وعافية اعزائي الكرام.