نقص السجائر وانقطاع أصناف وسط توقعات بالغلاء

mainThumb
التدخين يحول أنفاس الإنسان لروائح نتنة

06-01-2025 03:07 AM

عمان - السوسنة - يشتكي المدخنون الأردنيون من نقص واضح في علب السجائر في الأسواق، حيث أكد العديد من أصحاب المحال التجارية أن بعض أنواع التبغ أصبحت "مقطوعة"، في ظل أنباء عن ارتفاع مرتقب في أسعار السجائر.
تصريحات متضاربة حول الأسعار
قال موسى الطراونة، الناطق الرسمي باسم الضريبة، في تصريحات سابقة، إن الضريبة الرسمية المفروضة على السجائر بلغت 100 فلس فقط، بموجب قرار مجلس الوزراء. ونفى علم دائرة ضريبة الدخل والمبيعات بأي زيادة إضافية على الأسعار بقيمة 25 قرشاً. وأوضح الطراونة أن السعر الأدنى لأي صنف سجائر أصبح 1.70 دينار.
تجار: السوق في حالة فوضى
أصحاب المحال التجارية أبدوا استياءهم من الأزمة المتفاقمة. في عمان، أكد صاحب محل سجائر أنه يواجه صعوبة في تلبية طلبات الزبائن بسبب نقص العديد من الأصناف. من جهته، أشار أبو إبراهيم، صاحب سوبر ماركت في إربد، إلى أن سوق الدخان "بدأت تعمه الفوضى"، فيما أرجع التاجر محمود هذه الفوضى إلى تلاعب كبار التجار بكميات التبغ في السوق، ما أدى إلى ارتباك كبير في عملية التوزيع. وطالب بضرورة فرض رقابة صارمة على الشركات المنتجة للتبغ لضمان استقرار السوق.
تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة
في سياق متصل، حذر المجلس الأعلى للسكان من أن تعاطي التبغ يعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الأردن، بما في ذلك الحد من الفقر، وتقليل عدم المساواة، وخفض الوفيات المبكرة، وتنمية الاقتصاد، وحماية البيئة.
وأوضح المجلس أن المدخنين الأردنيين من الفئات الأكثر فقراً ينفقون على السجائر مبالغ كبيرة مقارنة باحتياجات أساسية أخرى، حيث أظهرت الأرقام الوطنية أن إنفاقهم على التبغ يعادل:
25 ضعفاً مما ينفقونه على الصحة.
10 أضعاف ما يُنفق على التعليم.
1.5 ضعف ما يُنفق على الطعام.
تكلفة اقتصادية باهظة
وفقاً لبيان صادر عن المجلس بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، الذي يُصادف 31 مايو من كل عام، تبلغ الخسائر الاقتصادية السنوية الناتجة عن تعاطي التبغ في الأردن حوالي 1.6 مليار دينار أردني.
الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين
تُقر الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين للأعوام 2024-2030 بأن تعاطي التبغ يمثل تحدياً كبيراً لأهداف التنمية المستدامة. وتشير إلى أن الهدف رقم 3.4 من أهداف التنمية المستدامة يدعو إلى تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب إجراءات حازمة للحد من تعاطي التبغ.

أخيرا، بين شكاوى المدخنين، وفوضى السوق، والتحذيرات من تداعيات التبغ الاقتصادية والاجتماعية، يبدو أن الأردن يواجه أزمة تتطلب حلولاً جذرية، تبدأ من ضبط السوق، وفرض الرقابة على الشركات المنتجة، وصولاً إلى تعزيز برامج مكافحة التدخين لضمان صحة الأفراد واستقرار الاقتصاد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد