قصر غارنييه: 150 عامًا من الفخامة والثقافة

mainThumb
راقصو باليه في قصر غارنييه

06-01-2025 02:14 AM

وكالات - السوسنة

يحتفل قصر غارنييه في باريس بمرور 150 عامًا على افتتاحه، ليظل واحدًا من أعظم المسارح في العالم وأحد أبرز رموز الثقافة الفرنسية.

ومنذ افتتاحه في 5 يناير 1875، أصبح هذا المعلم التاريخي وجهة ثقافية وسياحية بارزة، حيث يستقطب أكثر من مليون زائر سنويًا.

قد يكون من الصعب تصديق أن فكرة بناء قصر غارنييه نشأت نتيجة لاعتداء إرهابي؛ ففي 14 يناير 1858، تعرض الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته يوجينيا لمحاولة اغتيال بالقنابل أثناء توجههما لحضور عرض أوبرا في شارع "لو بيليتييه" بباريس، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.

دفع هذا الحادث نابليون الثالث إلى اتخاذ قرار ببناء دار أوبرا جديدة في موقع أكثر أمانًا.

وفي نهاية عام 1860، أُطلقت مسابقة دولية لاختيار تصميم المبنى، شارك فيها 171 مهندسًا معماريًا. وفاز بها المهندس الشاب شارل غارنييه، البالغ من العمر 35 عامًا، الذي كان قد حاز سابقًا على "جائزة روما الكبرى" في الهندسة المعمارية.

وبدأت أعمال البناء في عام 1861، لكنها توقفت مرارًا بسبب الحرب الفرنسية-البروسية، حيث استخدم المبنى كقاعدة عسكرية ومخزن للإمدادات.

وفي عام 1867، كُشف عن واجهة القصر للمرة الأولى، فأذهلت الباريسيين بجمالها الذي مزج بين الكلاسيكية والفخامة الباروكية.

ورغم وفاة نابليون الثالث وسقوط الإمبراطورية الثانية، أصرّ غارنييه على الاحتفاظ بأحرف اسمه على واجهة القصر. وفي عام 1873، أدى حريق ضخم إلى تدمير الأوبرا القديمة، مما عجّل بإتمام البناء. واستغرق المشروع حوالي 15 عامًا وكلف 36 مليون فرنك ذهبي (ما يعادل 329 مليون يورو اليوم).

وفي 5 يناير 1875، افتُتح القصر رسميًا بحضور 2000 شخصية بارزة من جميع أنحاء أوروبا، في احتفال وُصف بأنه "أهم حدث اجتماعي في باريس"، إذ أحدث تصميمه الفخم ثورة في تقاليد الحياة الثقافية.

إلى جانب قيمته الفنية والمعمارية، يرتبط قصر غارنييه بالعديد من الأساطير، أبرزها "شبح الأوبرا"، التي استوحى منها الكاتب غاستون ليرو روايته الشهيرة عام 1910.

ويُقال إن الإمبراطورة يوجينيا، عند رؤيتها للتصميم، اعترضت قائلة: "ما هذا الأسلوب؟"، فرد عليها غارنييه: "إنه أسلوب نابليون الثالث، ولن تشتكي منه بعد الآن".

ولا يزال قصر غارنييه يدهش زواره من جميع أنحاء العالم، محتفظًا بجماله المعماري وثرائه الثقافي، ليبقى واحدًا من أعظم المسارح في التاريخ . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد