صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - كشفت وزيرة الخارجية الليبية، الدكتورة نجلاء المنقوش، ولأول مرة تفاصيل ما أسمته بـ"حقيقة اللقاء الزلزال" الذي جمعها بوزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، في العاصمة الإيطالية روما. في حديث حصري لشبكة الجزيرة عبر برنامجها "ذوو الشأن"، أوضحت المنقوش أن اللقاء لم يكن له علاقة بتمهيد للتطبيع بين ليبيا وإسرائيل، بل كان جزءًا من تكليف رسمي من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، لمناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بأمن البحر الأبيض المتوسط واستقرار موارده.
"اللقاء بتنسيق رسمي.. والتطبيع ليس مطروحاً"
أكدت المنقوش أن الاجتماع كان بتكليف رسمي من الدبيبة، مشددة على أنه لم يحمل أي نوايا للتطبيع مع إسرائيل، وهو قرار اعتبرته من صلاحيات الشعب الليبي حصرياً. وأضافت أن اللقاء ركز على قضايا استراتيجية حساسة، من بينها الموارد البحرية، وتحديد الحدود في ظل الاكتشافات الغازية الحديثة. كما انتقدت خلال اللقاء سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ودافعت عن حقوق الفلسطينيين.
"سياسة الصمت فرضت عليّ"
تحدثت المنقوش عن الجدل الذي أثير عقب تسريب الإعلام العبري للقاء، مشيرة إلى أنها مُنعت من توضيح الحقائق بسبب تعليمات مباشرة من الدبيبة. وأكدت أنها غادرت طرابلس بقرار سياسي على أساس عودتها بعد أيام، إلا أن الغياب استمر لسنة وأشهر، مما أثر على حالتها الصحية واضطرها للانتقال إلى المملكة المتحدة.
"خذلان الحكومة".. وانتقاد لطريقة إدارة الأزمة
ألقت المنقوش باللوم على الدبيبة لعدم إدارته الأزمة بحنكة، مشيرة إلى أن القضية كان يمكن حلها بسهولة لو أن رئيس الحكومة خرج للرأي العام الليبي ووضح ملابسات اللقاء. كما أكدت استعدادها الكامل لأي تحقيق، معتبرة أن موقفها الإداري والقانوني لا يزال سليماً، وأنها ما زالت وزيرة خارجية رسمياً.
"الدبلوماسية الحقيقية تتطلب شجاعة"
أوضحت المنقوش أن عملها الدبلوماسي لم يكن سهلًا، قائلة: "الإيمان بالجلوس مع العدو جزء من العمل الدبلوماسي الحقيقي". وأعربت عن افتخارها بالهوية العربية والتزامها بالقضية الفلسطينية، حيث صرحت: "أنا ألبس الكوفية بكل فخر".
إصلاحات داخلية وقضايا عالقة
ناقشت المنقوش عدة قضايا محورية تخص الشأن الليبي، مثل الأمن على الحدود، دور الميليشيات، ملف الهجرة غير الشرعية، والتدخلات الإقليمية والدولية. كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجه المرأة الليبية، مؤكدة أن جنوب ليبيا يعاني من تهميش وقصور في الخدمات.
اللقاء مع خديجة بن قنة.. منصة للكشف عن المسكوت عنه
اختارت المنقوش الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة لإجراء الحوار الذي وصفته بأنه فرصة لإبراز الجوانب غير المعروفة من تجربتها، مشددة على أن اللقاء كان وسيلة لتوضيح الصورة الكاملة للشعب الليبي. تحدثت المنقوش بشغف عن فترة تعيينها وزيرة، وكيفية اتخاذها القرار لخدمة بلدها رغم تخوفها الأولي.
رسائل ختامية
في نهاية اللقاء، أعربت المنقوش عن أملها في أن يتم إعادة الاعتبار لليبيا في المحافل الدولية، مؤكدة أنها تعرضت لخذلان من الحكومة التي لم تبادر بالتواصل معها. كما دعت الشعب الليبي إلى الاستماع لكافة الحقائق وعدم التسرع في الأحكام.
نجلاء المنقوش، التي تحمل لقب أول امرأة تتولى وزارة الخارجية في ليبيا، تقف اليوم أمام أحد أكبر التحديات في مسيرتها السياسية، محاولةً تقديم رؤيتها بشجاعة رغم العاصفة التي أثارها هذا اللقاء.