اللواء فايز الدويري يكشف للسوسنة سبب تغيبه عن قناة الجزيرة

mainThumb
اللواء فايز الدويري

04-01-2025 09:13 PM

عمّان- السّوسنة، هبة الربيع

تعرض اللواء المتقاعد والمحلل العسكريّ الأردني فايز الدويري لوعكة صحية مؤخرًا، غيبته عن ظهوره اليومي على قناة الجزيرة القطرية، حيثُ اعتاد أن يقدم من خلالها تحليلات عسكريّة منذ سنوات، لا سيّما خلال العدوان المستمرّ على قطاع غزة، لليوم الـ456 على التّوالي.

وأكد اللواء الدويريّ، في حديثٍ خاص مع "السّوسنة" أنّ غيابه يرتبط بخضوعه للعلاج حاليًا، مشيرًا إلى "نيته مراجعة الطبيب الإثنين المقبل لتقييم حالته الصحية وتحديد موعد عودته للظهور الإعلامي مرتبط بالتقييم الطبي لحالته"، كما عبّر الدويري، في حديثه مع "السّوسنة" عن أمله بالسّلام والاستقرار في المنطقة والعالم، متمنيًا السّلامة للجميع خلال العام الحالي.

مسيرة اللواء فايز الدويري: من الريف إلى التحليل العسكري

ولد اللواء فايز محمد حمد الدويري عام 1952 في بلدة كتم بمحافظة إربد، وسط بيئة ريفية بسيطة تعتمد على الزراعة والرعي، نشأ في أسرة أردنية محافظة، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس المنطقة. وبعدما كانت أحلامه تتجه نحو التدريس الجامعي، حالت الظروف الاقتصادية دون ذلك، فاختار الالتحاق بالكلية العسكرية عام 1972، حيث انطلقت رحلته في سلاح الهندسة بالقوات المسلحة الأردنية.

تميز الدويري بمهاراته القيادية والتخطيطية، فشغل مناصب عدة منها مدير سلاح الهندسة الملكي وقائد كلية القيادة والأركان الأردنية. كما حصل على تدريبات متقدمة في التخطيط الاستراتيجي وإدارة الحرب، وكان أول ضابط غير تابع لحلف شمال الأطلسي يحصل على تأهيل متخصص في هذا المجال من الجيش الأمريكي.

المحلل العسكري وصوت المقاومة

بعد تقاعده عام 2005، بدأ الدويري مسيرة جديدة كمحلل عسكري وإستراتيجي. وسرعان ما أصبح وجهًا مألوفًا على شاشات التلفاز، خاصة عبر قناة الجزيرة، حيث برز بتحليلاته الدقيقة والمتفائلة تجاه أداء المقاومة الفلسطينية.

خلال العدوان الأخير على غزة، ذاع صيته بشكل لافت، لدرجة أن أحد مقاتلي كتائب عز الدين القسام ظهر في تسجيل مصور يصرخ: "حلل يا دويري!"، بعد نجاح المقاومة في استهداف آليات الاحتلال. ورد الدويري على هذا النداء خلال أحد تحليلاته العسكرية قائلاً: "سأحلل"، ليؤكد عمق ارتباطه بالقضية الفلسطينية وثقة المقاومة في آرائه.

إنجازات عسكرية وأكاديمية

طوال مسيرته العسكرية، شارك الدويري في مهام بارزة، مثل عمليات نزع الألغام على الحدود الأردنية السورية، والمساهمة في تحصين مضيق باب المندب خلال فترة خدمته مع القوات اليمنية. كما أشرف على تدريب وتأهيل ضباط أردنيين وأجانب في كلية القيادة والأركان.

إلى جانب مسيرته العسكرية، واصل اللواء الدويري تطلعاته الأكاديمية، فحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة التربوية من الجامعة الأردنية. وكانت رسالته حول دور الجامعات في تعزيز مفهوم الأمن القومي، ما يعكس اهتمامه بالبعد الفكري في الأمن الوطني.

شخصية تثير الجدل وتلهم الجماهير

تُعتبر شخصية اللواء الدويري مصدر إلهام للكثيرين، إذ تميزت بالجرأة والصراحة في تناول القضايا الإقليمية والدولية. ويصفه محللون سياسيون بأنه "صداع للإسرائيليين"، خاصة بسبب مواقفه الواضحة والداعمة للمقاومة الفلسطينية.

أصدر الدويري أول كتبه بعنوان "الأمن الوطني" عام 2013، حيث قدم فيه رؤى تحليلية لمفهوم الأمن ودور المؤسسات التعليمية في دعمه، ما يجسد اهتمامه بجوانب الأمن الشامل.

روح متفائلة وشخصيّة استثنائيّة

برغم الوعكة الصحية، يبقى اللواء فايز الدويري شخصية استثنائية، مزجت بين العمل العسكري والتحليل الفكري. ويأمل محبوه أن يعود قريبًا لمواصلة إسهاماته الإعلامية والفكرية، مؤكدين أن صوته سيظل رمزًا للدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد