عمان والبحرين النهائي المنطقي

mainThumb

02-01-2025 01:43 AM

شهدت بطولة كأس الخليج (خليجي 26) مفاجأة كبيرة ببلوغ عمان والبحرين النهائي بعد تخطيهما الكويت والسعودية في نصف النهائي بعشرة لاعبين اثر طرد لاعب من كل منتخب في مباراتي نصف النهائي بعد أن كان أغلب المتابعين يرشحون “الأخضر” السعودي و”الأزرق” الكويتي لتنشيط نهائي الرابع من يناير/كانون الثاني من بطولة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات بسبب تقارب مستويات المنتخبات المشاركة، والتغييرات التي حصلت في خريطة كرة القدم الخليجية التي أخفق فيها العراق حامل اللقب، وقطر بطل آسيا، والسعودية التي كانت مرشحة بعد عودة المدرب هيرفي رينارد وقراره بالمشاركة بالمنتخب الأول، وفشل فيها المنتخب الإماراتي في بلوغ نصف النهائي رغم امكانياته.
الجميل والغريب في الأمر أن المنتخب البحريني هزم الكويت منتخب البلد المنظم بعشرة لاعبين بعد طرد مهاجمه مهدي عبدالجبار في بداية الشوط الثاني، لكن ذلك لم يمنع اللاعب مرهون من تسجيل هدف التأهل في الربع ساعة الأخير من المباراة رغم الدعم الجماهيري الكبير الذي حظي به المنتخب الكويتي والذي شكل ضغطا سلبيا على عناصره التي كانت تفكر في بلوغ النهائي والتتويج باللقب بدلا من التركيز على الفوز بمباراة نصف النهائي، مثلما فعل المنتخب البحريني الذي كان أول من ضمن التأهل الى نصف النهائي بعد فوزين متتاليين في الدور الأول ضد السعودية والعراق، والخسارة من اليمن في مباراة تحصيل حاصل.
أما الأغرب، فقد فعله المنتخب العماني بعشرة لاعبين أيضا لمدة ساعة كاملة في مباراته نصف النهائية ضد السعودية بعد طرد لاعبه المنذر علوي، وبقيادة مدربه رشيد الجابر العائد الى مهنة التدريب بعد غياب طويل، و​مهاجمه علي البوسعيدي الذي سجل هدفين في الربع ساعة الأخير من المباراة سمحا لعمان بالتأهل الى النهائي للمرة الثانية على التوالي بجدارة، لبس أثرها ثوب البطل بعد خروج منتخب البلد المنظم، وحامل اللقب العراق، والسعودية أقوى المنتخبات على الورق، و​يتحول الى مرشح للفوز بالتاج الخليجي الذي سبق وأن فاز به سنتي 2009 و2017، أمام منتخب بحريني يسعى الى تحقيق اللقب الثاني في تاريخه ببطولة انطلقت على أرضه سنة 1970.
إذا كان بلوغ الكويت الدور نصف نهائي بمثابة نتيجة طيبة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة الكويتية منذ سنوات، فإن إخفاق المنتخب السعودي أمام عمان شكل حدثا مفاجئا رغم مشاركته بفريقه الأول بقيادة مدربه العائد هيرفي رينارد الذي عادل رقم المدرب السعودي ناصر الجوهر في عدد الهزائم بأربع عشرة خسارة في ظرف فترتين تدريبيتين، في حين أشرف نظيره الجوهر على “الأخضر” خمس مرات في مشواره، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول جدوى عودة المدرب الفرنسي، ومدى قدرته على قيادته نحو التأهل الى مونديال 2026 بمنظومة لعب عقيمة في الهجوم وهشة في الدفاع حيث تلقى ثمانية أهداف في أربع مباريات.
وعلى غرار إخفاق السعودية غير المتوقع رغم عودة مدربه رينارد ومشاركته بفريقه الأول في البطولة، فقد كان خروج العراق حامل اللقب من الدور الأول مفاجئا، وكان المردود التعيس للعنابي القطري بطل آسيا ملفتا في بطولة تقارب فيها المستوى وكانت مفتوحة على كل الاحتمالات بسبب تقارب المستويات رغم تباين الامكانيات، وصارت في نهاية المطاف محصورة بين احتمالين عماني وبحريني يلتقيان في النهائي لأول مرة في التاريخ، يدشنان به عهد جديد للكرة الخليجية يتميز بالواقعية والفعالية بعيدا عن أمنيات الكويتيين وطموحات وقدرات السعوديين على العودة الى الواجهة واستعادة الثقة المفقودة مع الوقت.
عمان والبحرين نهائي منطقي، والمتوج به سيكون مستحقا، مثلما كان اخفاق العراق والسعودية وقطر والإمارات منطقيا ومستحقا، في حين شكل احتضان الكويت للبطولة وظهور منتخبها بشكل جيد محطة مهمة لعودة “الأزرق” إلى واجهة الكرة الخليجية والآسيوية، وشكل فوز اليمن الأول في تاريخ مشاركاته في البطولة على البحرين انجازا تاريخيا فريدا، وهي كلها معطيات تجعل من “خليجي 27” في السعودية حدثا مرتقبا يعد بالكثير في بلد مقبل على احتضان كأس أمم آسيا 2027 وكأس العالم 2034.

إعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد