قبس

mainThumb

01-01-2025 08:37 PM

نظر الرجل حوله، ظلام دامس، وصمت رهيب، أصغى لتفاعلات قلبه، أمعن فكره، تجلى له ضوء كامن في ثنايا النفس، اقتبس شعلة، رآها على المدى أمامه، مؤتلقة، زاهية … وكما هو معلوم إن سواد الليل تنيره النجوم، فكانت شعلة صاحبنا بمثابة نجمة تضيء عتمة النفس، نظر إليها بعين قلبه وابتسم، أدرك أنه رغم قتامة المشهد الآن، هناك قبس من نور علينا أن نبحث فيه عن منفذ يخرجنا مما نحن فيه من إحباط ويأس، والدنيا كما يقولون: يوم لك ويوم عليك.
مرت أحداث غ ـ ز ـ ة ولب ــ نان، شعرنا أن اليوم كان يميل نحونا، يأخذ بيدنا لنخطو خطوات ثابتة نحو الخلاص، كنا نأمل أن نصل إلى بر الأمان، ثم خذلتنا المؤامرة، رمت بشباكها حولنا شرنقة من خيوط مسمومة، أدركَنا الظلام، ولكن ليس هناك ظلام تام، الظلام التام هو العدم، هو الموت، ونحن نحيا بدليل أننا نرى الظلام، ونراه فقط عندما نقارنه بنقيضه، عندما نشعل شمعة، وهذه الشمعة قبس من نور داخلي يضيء عتمة قلوبنا، وعلينا أن نستخرجه من مكمنه لينير لنا الطريق، ويرشدنا إلى الخلاص، أعلم أن النجاة صعبة، والمؤامرة محبوكة بإحكام، ولكن لولا الأمل لمات العالم، ونحن نحيا، ونقاوم، وأملنا هو سلاحنا الآن، لعلي أبحث عن كلمات شافية … رغم ضعفنا سيكون لها تأثير سحري، علينا أن لا نيأس، وسنتمسك بموقفنا، وليكن مبدأنا هو السلاح الذي به سنقاتل عاديات الزمن، ونواجه العالم ليرى وجه الحقيقة التي يتعامى عنها، ولنتذكر أنه رغم قتامة المشهد، معنا شمعة تضيء ليلنا الحالك.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد