الأولويات في سوريا الحديثة

mainThumb

01-01-2025 01:36 AM

الشعوب العربية بكافة أطيافها تقف مع الشعب السوري الذي ذاق مرارة العناء منذ نشوء نظام البعث في سوريا واستمر على ذلك المنوال فترة حكم الأسدين، يشاركها هذا الشعور كافة الشعوب في كل الأقطار بدوافع إنسانية بحتة، فالطبيعة الإنسانية تأبى الظلم والقهر الذي مارسه حكم البعث طوال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمن.
انتقلت سوريا الحديثة إلى عهد جديد، أساسه العدل والمساواة، سوف يكتب الدستور بما تقتضيه المصلحة العامة لكل أطياف الشعب السوري، الكفاءة والإخلاص والولاء للوطن هي مقومات المرحلة القادمة لسوريا الحديثة، فلا مكان للطوائف والأعراق، ولا مجال للتجزئة والتقسيم، فسوريا الحديثة كيان مستقل وموحد على كافة أجزاء الأرض السورية.
انتهت الثورة وبقيت الدولة، فالنظام الجديد لديه ما يكفي من الحنكة السياسية، يدرك تماماً ما يدور في الخفاء للمتربصين الأعداء من الجوار الإقليمي، فإيران وإسرائيل لديها مطامع في التراب السوري، تلك الدول لا تُخفي ذلك النفوذ، فالهلال الشيعي الصفوي تلاشى بعد سقوط النظام، ربما ستحاول ايران جاهدة إحداث بعض الفوضى بما تبقى لها من ولاءات علوية إلى مدى زمني لن يطول.
يقف النظام الجديد في سوريا الحديثة ولديه حزمة من الملفات على كافة الأصعدة الاقتصادية والأمنية والسياسية، تعاني سوريا من حصار أممي لم يرفع حتى اليوم، البنية التحتية مُدمَّرة بفعل النظام البائد، لايزال معظم السوريين مهاجرين في الشتات، يتطلب الدستور والانتخابات مزيداً من الوقت يكفي لاستتباب الأمن والتخلص من بقايا النظام البائد بشكل تام.
سوريا اليوم في مفترق طرق بين الاستقرار أو عدم الاستقرار، التدخلات الخارجية في الداخل السوري وتقاطع المصالح بين الدول سوف يؤدي إلى تأخير توحيد الجغرافيا إلا إذا اتفقت كل الأطراف الإقليمية والدولية على إحلال السلام ليكون بديلاً للعنف الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط برمتها.
في اعتقادي ويتفق معي كثيرون أن توفير الأمن أولاً هو مفتاح كل الحلول، فالاستقرار سيؤدي لتوفر الفرص التنموية، والتبادل التجاري محلياً وعالمياً عندما ترفع العقوبات والحصار، لا تستطيع سوريا منفردة القيام بعملية الاعمار دون الدعم العربي والإقليمي وهو ما نتأمله لتنهض سوريا الحديثة وتعود للحضن العربي من جديد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد