متميزون من بلدي في فضاءات العلم (1)

mainThumb

01-01-2025 12:55 AM

للتميز عنوان، وخصوصا إذا ترجم ذلك إلى واقع يمكث في الأرض وبما ينفع الناس، وحديثي هنا عن عالم أردني تلقى تعليمه في مدارسنا وجامعاتنا وهو الدكتور الصيدلاني مأمون حمادشة ابن الرمثا وابن الأردن الذي أنهى دراسته الجامعية عام 1999من كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية خريجا متمّيزا بخلقه وعلمه، وحط به المسار قاصدا الولايات المتحدة الامريكية للحصول على الدكتوراة في الصيدلة (تخصص الكيمياء الطبية) من جامعة توليدو عام 2004 والحصول على زمالة ما بعد الدكتوراة في (تخصص البيولوجيا الكيميائية) من جامعة ستانفورد عام 2011، وعمل بعد ذلك في جامعة المحيط الهاديء الأمريكية أستاذا في كلية الصيدلة حيث حقق إنجازا طبيا عالميا في مجال الدراسات السريرية الدوائية بتطويره علاجا (أكروميداس Acoramidis) لتليف عضلة القلب (إعتلال عضلة القلب) الذي يعتبر مرضا خطيرا يعرف ب (ألزهايمر القلب) حيث يؤدي إلى فشل القلب الذي يؤثرعلى مئات الالاف حول العالم، ويعتبر الدكتور مأمون حمادشة أول عالم عربي يحقق مثل هذا الانجاز الذي استمر البحث المكثّف والمتفاني مدة عشرة أعوام.

نعم، إن تكريم النخبة والشعلة المضيئة أمثال الدكتور مامون حمادشة يأتي تقديرا لإنجازاتهم وليكونوا القدوة للباحثين والدارسين في جامعاتنا لإحداث التأثير العالمي في مجال العلوم الطبية، حيث توّج هذا التقدير للعالم مأمون حمادشة بتكريم ملكي سامي من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين راعي مسيرة العلم والعلماء في أردن العزم والكرامة الذي يشد دائما على أيدي المتميزين داعما ومباركا لهم تميزهم، كما لم تنس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية إبنها البار بها وبوطنه تكريمه حيث تم منحه درجة الدكتوراة الفحرية في العلوم الصيدلة، وبادرت أيضا جهات رسمية حكومية ومؤسسات مجتمع مدني بالتكريم الذي يستحق.

ويدر بنا القول هنا، أن بناء الأنسان المتميز بعلمه وخلقه هو الاستثمار الحقيقي، الأمر الذي يؤكد لنا ضرورة التركيز والاهتمام بالتعليم النوعي والبحث العلم النوعي الذي يسهم في وضع حلول لمشاكل حقيقية تواجه مجتمعنا، بعيدا عن التنظير لنلمس أثر ذلك واقعا يسهم في التمية المستدامة التي طالما تغنينا بمفهومها دون أن نرسّخ مفهومها تطبيقا لينعكس ذلك على مختلف قطاعات التنمية في المجال الطبي، وفي الزراعة بتطبيق تكنولوجيا الرزاعة لزيادة الانتاج الذي يدعم مفهوم الأمن الغذائي، وفي مجالات الطاقة، والهندسة، والادارة، والاقتصاد وغيرها من المجالات حيث سارعت الكثير من الدول إلى الإستثمار الحقيقي فيها، فنهضت وقطعت أشواطا متقدمة إنعكست على زيادة الناتج القومي لبلدانها، لأنها سخرّت العلم النوعي والتطبيقي في برامجها ونهج عملها.

نعم، إن المجتمع الذي ينشد التقدم يقف إعجابا وتقديرا لكل المتميزين، لأنهم يحملون في نفوسهم المعرفة ويرفضون الروتين ويسعون الى التجديد الفاعل الذي يملأ النفوس إشراقا، رغم العقبات والتعب الذي يواجههم، وذلك من أجل تعميق معنى الحياة وليكونوا قدوة للجميع بعملهم المتواصل الدؤوب الذي يجعل الحياة صافية شفافة، لأن عملهم قائم على الوعي والشمول والعمق لتكون الرؤية في أعلى صورها توضّح الطريق وتزيل الضباب وتكشف الأبعاد، وعندها يكون التغلب على مشاكل الحياة اكثر إدراكا وشمولا.
سؤال يطرح نفسه: لماذا توجد فئة هنا أو هناك تعادي الامتياز وتخافه؟!
أليس من الحكمة أن تترك هذا الخوف وتنخرط في صفوف المتميزين وتدعمهم؟!
إن في معاداتهم للامتياز وخوفهم منه معاداة لأنفسهم ومجتمعهم وما أقسى ذلك؟!

وعودا على بدء، كل الفخر والإعتزاز بك دكتور مأمون حمادشة إبن الأردن البار بوطنه وأهله وبطلبة العلم الذين ترعاهم هنا وهناك، ليسيروا على درب التميّز والإبداع كما هو أنت وليكونوا نجوما في فضاءات العلم بذلا وعطاء ينفع البلاد والعباد، ويرفع إسم الأردن في فضاءات العلم والمعرفة، وللحديث بقية.

• كاتب وأستاذ جامعي حاليا / جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
• عضو مجلس أمناء حاليا
• عميد أكاديمي سابقا في جامعتي العلوم والتكنولوجيا الأردنية وجامعة اليرموك
• رئيس جمعية أعضاء الهيئة التدريسية سابقا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد