أهمية الخط العربي في حماية الهوية و التراث

mainThumb

01-01-2025 12:49 AM

شَهِدَتْ الْمَكْتَبَةُ الْعُمُومِيَّةُ لِلْمُطَالَعَةِ الشَّهِيدُ عِيسَى جَرُونِي الْمُغَيِّرِ تَنْظِيمَ مُلْتَقًى وَلَائِيٍّ لِلْخَطِّ الْعَرَبِيِّ نَظَّمَتْهُ مُدِيرِيَّةُ الثَّقَافَةِ لِوِلَايَةِ الْمُغَيَّرِ بِتَارِيخِ ٢٩ دِيسِمْبِرَ حَتَّى مَسَاءِ ٣٠ دِيسِمْبِرَ ٢٠٢٤ وَ أَشْرَفَ عَلَى افْتِتَاحِهِ السَّيِّدُ مُدِيرُ الثَّقَافَةِ عَبْدُ الْقَادِرِ جَنَايْحِي بِحُضُورِ السَّادَةِ الْمُدَرَاءِ التَّنْفِيذِيِّينَ وَ جَمْعٍ كَبِيرٍ مِنْ الْخَطَّاطِينَ وَالْفَنَّانِينَ التَّشْكِيلِيِّينَ ، وَ الْوُجُوهِ الثَّقَافِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ فِي السَّاحَةِ الثَّقَافِيَّةِ فِي الْوِلَايَةِ ، وَكَانَ حُضُورُ الطَّلَبَةِ وَ التَّلَامِيذِ الَّذِي أَعْطَى الْاِفْتِتَاحَ نَكْهَةً خَاصَّةً .

نُظِّمَ الْمُلْتَقَى انْطِلَاقًا مِنْ أَهَمِّيَّةِ الْمُبَادَرَةِ لِصِنَاعَةِ حَرَاكٍ ثَقَافِيٍّ يَسْتَجِيبُ لِطُمُوحِ وِلَايَتِنَا الْفَتِيَّةِ ، وَ لِمَا تُمَثِّلُهُ وِلَايَةُ الْمُغَيَّرِ مِنْ رَصِيدٍ ثَقَافِيٍّ مُتَنَوِّعٍ ، فَكَانَ حِرْصُ مُدِيرِيَّةِ الثَّقَافَةِ دَعْمَ الْمَشَارِيعِ الَّتِي تُسْهِمُ فِي صِنَاعَةِ يَقَظَةٍ ثَقَافِيَّةٍ شَامِلَةٍ ، يَبْعَثُ النَّشَاطَ فِي الْوَسَطِ التَّرْبَوِيِّ وَ الْمُجْتَمَعِيِّ ، وَ لِهَذَا الدَّوْرِ الْمُهِمِّ ، إِنَّ جَعْلَ أَوْلَوِيَّاتِ الدَّفْعِ بِقَاطِرَةِ الثَّقَافَةِ لَهُ دَوْرٌ فِي التَّقَدُّمِ وَالرَّقَى فَى مُخْتَلَفِ مَجَالَاتٍ ، وَمِنْ هَذَا الْمُنْطَلَقِ جَاءَتْ ضَرُورَةُ إِطْلَاقِ هَذَا الْمُلْتَقَى الْوَلَائِيِّ لِيُؤَكِّدَ عَلَى هَذِهِ الْأَبْعَادِ الْمُهِمَّةِ الْمُرْتَبِطَةِ بِهُوِيَّتِنَا الْعَرَبِيَّةِ وَالْإِسْلَامِيَّةِ ، حَيْثُ يَحْتَلُّ الْخَطُّ الْعَرَبِىُّ رُتْبَةً فِي مَرْصُوفَةِ أَهْدَافٍ فِي مَنْظُومَةِ الْقِيَمِ التَّرْبَوِيَّةِ وَ التَّعْلِيمِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ بِاعْتِبَارِهِ أَحَدَ أَهَمِّ مُكَوِّنَاتِ هُوِيَّتِنَا الْعَرَبِيَّةِ وَالْإِسْلَامِيَّةِ .

وَلِهَذَا وَحْدَنَا فَنُّ الْخَطِّ الْعَرَبِيِّ يُمَثِّلُ لَوْحَةَ الْجَمَالِ اللُّغَوِيِّ فِي الْقُرْآنِ الَّذِي  جَمَّلَ الْمُصْحَفَ الشَّرِيفَ بِشَتَّى أَنْوَاعِ الْخُطُوطِ الْعَرَبِيَّةِ ، تَشْرِيفًا كَلَامَ اللَّهِ الْمُعْجِزَ . هَذَا الْفَنُّ الَّذِي أَخَذَ قِيمَتَهُ بِأَنْ أَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِوَسِيلَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ مُهِمَّةٍ ، فَكَانَ الْقَسَمُ بِالْقَلَمِ فِي قَوْله تَعَالَى . : [] ن وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ [] مِنْ سُورَةِ الْقَلَمِ الْآيَةِ 1 وَهَذِهِ دَلَالَةٌ مُهِمَّةٌ

وَقَدْ وُظِّفَتْ الْخُطُوطُ الْعَرَبِيَّةُ فِي الْعَدِيدِ مِنْ الْمَجَالَاتِ ، تَزَيَّنَ بِهِ الشِّعْرُ وَتَزَيَّنَ بِهِ الْعُمْرَانُ وَ الْعِمَارَةُ مِنْ خِلَالِ الْفُنُونِ التَّشْكِيلِيَّةِ فَائِقَةِ الرَّوْعَةِ وَ الْجَمَالِ ، وَكَمَا نَالَ التَّعْلِيمُ نَصِيبَهُ الْأَوْفَرَ ، وَتَضَمَّنَتْ مُقْرَارَاتُ وَ بَرَامِجُهُ مَادَّةً تَعْلِيمِيَّةً مُخَصَّصَةً لِلْخَطِّ الْعَرَبِيِّ ، لَهَا إِطَارَا الْبِيدَاغُوجِيِّ فِي الْمَنَاهِجِ التَّعْلِيمِيَّةِ ، وَكَذَلِكَ نَالَ الْخَطُّ الْعَرَبِيُّ نَصِيبَهُ فِي مَجَالِ الْحِرَفِ وَالْأَشْغَالِ الْيَدَوِيَّةِ ، الَّتِي تُمَثِّلُ التُّرَاثَ الْمَادِّيَّ وَاللَّامَادِّيَّ الَّذِي تُولَّى لَهُ أَهَمِّيَّةٌ كُبْرَى فِي الْبِنَاءِ الْحَضَارِيِّ .

لِهَذَا لَا يُمْكِنُ فَصْلُ فَنِّ الْخَطِّ الْعَرَبِيِّ عَنْ مَنْظُومَتِنَا الثَّقَافِيَّةِ فَهُوَ جُزْءٌ مِنْ مَنْظُومَةِ قِيَمِنَا الْحَضَارِيَّةِ وَ الدِّينِيَّةِ وَ الْإِنْسَانِيَّةِ ، لِهَذَا يُعَدُّ إِهْمَالُ هَذَا الْفَنِّ بِثَرِّ جُزْءٍ مُهِمٍّ مِنْ تَارِيخِنَا الْحَضَارِيِّ ، وَلَعَلَّ مَا يَجْدُرُ ذِكْرُهُ الْحَاجَةُ الْمَاسَّةُ لِمِثْلِ هَذِهِ الْمُلْتَقَيَاتِ ذَاتِ الْبُعْدِ الْأَكَادِيمِيِّ وَ الَّتِي تُلَبِّي ضَرُورِيَّاتٍ فِي اسْتِكْمَالِ النَّقْصِ الْمَعْرِفِيِّ وَ التَّكْوِينِيِّ ، الْمُؤْسِفُ إِنَّ هَذَا الْمَجَالَ الْمَعْرِفِيَّ ، لَا يُعْطَى لَهُ أَهَمِّيَّةٌ كُبْرَى فِي مَنْظُومَتِنَا التَّرْبَوِيَّةِ ، عَلَى الرَّغْمِ أَنَّ التَّكْوِينَ الْقَاعِدِيَّ لِنَشَاطِ مَادَّةِ الْخَطِّ وَ الْكِتَابَةِ فِي مَرْحَلَةِ التَّعْلِيمِ الِابْتِدَائِيِّ مُهِمَّةٌ لِلْغَايَةِ ، يَتَلَقَّاهَا التِّلْمِيذُ فِي فِي جَمِيعِ أَطْوَارِ الْمَرْحَلَةِ التَّعْلِيمِ الِابْتِدَائِيِّ فِي غِيَابِ الْأُسْتَاذِ وَ الْمُعَلِّمِ الْمُتَخَصِّصِ فِي هَذَا النَّشَاطِ ، مَا نَتَجَ عَنْهُ ضَعْفٌ وَاضِحٌ فِي التَّحَكُّمِ فِي مَهَارَةِ الْكِتَابَةِ ، وَ الْمُفِيدِ عَلَى الْمُشْرِفِينَ عَلَى إِدَارَةِ الْعَمَلِيَّةِ التَّعْلِيمِيَّةِ إِدْرَاكُ هَذَا النَّقْصِ وَ تَعْوِيضُهُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْمُلْتَقَيَاتِ النَّوْعِيَّةِ وَ الَّتِي يَغِيبُ عَنْهَا مَنْ هُمْ فِي أَمَسِّ الْحَاجَةِ لِاسْتِكْمَالِ النَّقْصِ بِالْمُشَارَكَةِ وَ التَّفَاعُلِ الْإِيجَابِيِّ مَعَ هَذِهِ الْفُرَصِ الثَّمِينَةِ الَّتِي لَا تُعَوَّضُ .

فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ يَجِبُ التَّذْكِيرُ بِجُمْلَةٍ مِنْ النِّقَاطِ الْمُهِمَّةِ الَّتِي تُسَاهِمُ فِي اسْتِدْرَاكِ النَّقْصِ الْمَلْحُوظِ فِي هَذَا النَّشَاطِ الْمُهِمِّ وَ الْخَادِمِ بِ :

تَشْجِيعُ بَرْنَامَجِ الْمُلْتَقَيَاتِ النَّوْعِيَّةِ الْخَادِمَةِ الَّتِي يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَصْحَابُ الصَّعْبَةِ الِاخْتِصَاصِ .

تَشْكِيلُ النَّوَادِي وَ الْوَرْشَاتِ فِي الْمَدَارِسِ وَ دُورِ الثَّقَافَةِ عَلَى أَنْ يَرْعَاهَا أَصْحَابُ الْمَوَاهِبِ وَ أَصْحَابُ التَّخَصُّصِ .

تَنْظِيمُ مُسَابَقَاتٍ رَسْمِيَّةٍ تَرْعَاهَا الْمُؤَسَّسَاتُ التَّعْلِيمِيَّةُ وَ دُورُ الثَّقَافَةِ مَعَ اغْتِنَامِ الْمُشَارَكَةِ فِي الْمَهْرَجَانَاتِ إِنْ عَلَى الْمُسْتَوَى الْمَحَلِّيِّ وَ الْوَطَنِيِّ وَحَتَّى الدَّوْلِيِّ .

تَنْظِيمُ النَّدَوَاتِ وَ الْمُحَاضَرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ فِي اخْطٍ وَالْفُنُونِ التَّشْكِيلِيَّةِ مِنْ خِلَالِ اسْتِغْلَالِ الْمَعَاهِدِ وَ مَخَابِرِ الْجَامِعَاتِ فِي تَأْطِيرِ هَذِهِ الْمَشَارِيعِ . .

تُشْجِيعُ عَلَى دَعْمِ الْجَمْعِيَّاتِ الَّتِي تَهْتَمُّ بِالْجُنُونِ الرَّسْمِ وَ الْأَشْغَالِ الْيَدَوِيَّةِ وَ فَنِّ الْخَطِّ بِفَتْحِ الْمَجَالِ لَهَا كَيْ تُشَارِكَ وَ تُسْهِمَ بَرَامِجُهَا وَ أَعْضَائُهُ .

تَنْظِيمُ الْفَعَالِيَّاتِ فِي الْأَسَابِيعِ الثَّقَافِيَّةِ لِلْخَطَّاطِينَ وَالْفَنَّانِينَ التَّشَكُّلِيِّينَ بِالْمُشَارَكَةِ فِي تَزْيِينِ الْمُؤَسَّسَاتِ وَ وَاجِهَاتِ الْمَدِينَةِ بِالْأَعْمَالِ الْفَنِّيَّةِ .

وَفِي خِتَامِ مَقَالِي لَا يَفُوتُنِي أَنْ أُهْدِيَ تَشْكُّرَاتِي

لِمَدِيرِيَّةِ الثَّقَافَةِ لِوِلَايَةِ الْمُغَيِّرِ

صَاحِبَةُ النَّشَاطِ وَجَمْعِيَّةِ الرَّاقِمِ لِلصِّنَاعَاتِ التَّقْلِيدِيَّةِ وَالْفُنُونِ التَّشْكِيلِيَّةِ لِمَدِينَةِ الْمَدِينَةِ الْمُؤَطَّرَةِ لِلْمُلْتَقَى

وَ مِنْ خِلَالِ الْجَمْعِيَّةِ أَنْ نَشْكُرَ الْأَسَاتِذَةَ :

اَلْأُسْتَاذُ قَارَّةُ بِرْنُو عَبْدَالِرْزَاقْ ( رَئِيسُ الْجَمْعِيَّةِ )

الْأُسْتَاذُ صَفَارُ رِمَالِي فِضِّيلٍ

الْأُسْتَاذُ وَارِدُ بَشِيرٍ

الْأُسْتَاذُ عَوَافِي الْهَاشِمِي

الْأُسْتَاذُ بْنُ ثَغَارِي حَسَّانَ

الْأُسْتَاذُ مُحَمَّدُ الْبَشِيرِ سَوَاسِي وَ رِفَاقِهِ مِنْ وِلَايَةِ وَادِي سَوْفَ

وَكَذَا لَا يَفُوتُنِي أَنْ أُهْدِيَ تَشَكُّرَاتِي لِلْحُضُورِ مِن َالنُّخْبَةِ الثَّقَافِيَّةِ وَهُوَاةِ الْخَطِّ الْعَرَبِيِّ بِوِلَايَتِي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد