صحيفة السوسنة الأردنية

وكالات - السوسنة

عندما نفقد شخصًا عزيزًا، يبقى أثره المادي في متعلّقاته، لكن هل يمكن استرجاع ذكرياته وتجارب حياته من دماغه بعد وفاته؟

وفقًا لخبراء تحدّثوا لموقع livescience، الإجابة تحمل تعقيدات كبيرة، خاصة على المستوى التقني، حيث لا يزال العلماء يدرسون إمكانية استرجاع الذكريات من دماغ شخص متوفى.

الذكريات في الدماغ.. كيف تتشكل؟
صرّح دون أرنولد، عالم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا، بأن الذكريات تُرمز بواسطة مجموعات من الخلايا العصبية في مناطق رئيسية، أبرزها:

الحُصين: مسؤول عن تخزين الذكريات قصيرة وطويلة المدى.
مناطق حسية وعاطفية: مسؤولة عن تخزين الجوانب الحسية والعاطفية للذكريات.
تُترك الذكريات بصمة مادية تُسمى "إنجرام" (Engram)، وهي تمثل خريطة لتخزين الذكريات داخل الدماغ. ويفترض أرنولد أنه في حال تمكن العلماء من إنشاء نموذج كامل للدماغ البشري، يمكن نظريًا تحديد الخلايا العصبية المرتبطة بذكرى محددة وتنشيطها باستخدام خوارزميات تعلّم آلي تحاكي عمل الدماغ.

التحديات التقنية وتوزيع الذكريات
لكن أرنولد أوضح أن تعقيد الذكريات البشرية يتجاوز ذلك، فهي لا تتعلق فقط بالخلايا العصبية بل ترتبط بعوامل متعددة، مثل العلاقات والمواقع. بالإضافة إلى ذلك، يتم تخزين التفاصيل الحسية في مناطق مختلفة، مثل الفص الجداري والقشرة الحسية، وتُعاد توزيع الذكريات بمرور الوقت أثناء تثبيتها في الدماغ.

حتى مع اكتشاف "إنجرام"، فإن إعادة بناء الحدث الأصلي كما عاشه الشخص تُعدّ تحديًا كبيرًا.

الذاكرة.. إعادة بناء لا تسجيل دقيق
من جانبه، يشير تشاران رانجاناث، مدير برنامج الذاكرة والمرونة بجامعة كاليفورنيا، إلى أن الذاكرة ليست تسجيلاً دقيقًا للأحداث، بل عملية إعادة بناء تعتمد على ملء الفجوات باستخدام التفاصيل المتوفرة.

على سبيل المثال، قد يتذكر شخص تناول كعكة شوكولاتة في عيد ميلاده الخامس، لكنه لن يتذكر تفاصيل الطقس أو ملامح الحاضرين، حيث يفضّل الدماغ حفظ الطاقة عبر التركيز على الجوانب الأهم من التجربة.

آفاق المستقبل
على الرغم من التقدم العلمي، تبقى فكرة استرجاع ذكريات شخص متوفى في إطار النظريات المستقبلية التي تتطلب نماذج تقنية متطورة جدًا، وربما عقودًا من الأبحاث للوصول إلى إجابات حاسمة . 

إقرأ المزيد : 

• كيف يتغير دماغ المرأة أثناء الحمل
• تعلم لغة جديدة يُحسن بنية الدماغ ويزيد كفاءته