تحرير دمشق: قادسية العرب الجديدة

mainThumb

29-12-2024 07:51 AM

يشهد العالم العربي مرحلة حاسمة في تاريخه الحديث، حيث تمر سوريا بتغيرات جوهرية في مشهدها السياسي، ما يفتح الباب لتحولات كبرى في المنطقة. وسط هذه التحولات، يأتي تحرير دمشق من براثن النفوذ الإيراني كقضية مركزية في صراع القوى العالمية في القرن الحادي والعشرين، وهو هدف يتقاطع مع تطلعات الشعوب العربية في بناء مستقبل حر ومستقل بعيداً عن الهيمنة الخارجية.

الثورة السورية العظيمة، التي قادها البطل أحمد الشرع بشجاعة وإصرار، أثبتت أن الشعوب قادرة على مواجهة الطغيان وقوى الاحتلال غير المباشرة، مهما بلغت التحديات. لقد حملت هذه الثورة آمال الملايين من السوريين، وأحيت فكرة التحرر في نفوس الشعوب العربية. بفضل قيادتها الرشيدة، أصبحت الثورة السورية نموذجاً للكرامة الوطنية، وأظهرت للعالم أن الشعب السوري لن يرضخ لأي قوة تحاول فرض إرادتها عليه.

إن المواقف الداعمة من دول الخليج العربي والأردن لهذه الثورة المباركة تعكس وعياً استراتيجياً بأهمية تحرير سوريا من النفوذ الإيراني وإعادتها إلى حاضنتها العربية. هذه الدول، التي أدركت خطورة استمرار الهيمنة الإيرانية، لم تكتفِ بإعلان الدعم السياسي، بل عملت على تقديم المساعدة الاقتصادية والإنسانية، وفتح قنوات الاتصال مع القيادة الجديدة في سوريا، لضمان استقرارها واستقلالها.

تحرير سوريا من النفوذ الإيراني ليس مجرد قضية محلية أو إقليمية، بل هو جزء من الصراع العالمي على النفوذ في الشرق الأوسط. إيران، التي استغلت الفوضى في سوريا لتعزيز مصالحها وتوسيع نفوذها، واجهت مقاومة شجاعة من الشعب السوري الذي رفض أن يكون أداة لتحقيق أطماعها. واليوم، تتقاطع إرادة السوريين مع الجهود العربية والدولية لإعادة بناء سوريا، واستعادة سيادتها، وتحريرها من كافة أشكال التبعية.

إن سقوط النفوذ الإيراني في سوريا يمثل نقطة تحول تاريخية، لأنه يقطع الطريق أمام تدخلاتها في المنطقة بأسرها. هذا الإنجاز لا يقتصر أثره على سوريا فقط، بل يمتد ليشمل لبنان والعراق واليمن، حيث تسعى إيران لتثبيت هيمنتها من خلال ميليشياتها ووكلائها. تحرير سوريا هو بداية لمسار تحرير المنطقة بأكملها من هذا النفوذ المزعزع للاستقرار.

الثورة السورية، التي خاضها الشعب السوري بشجاعة نادرة، ليست فقط ثورة على نظام مستبد، بل هي ثورة على كل أشكال الاحتلال غير المباشر. إنها ثورة تعيد رسم ملامح المنطقة، وتعيد الأمل لشعوبها، بأن الحرية والاستقلال ليسا حلماً بعيد المنال، بل هدفاً يمكن تحقيقه بإرادة الشعوب وتصميمها.

إن دعم الدول العربية، وخاصة دول الخليج والأردن، لهذه الثورة هو دليل على إدراكها لأهمية اللحظة التاريخية. هذا الدعم لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يشمل أيضاً تقديم الدعم الاقتصادي والإنساني، والمشاركة في إعادة إعمار سوريا. هذه الجهود تمثل استثماراً حقيقياً في مستقبل عربي أكثر استقراراً وقوة.

اليوم، تتحمل الدول العربية مسؤولية تاريخية في ضمان نجاح الثورة السورية وقيادتها الجديدة بقيادة البطل أحمد الشرع. التخلي عن سوريا في هذه المرحلة يعني إضاعة فرصة نادرة لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، وإفساح المجال أمام قوى أجنبية لتثبيت نفوذها. تحرير دمشق هو خطوة أولى نحو بناء نظام إقليمي جديد، قائم على التعاون العربي، ومستند إلى الإرادة الشعبية.

إن تحرير سوريا من النفوذ الإيراني ليس مجرد انتصار سياسي، بل هو انتصار لقيم الحرية والكرامة التي قامت عليها الثورة السورية. إنه إعلان واضح بأن المنطقة العربية ليست ساحة مفتوحة لتدخلات القوى الأجنبية، بل هي منطقة تملك شعوبها القرار والسيادة. الثورة السورية أثبتت أن الشعوب قادرة على تغيير مصيرها، مهما بلغت التحديات، وأن الأمل دائماً موجود لمن يؤمن بحقه في الحرية والاستقلال. تحرير دمشق من براثن النفوذ الإيراني هو قادسية العرب الجديدة في القرن الحادي والعشرين، وهو هدف يستحق أن تتوحد لأجله كل الجهود العربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد