براهمة والجراح يوجهان انتقادات لاذعة لتدهور الدراما الوطنية

mainThumb
براهمة والجراح

28-12-2024 04:45 PM

عمان - السوسنة

عبّر الفنانان جميل براهمة ومحمود الجراح عن استيائهما الشديد من التراجع الكبير الذي تشهده الساحة الفنية الأردنية، مؤكدين أن الدراما الوطنية تعاني من الإهمال الرسمي وانعدام الدعم الحكومي. وأوضحا أن هذا الواقع أثّر بشكلٍ سلبي على جودة الأعمال المقدّمة، وأدى إلى إقصاء الفنان الأردني عن المشهد العربي.

براهمة: غياب الرؤية والتجاهل الرسمي
براهمة، المعروف بانتقاداته الصريحة، لفت إلى أن الدراما الأردنية تعيش حالة "موت بطيء"، في حين وصف الجراح حال الإنتاج الفني بأنه "في غرفة الإنعاش"، مشيرًا إلى غياب الإرادة السياسية للنهوض بالقطاع. واتفق الاثنان على ضرورة وضع خطة استراتيجية لإنقاذ الدراما والمسرح الأردنيين، وإعادة الحياة إلى هذا القطاع الحيوي الذي كان في وقتٍ من الأوقات متصدرًا عربيًا.

هاجم الفنان جميل براهمة، في تصريحاته، ما وصفه بسياسة الإقصاء غير الرسمية التي تنتهجها الجهات الرسمية تجاه الدراما الأردنية، خاصة الأعمال الريفية والبدوية التي تعكس الهوية الوطنية. وأوضح براهمة أن التلفزيون الأردني بات يفضّل شراء الأعمال من الخارج بدلًا من الاستثمار في الإنتاج المحلي.

وأشار إلى نجاحات ماضية، مثل مسلسل أم الكروم، التي تثبت قدرة الدراما الأردنية على تحقيق تأثير كبير. لكنه أضاف: "للأسف، لا توجد رغبة حقيقية لتكريس هذا النجاح". كما أبدى استياءه من تجاهل إدارة التلفزيون الأردني لمطالب تخصيص ميزانيات إنتاجية، ما أدى إلى غياب الأعمال الوطنية عن الشاشة.

وأكد براهمة أن الواقع دفع بعض الفنانين الأردنيين، بمن فيهم أسماء كبيرة، إلى اللجوء لمنصات مثل "تيك توك" للحصول على دخل يعينهم في ظل انعدام الفرص الفنية.

محمود الجراح: من الريادة إلى الهامش
من جهته، وصف الفنان محمود الجراح الدراما الأردنية بأنها "تحتضر إن لم تكن ماتت سريريًا"، معزيًا ذلك إلى المحسوبية وغياب الدعم الرسمي. وأضاف أن الإنتاج الفني الأردني في الثمانينيات كان نموذجًا للريادة، بفضل الإرادة السياسية التي دعمت القطاع حينها.

وأشار الجراح إلى تراجع ثقة المشاهد الأردني بسبب حصر الدراما في المواضيع التقليدية، وغياب التنوع والعنصر النسائي الاحترافي. وعبّر عن أسفه لغياب التلفزيون الأردني عن المشهد الإنتاجي، داعيًا إلى إنشاء صندوق حكومي لدعم الدراما، وإنتاج أعمال توثق الهوية الوطنية وشخصيات بارزة مثل مصطفى وهبي التل ووصفي التل.

غياب المسرح الأردني وشلل النقابة
تحدث الجراح أيضًا عن حالة المسرح الأردني التي لا تقل سوءًا عن الدراما، مشيرًا إلى المحسوبية التي شوّهت القطاع. كما انتقد نقابة الفنانين الأردنيين لدورها المحدود، مبررًا ذلك بغياب الإنتاج الفني الذي يعوق النقابة عن القيام بدورها.

واختتم الجراح تصريحاته بالتعبير عن غضبه من معاملة الفنانين المحترفين باستخفاف، ومن أوضاعهم المعيشية المتردية، مؤكدًا أن هجرة الكفاءات الأردنية هي نتيجة حتمية لإهمال القطاع وتجاهل المسؤولين.

دعوات لإنقاذ الدراما الأردنية
اتفق الفنانون على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ الدراما الأردنية من الإهمال، واستعادة مكانتها الريادية من خلال استراتيجيات دعم واضحة، تشمل تخصيص ميزانيات إنتاجية، وإنشاء صندوق حكومي خاص، والعمل على تعزيز ثقة المشاهد الأردني بأعمال وطنية متكاملة . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد