رؤية نظام الحكم الجديد

mainThumb

25-12-2024 01:33 AM

مرت سوريا بفترات عصيبة ومخاض عسير، ذاق فيه الشعب السوري مرارة الاقتتال الداخلي والتي اندلعت بين النظام السوري السابق والمعارضة السورية.

لم يكن هناك أدنى شك أن سوريا تتجه إلى حالة لا يمكن معها التنبؤ بما يمكن أن يحدث في قادم الأيام، وما جرى قبل نحو أسبوعين أثار دهشة العديد من المطلعين والمراقبين للشأن السوري، فلم يتوقع أحد أن تتسارع الأحداث ويتمخض عنها سقوط نظام الأسد، وتراجع الدعم الروسي والإيراني له، مما فتح الطريق أمام المعارضة السورية بدعم تركي السيطرة على محافظة حلب وامتدت إلى باقي المحافظات السورية إلى أن أحكمت السيطرة على العاصمة السورية دمشق.
سوريا الجديدة تحضر نفسها لتتجه إلى مسار سياسي واقتصادي جديد، ورؤيتها مازالت غير واضحة، لكنها يوماً بعد يوم تنجلى الغشاوة، وتتضح بعضاً من تلك الرؤية، فالشغل الشاغل للمسؤولين في الوقت الحالي الذين أمسكوا بنظام الحكم في سوريا، كيفية إعمار البلد وتقديم خدمات بكافة انواعها للشعب السوري وذلك من صلب الاستقرار والأمن للمجتمع، ومخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لرفع العقوبات التي فرضت على سوريا منذ عقود طويلة، وتسببت بانكماش الاقتصاد وتدهوره خاصة في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع الدين العام للدولة السورية بشكل كبير، ونتج عنه بصورة مباشرة ارتفاع منسوب الفقر بين المواطنين. فتلك العقوبات ازدادت شدتها على وقع الحرب التي دار رحاها بين النظام السوري والمعارضة السورية.
و على المقلب الآخر قضية اللاجئين والنازحين والتي يزدحم بها جدول أعمال من سيتولى زمام الأمور في الحكومة الإنتقالية والتي ستحكم فترة ثلاثة أشهر.
التعاون مع المجتمع الدولي وعدم الدخول في صراعات مع أي جهة، هي رؤية المسؤولين الجدد في سوريا الجديدة، وربما تكون رؤيتها أقرب ما يكون إلى اعتماد الدبلوماسية وجذب مشاريع واستثمارات محلية وعربية وأجنبية، أضف إلى ذلك النهوض بالمجتمع المدني والبدء بالتنمية والتطوير بكافة المجالات، فالشعب السوري يشعر بالانهاك ويحتاج إلى فترة زمنية طويلة، لإلتقاط أنفاسه والتفاعل مع الخارج بشكل أفضل، وقد تأخذه هذه المرحلة إلى حالة من الانكفاء على نفسه، ريثما تستعيد سوريا عافيتها وتطرح عنها آلام وجراح الحرب وتبعاتها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد