مرحلةٌ أردنيّة جديدة من العلاقات مع سوريا عنوانها البناء

mainThumb

24-12-2024 12:13 AM

كما احتضن الأردن الأخوة السوريين على أراضيه وقدَّم كل ما يملك من خدمات منذ اندلاع الثّورة عام 2011، يكملُ اليومَ مشواره في الوقوف مع الشعب السوري لبناء دولته الجديدة؛ فالأردن الذي يتشابك مع سوريا أرضًا وشعبًا ويترابط بروابط الدم والنّسب والتاريخ والقربى، يعلم جيدًا أنّ استقرار سوريا وازدهارها ينعكس على الإقليم. لذا؛ فإنّه لن يدّخر جهدًا في تقديم كلّ إمكانياته المتاحة لإعادة إعمار سوريا.
المسألة لا تتعلق باقتناص الفرص، بقدر ما تتعلق بإعادة بناء الدولة السوريّة التي دمَّرتها سنينُ الحرب الصعبة، والتي لم تبقِ حجرًا على حجر، وأكلت الأخضر واليابس، كما تتعلق بضرورة الوقوفِ مع الأهل في هذه المحنة، فالسوريون اليوم بأمس الحاجة من أيِّ وقت مضى لعبور المرحلة الانتقالية وتثبيت أركان الدولة، وتعزيز الحوار الوطني والوصول إلى بناء نظامٍ سياسيّ عصريّ يلبي تطلعات الشعب السوري ليقود مرحلة بناء الدولة.
زيارةُ نائب رئيس الوزراء وزيرُ الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إلى دمشق ولقائه القائد العام للإدارة الجديدة «أحمد الشرع»، تأتي في توقيت مناسب، لإعادة بناء الجسور التاريخية التي تربط العلاقة الأردنية السورية، ومواجهة التحديات الراهنة لا سيّما ما يتعلق بملف تهريب المخدرات الذي ما زالت أدواته تعمل في سوريا، وملف اللاجئين الذي يقتضي العمل معًا على تهيئة الظروف الملائمة التي تسمح للإخوة السوريين بالعودة الآمنة إلى بلادهم.
إضافة إلى إعادة ترميمِ العلاقات الثنائيّة التي دمّرتها سنين الحرب على مختلف الصُّعد، وهذا يقتضي الدخول في التفاصيل، وهو ما أفصح عنه الصّفدي عقب لقائه «الشرع»، وهو ما يشيرُ إلى أنّ التحركَ الاردني تجاه الأخوة السوريين يسير في الاتجاه الصحيح.
الأردن، اتخذ قراره الاستراتيجيّ في التعامل مع مكونات الثورة السورية بغض النظر عن خلفياتها وأيدولوجياتها ما دامت تمثل الشّعب السوري وتنبذ العنف والإرهاب، ومدت يدها للإقليم والعالم للعمل معًا لبناء الدولة الحديثة، وهذا يتطلب أن يكون الأردن حاضرًا في المشهد بقوّة، فالوقوف إلى جانب سوريا في الظرف الراهن موقف تاريخيٌّ يجب البناء عليه وصولًا إلى سوريا آمنة مستقرّة بنظامٍ سياسيّ ديمقراطيّ.
نتطلّع خلال الأيام المقبلة، أن نرى وفودًا أردنية من القطاعات كافة تزور دمشق ليكون لها دور فعّال في إعادة بناء المؤسّسات السوريّة، مثل القطاعاتِ التعليمية والطبية والهندسية والإنشائية، إضافةً إلى أنّه لا بدَّ أن يكون للدولة الأردنية على الصعيد الرسمي دور فعال في إعادة بناء مؤسسات الدولة بمختلف القطاعات العسكريّة والأمنية والخدماتية، فسوريا اليوم بحاجة إلى بناء جيش، وهذا يتطلب الاستعانة بالخبرات من تدريب وتأهيل، ونحنُ لدينا بفضل الله رأس المال الأكبر؛ وهو الإنسان المؤهّل والمدرّب، وللأردن إمكانيات كبيرة في مجال التأهيل والتدريب وإعادة البناء، فلنكن حاضرين بقوة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد