البنتاغون: القوات الأمريكية بسوريا تصل إلى 2000 جندي

mainThumb
القوات الأمريكية

24-12-2024 12:04 AM

وكالات - السوسنة

كشف مسؤولون أمريكيون أن عدد القوات الأمريكية المنتشرة حاليًا في سوريا يبلغ نحو 2000 جندي، وهو رقم يفوق ما تم الإعلان عنه سابقًا، مما يسلط الضوء على التحديات السياسية والدبلوماسية التي تواجه الولايات المتحدة في المنطقة.

تصاعد التهديدات وزيادة القوات
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، باتريك رايدر، أن عدد القوات الأمريكية في سوريا "زاد بمرور الوقت مع تزايد التهديدات للقوات الأساسية". وأوضح في بيان يوم الاثنين أن القوات الإضافية التي تجاوزت الـ900 "مؤقتة"، لكن العدد الإجمالي ارتفع نتيجة لدوافع أمنية ومهام لوجستية.

وأضاف رايدر أن نحو 1100 جندي إضافي يعملون كمساعدين مؤقتين، بهدف توفير الدعم اللوجستي وحماية القوات والنقل والصيانة. وأشار إلى أن هذه القوات المؤقتة يتم استبدالها بشكل دوري بمجرد انتهاء دوراتها، التي غالبًا ما تكون قصيرة المدى.

إخفاء الأرقام لتجنب التوترات الإقليمية
بحسب مسؤولين لشبكة CNN، فإن البنتاغون كان مترددًا في الإفصاح عن العدد الحقيقي للقوات بسوريا لتجنب إثارة غضب الدول المجاورة، وخاصة العراق. وقال رايدر إن "هناك اعتبارات دبلوماسية وأمنية تمنع في بعض الأحيان الإعلان عن أعداد القوات المنتشرة".

وأوضحت مصادر أن الولايات المتحدة عززت وجودها في المنطقة بعد الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما أدى إلى نشر أصول عسكرية إضافية.

عراقيل في الشفافية والتناقضات القانونية
يشير التقرير إلى أن البنتاغون اعترف في بيان الاثنين بوجود أكثر من 2500 جندي في العراق، وهو رقم أعلى من الرقم الرسمي الذي يُقدر بـ2500. ومع ذلك، رفضت الوزارة تقديم تفاصيل إضافية عن أعداد القوات المؤقتة المنتشرة هناك، مما يفتح الباب أمام احتمالات وجود قوات أكثر مما هو معترف به رسميًا، تمامًا كما هو الحال في سوريا.

قضية حساسة في العراق
يشكّل الوجود العسكري الأمريكي في العراق مسألة حساسة، حيث يدعو المسؤولون العراقيون إلى تقليص هذا الوجود. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في يناير/كانون الثاني الماضي، إن المفاوضات بين بغداد وواشنطن تهدف إلى "إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق بشكل دائم".

ويخشى المسؤولون العراقيون أن تؤدي زيادة القوات في سوريا إلى اتباع النهج ذاته في العراق، مما يعقد المحادثات الجارية بين البلدين بشأن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي.

تاريخ طويل من السرية
كشف تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس أن عدد المتعاقدين المدنيين في العراق وسوريا تجاوز 5400 في الربع الثاني من عام 2024، مما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى الجدل الدائر حول الشفافية في الأرقام العسكرية. وأشار جيم جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، إلى أن المسؤولين العسكريين كانوا يضللون القيادة السياسية بشأن عدد القوات منذ إدارة دونالد ترامب الأولى.

وقال جيفري لصحيفة "ديفينس ون" في عام 2020: "كنا نلعب دائمًا ألعابًا سرية لعدم توضيح العدد الحقيقي للقوات". وأضاف أن ترامب كان يعتقد أن العدد يتراوح بين 200 و400 جندي فقط، بينما الواقع كان مختلفًا تمامًا.

خاتمة
يبقى الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق قضية شائكة تعكس توازنًا دقيقًا بين الأهداف الاستراتيجية والضغوط السياسية، مع استمرار الجدل حول الشفافية وإدارة العمليات العسكرية في المنطقة . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد