الأردنيّةُ تحتفي باليومِ العالميِّ للّغةِ العربيّة

mainThumb
جانب من الاحتفال

18-12-2024 04:21 PM

السوسنة - قالَ رئيسُ الجامعةِ الأردنيّةِ الدكتور نذير عبيدات أثناءَ احتفالاتِ الجامعةِ باليومِ العالميِّ للّغةِ العربيّةِ إنّه لا وقتَ لدينا ونحنُ نرى الرّكبَ العالميَّ يمضي؛ فنكادُ نخسرُ لغتَنا إنْ وقَفنا فقط عندَ زُخرفِها وبريقِها دونَ أنْ نضعَها في أوجِ الرّكب، وفي طليعةِ التّداوليّاتِ الإنسانية.

وجاءَ ذلك أثناءَ حفلٍ نظّمتهُ كليّةُ الآدابِ في الجامعةِ الأردنيّة؛ احتفاءً باليومِ العالميِّ للّغةِ العربيّة، بحضورِ نوّابِ الرّئيس، وعددٍ من الخبراء، والمتخصّصين، واللُّغويّين، والهيئاتِ الثّقافيّة، وحشدٍ من الطّلبة.

ودعا عبيدات الأكاديميّينَ والطّلبةَ إلى تسخيرِ قدراتِهم؛ لإحرازِ أجملِ الأهداف، وأكثرِها روعةً بالحديثِ عن لغتِنا الجميلة، والعملِ على حلّ ألغازِ التكنولوجيا، وتثبيتِ ما خلّدهُ الأوّلونَ من شعر، ونثر، وفقه، وتفسير.

وحثّ عبيدات على التّسابقِ على الإبداع، والابتكار، وتعليمِ الطّلبة فنونَ البلاغة، والنّحو، والكلام؛ فما أجملَ أن ينبريَ أهلُ الأردنيّةِ في رسمِ الصّورةِ الأجملِ والأنقى عن لغةٍ اسمُها العربيّة.

وأعرب عبيدات عن شكرِه للغيورينَ كلِّهم على أرقى اللّغاتِ وأروعِها الّتي ما زلنا مفتونينَ بجمالِها، وإن استثقلَ بعضُ أصحابِ الأفواهِ المُرَّةِ لفظًا من ألفاظها، أو مفردةً من مفرداتِها، فهي أحدَ أعمدةِ الأمّةِ العربيّة؛ ولسانُ الإسلامِ الّذي خرجَ من جزيرةِ العرب؛ ليُخرِجَ النّاسَ من ظُلُماتِ الجهلِ والشّرك، إلى نورِ الحقّ، والعدل، وشمسِ الحقيقة.

واستذكرَ عبيدات في كلمتِه الرّعيلَ الأوّلَ من مؤسّسي قسمِ اللّغةِ العربيّة، داعيًا إلى الحفاظِ على إرثِ ناصر الدين الأسد، ونهاد الموسى، ومحمود السمرة، وعبد الكريم خليفة، وخالد الكركي؛ إذ كانوا رجالًا أهدوا إلى الجامعةِ جمالًا، وروعة، وتاريخًا.

ومن جانبِه أكّد عميدُ كليّةِ الآدابِ الدكتور محمد القضاة ضرورةَ إيلاءِ اللّغةِ العربيّةِ كلَّ اهتمامِنا ورعايتِنا؛ حتى تكونَ قادرةً على الاندماجِ في سياقِ التطوّرِ العلميِّ والمعرفيّ؛ لتصبحَ أداةً منْ أدواتِ التّحديث، ودرعًا متينةً في مواجهةِ محاولاتِ التّغريبِ والتّشويش.

وأشارَ القضاة إلى أنّ المشكلاتِ الّتي تعترضُ طريقَ اللّغةِ العربيّةِ كثيرة، غيرَ أنَّ أكثرَها خطرًا أبناؤها الذينَ تزعزعتْ ثقتُهم بلغتِهِم، وقلَّ اعتزازُهم بموروثِهم الثّقافيِّ والحضاريّ، وبيّن القضاة أنّ اللّغةَ العربيّةَ لغةُ جمال، وبلاغة، وأصالة، وخلود، وجسرٌ يربطُ بينَ الأجيالِ والثّقافات، ووسيلةٌ للتّواصل، وإرثٌ ثقافيٌّ عظيم؛ فهي جزءٌ منّا لا ينفصل عنّا، وهي تعبيرٌ عن عمقِ التّاريخ، وعن جمالِ الفكر، والثّقافة، والهُويّة، والأصالة، بل هي أصلُ الحضارة.

في حين لخّصَ رئيسُ قسمِ اللّغةِ العربيّةِ الدكتور معاذ الزعبي كلمتَه في ثلاثِ رسائل، جاء أوّلُها على لسانِ العربية؛ وهي تصفُ حالَها إنْ تركوها؛ فتموت بينَ ثنايا الزّمان، والرّسالةُ الثّانيةُ وجّهها إلى أساتذةِ قسمِ اللّغةِ العربيّةِ وعلمائه، وهي أن تبقى الكلمةُ واحدة؛ ليبقى الهمُّ واحدًا، والدّعوةُ إلى تحقيقِ المأمولِ واحدة، موصيهم بطلبتِهم خيرًا، وذلك بأنْ ينتقلوا بهم من جسدِ اللّغةِ وبنائها إلى عقلِها وروحِها، ومن أرضّيِها إلى سماويِّها؛ فهم المعوّلُ عليهم في حراسةِ اللّغة.

ووجّه الزعبي رسالتَه الثّالثةَ إلى الطّلبة، حاثًّا إيّاهم على أنْ يحدّدَ كلٌّ منهم غايتَه، وليسعَ إلى نولِها، بعدّهم الجيلَ النّاهضَ باللّغةِ العربيّةِ والمحامي عنها، لغة واضحة، ناصعة، ماتعة، وأن يتطلّعوا إلى شاهقٍ دونَ السّماءِ ذؤابُه.

وإلى ذلك قدّمت الدكتورة مها العتوم قصائدَ شعريّةً قصيرةً تغنّت فيها بالمرأةِ الفلسطينيّة في قصيدةِ "نساء وبالحبّ" في ما يفعلُ الحبُّ بلغةِ البيوت، والمرحلةِ العمريّةِ بين الثّلاثينَ والأربعين، بلغةٍ عربيّةٍ جزلةٍ أثارت انتباهَ الحضور، كما ظلّ الشّعرُ حاضرًا في توليفةٍ شعريّةٍ قدّمها الدكتور عطالله الحجايا، جمعَ فيها بينَ حبِّ الوطنِ والأرض، في حين قدّمَ الطّالبُ ليث أبو صعليك لوحةً شعريّةً على أطلالِ الآدابِ.

واشتملَ برنامجُ الاحتفاليّةِ على ندوةٍ علميّةٍ تطرّقت إلى أهميّةِ الحفاظِ على اللّغةِ العربيّة، وإعادةِ الألق لها، والذّودِ عن حضورِها العالميّ، وترسيخِ قيمِ الاعتزاز بها لدى النّشء والطّلبة، وبيانِ مكانتِها العالميّةِ بينَ لغاتِ العالم.

واشتملَ برنامجُ الاحتفاليّة الّتي أدارَها الدكتور مراد البياري على ندوةٍ علميّة، تضمّنت أهميّةَ الحفاظِ على اللّغةِ العربيّة، وإعادةِ الألق لها، والذّودِ عن حضورِها العالميّ، وترسيخِ قيمِ الاعتزازِ بها لدى النّشء والطّلبة، وبيانِ مكانتِها العالميّة بينَ لغاتِ العالم، مسلّطةً الضّوءَ على دورِ الجامعاتِ في قيادةِ الحركةِ الثّقافيّة، ومواكبةِ التّحوّلاتِ الّتي تعصفُ بالفكرِ العالميّ، وأنّه لا بدّ للنُّخَبِ الثّقافيّةِ من أنْ تركّزَ على بناءِ الشًخصيّةِ الوطنيّةِ انطلاقًا من الرّسالةِ المقدّسة، وأمانةِ المسؤوليّة، وتحقيقِ الأمن الاجتماعيّ.

وشاركَ في النّدوةِ الّتي أدارها الدكتور عبد الله العنبر، كلٌّ من الأستاذ مأمون حطاب من مَجمَعِ اللًغةِ العربيّة، والدكتورة حنان عمايرة، والدكتور عمر الفجاوي من قسمِ اللّغةِ العربيّة وآدابِها، والدكتور يوسف بني ياسين من قسمِ التّاريخِ في كليّةِ الآداب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد