الأردن وسوريا: بشائر خير وآفاق مستقبل مشرق

mainThumb

18-12-2024 12:34 AM

في زمنٍ تشتدّ فيه الأزمات وتكثر التحديات، تطلّ علينا سوريا اليوم بقيادتها الواعية وخطواتها المتقدمة، حاملةً معها بشائر الخير نحو إعادة بناء الجسور مع الأردن الشقيق. هذه البادرة الكريمة المتمثلة في إعفاء البضائع الأردنية من الرسوم الجمركية ليست مجرد قرار اقتصادي عابر، بل هي رسالة تحمل في طياتها دعوة صادقة لفتح صفحة جديدة من التعاون والأخوة المشتركة بين البلدين.

إن العلاقات بين الأردن وسوريا ليست علاقات عابرة أو مرحلية؛ بل هي روابط تاريخية، وجغرافية، وثقافية، متجذرة في أعماق الأرض ووجدان الشعبين الشقيقين. فما بين عمّان ودمشق حكايات لا تُمحى من التاريخ، وتداخل إنساني واجتماعي واقتصادي يجعل من التعاون بينهما ضرورة حتمية وإرادة تتجاوز كل العقبات.

لقد أُثقلت العلاقات الأردنية السورية في السنوات الماضية بتحديات فرضتها الظروف الإقليمية والتحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة، لكن اليوم ومع هذه الخطوة المباركة التي أعلنتها القيادة السورية، نجد أنفسنا أمام لحظة تاريخية ينبغي التقاطها بحكمة ووعي. إنها لحظة تعيد رسم معالم العلاقات الثنائية بين الأردن وسوريا على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن حسابات الماضي.

إن إعفاء البضائع الأردنية من الرسوم ليس مجرد تحفيز للتبادل التجاري، بل هو بوصلة تُشير إلى إدراك القيادة السورية لأهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الأردن كمدخل رئيسي لإحياء التعاون الثنائي. ففي ذلك انعكاس لمناخ الثقة الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، ما يُسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الشعبين ويُحيي فرص التنمية المشتركة.

الأردن، الذي طالما كان وفيًّا لأشقائه ومدافعًا عن قيم الأخوة العربية، يرى في هذه المبادرة السورية بوابة أمل حقيقية نحو المستقبل. إن التعامل مع هذه الفرصة يتطلب قراءة عميقة للواقع واستشرافًا للمستقبل بروح منفتحة تؤمن بأن المصير المشترك هو قدر الشعوب العربية، وأن التعاون البناء بين الأردن وسوريا هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.

إن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لكل من الأردن وسوريا، وما يملكانه من موارد بشرية وكفاءات اقتصادية، يؤهلهما لبناء نموذج عربي ناجح من التكامل والشراكة. فالأسواق الأردنية والسورية متعطشة لإعادة دوران عجلة التبادل التجاري، بما يُسهم في خلق فرص العمل وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل الشعبين، ويعيد الحياة إلى خطوط التواصل التي طال انتظارها.

اليوم، تقع على عاتق القيادتين في الأردن وسوريا مسؤولية تاريخية تستدعي المضي قدمًا نحو حوار بناء يترجم هذه النوايا الطيبة إلى خطوات عملية ملموسة. فالتاريخ الذي يجمعنا، والمستقبل الذي نطمح إليه، يفرضان علينا أن نُغلب المصالح العليا لشعوبنا على أي اعتبارات أخرى، وأن نعمل معًا يدًا بيد نحو بناء غدٍ أكثر إشراقًا.

إن سوريا الجديدة، بقيادتها الواعية، تمد يدها للأردن اليوم كإشارة محبة وسلام، وكخطوة تُمهد لبناء علاقات راسخة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ومن جانب الأردن، نأمل أن يُقابل هذا الانفتاح بتفاعل إيجابي يكرّس إرادة الشعبين في تجاوز الأزمات والتوجه نحو تحقيق التكامل المنشود.

إننا بحاجة إلى نماذج ناجحة من التعاون العربي، تُعيد للأمة روحها وتثبت للعالم قدرتها على تجاوز الأزمات. وما بين الأردن وسوريا من روابط، تجعلنا على يقين بأن المستقبل يحمل بشائر خير، وأن العمل المشترك قادر على صناعة معجزات تنموية تُعزز الاستقرار وتُحقق طموحات شعوبنا.

لنفتح صفحة جديدة من العلاقات الأردنية السورية، ولنجعل من هذه المبادرة الطيبة حجر الأساس لعهدٍ من التعاون والأخوة. فبالتفاهم والعمل المشترك، نستطيع أن نواجه التحديات ونبني مستقبلًا يليق بشعبينا، مستقبلًا تُضيئه بشائر الخير الآتية من دمشق . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد