صحيفة السوسنة الأردنية

وأشار الرفاعي إلى أن نحو 260 ألف ناخب لم يصوتوا لصالح الأحزاب، مما يعكس حالة من عدم القناعة بها، موضحًا أن نسبة كبيرة منهم فضّلت إسقاط أوراق بيضاء داخل صناديق الاقتراع. وأضاف: "الأردنيون مقتنعون بفكرة الأحزاب كإطار سياسي، لكنهم غير مقتنعين بالأحزاب الموجودة حاليًا".

وأكد أن معظم الأحزاب التي حصدت مقاعد عديدة من الدوائر المحلية اعتمدت على شخصياتها البارزة بدلاً من برامجها أو هويتها الحزبية. وأوضح أن بعض المرشحين تجنبوا الإعلان عن انتمائهم الحزبي خشية تأثير ذلك على فرصهم الانتخابية.

وأوضح الرفاعي أن غياب التقييم الذاتي داخل الأحزاب، وضعف قدرتها على تطوير نفسها، يؤدي إلى تراجع ثقة المواطنين بها، متسائلًا: "إذا كانت الأحزاب عاجزة عن إحداث تغييرات داخلية، فكيف يمكن أن تقود تغييرات على مستوى الوطن؟".

وأشار إلى أن استعراضه للبرامج الحزبية كشف غياب حلول واقعية لتحديات الشارع الأردني، مؤكدًا أن بعض الأحزاب التي حصلت على عدد كبير من المقاعد لم تعكس قوتها أو تأثيرها الحقيقي، بل تأثرت بالعوامل المحلية وشخصيات المرشحين.

وأضاف أن الرغبة الملكية في تحديث المشهد السياسي وتعزيز دور الأحزاب لم تكن تهدف لتوزيع المناصب، وإنما لتفعيل مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار. ومع ذلك، يرى أن ضعف أداء الأحزاب وإقصاء شرائح مجتمعية، كالنقابيين، يعرقل تحقيق هذه الأهداف.

وختم الرفاعي بالإشارة إلى أن الوزراء الحزبيين في الحكومة الحالية لم يُعينوا بصفتهم ممثلين لأحزابهم، بل كممثلين لأشخاصهم، مما يعكس ضعف التمثيل الحزبي الفاعل في المشهد السياسي الأردني .