صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة - د. إيمان بشير ابوكبدة - تمتلئ أيامنا بعدد لا يحصى من التفاعلات الصغيرة - تناول فنجان سريع من القهوة، أو تصفح هواتفنا، أو ركوب وسائل النقل العام. وفي خضم كل هذا، نادرًا ما نتوقف للتفكير في الأشياء التي تلامسها أيدينا. كل سطح نلمسه يحمل مجموعة من الرفاق الصغار غير المرئيين الذين نفضل تجنبهم. وبينما قد تبدو هذه الروتينات اليومية غير ضارة، إلا أنها في بعض الأحيان تكون بمثابة نقطة ساخنة مثالية للجراثيم المخفية. لذا كن حذرًا عند ملامستك للأشياء التالية:
النقود
النقود تحمل جميع أنواع الميكروبات - كل شيء من البكتيريا الفموية والمهبلية إلى الحمض النووي للحيوانات الأليفة والفيروسات. حتى أن بعض النقود تحتوى على مسببات الأمراض مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا. نظرًا لأن النقود تتداول لسنوات، وخاصة الأوراق، فلا عجب أن تتراكم البكتيريا.
العملات المعدنية مذنبة أيضًا، تحمل الجراثيم والفطريات أيضًا. بالنسبة لأي شخص يتعامل مع النقود، وخاصة في أماكن مثل المطاعم، فإن غسل اليدين أمر ضروري. لذا، قد يكون من المفيد التفكير في استخدام المدفوعات غير النقدية لتجنب الجراثيم من الأوراق النقدية والعملات المعدنية.
قوائم المطاعم
قد تبدو المطاعم نظيفة للغاية، لكن بعض العناصر الأكثر استخدامًا بها قد تكون مغطاة بالبكتيريا - وخاصة قوائم الطعام! وجدت دراسة من جامعة أريزونا أن قوائم الطعام في المطاعم قد تؤوي 185000 كائن بكتيري. وهذا أمر منطقي عندما تفكر في عدد الأشخاص الذين يلمسونها طوال اليوم، بما في ذلك الموظفون الذين يتعاملون مع الأطباق والأواني المستخدمة.
موزعات الصابون
قد يكون الصابون في الحمامات العامة مليئًا بالجراثيم مثل المراحيض! فقد وجد باحثون من جامعة أريزونا أن حوالي 23% من موزعات الصابون القابلة لإعادة التعبئة في الحمامات العامة تحمل بكتيريا مثل سيراتيا و إنتيروبكتر و كليبسيلا، وهي كلها ضارة محتملة. تتغذى هذه الجراثيم في الواقع على مكونات الصابون، وتزدهر هناك بسعادة. إذًا، ما هي الخطوة الآمنة؟ استخدم موزعات ذات أكياس محكمة الغلق وقابلة للاستخدام مرة واحدة، والتي تميل إلى البقاء خالية من الجراثيم. أو احتفظ ببعض مطهر اليدين الذي يحتوى على الكحول معك، فقط في حالة الطوارئ. أوه، واحترس من أغطية المضخات أيضًا؛ فقد يؤدي لمسها إلى ترك المزيد من البكتيريا لديك.
الأسطح العامة
تمتلئ وسائل النقل العام والأماكن العامة المزدحمة بالجراثيم، وخاصة على الأسطح مثل درابزين السلالم المتحركة وأعمدة مترو الأنفاق ومقابض الأبواب. تحمل هذه المناطق التي يتم لمسها بشكل متكرر الميكروبات من عدد لا يحصى من الأشخاص كل يوم، مما يجعل نظافة اليدين ضرورية.
تظهر الأبحاث أن درابزين السلالم المتحركة من بين أكثر الأسطح قذارة، مباشرة خلف أحواض المراحيض وطاولات المطاعم. يمكن أن تحتوى على كل شيء من جزيئات الطعام والدم والمخاط إلى البكتيريا مثل الإشريكية القولونية ومسببات الأمراض الأخرى. المصاعد ليست أكثر نظافة، حيث أن أزرارها مغطاة بالجراثيم. للبقاء في الجانب الآمن، اغسل يديك أو استخدم مطهر اليدين قبل وبعد استخدام وسائل النقل العام - وإذا كنت على سلم متحرك، فحاول ألا تلمس ذلك الدرابزين.
المطبخ
قد يبدو المطبخ نظيفًا، لكنه في الواقع مكان رئيسي للجراثيم. بين الطعام غير المطبوخ، والأواني، والأشياء اليومية مثل المناشف والإسفنج، تتوافر للبكتيريا أماكن كثيرة لتستقر فيها. في الواقع، اكتشفت إحدى الدراسات ما يصل إلى 326 نوعًا مختلفًا من البكتيريا تعيش على إسفنجات المطبخ المستعملة وحدها. فإن مطابخنا مليئة بـ"الألغام الأرضية" الميكروبية التي تختبئ على الإسفنج وألواح التقطيع وأسطح العمل والمغاسل. تجمع هذه البقع البكتيريا من كل ما نتعامل معه، من المكونات الخام إلى مناشف الأطباق. للحفاظ على نظافة الأشياء، فكر في تطهير الأسطح بانتظام واستبدال الإسفنج للحفاظ على المطبخ آمنًا قدر الإمكان!

في الختام، الجراثيم موجودة في كل مكان، ولكنك الآن تعرف أين تحب الاختباء. لذا، حافظ على نظافة يديك وكن متقدمًا بخطوة واحدة.