المطلوب حكومة انقاذ فلسطينية بعيداً عن فتح وحماس

mainThumb

16-12-2024 05:30 PM

في ظل الانقسام الفلسطيني والاقتتال الفلسطيني ما هو المطلوب الان .
ان الشعب الفلسطيني يواجه منذ عقود تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية معقدة، تتفاقم بسبب الانقسام الداخلي بين الحركات الفلسطينية الكبرى، وخصوصًا بين حركتي فتح وحماس. يمثل هذا الانقسام عقبة رئيسية أمام تحقيق الوحدة الوطنية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. على الرغم من محاولات عديدة للتوفيق بين الطرفين، إلا أن الخلافات العميقة التي تمتد إلى الجذور الأيديولوجية والسياسية تعيق التوصل إلى حلول جذرية.
تتمثل الفروق بين فتح وحماس في نهجيهما المختلفين تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث تتبنى فتح النهج التفاوضي مع إسرائيل وتدعم مسار التسوية السلمية، بينما تؤمن حماس بالمقاومة المسلحة كوسيلة أساسية لتحرير الأرض. تفجر الخلافات بين الحركتين بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، ورفض بعض الأطراف الإقليمية والدولية الاعتراف بذلك. وصل الانقسام إلى ذروته في عام 2007، عندما أصبحت الضفة الغربية تحت سيطرة فتح، فيما حكمت حماس قطاع غزة، وهو ما يعمق الخلاف السياسي بين الفلسطينيين.
الدور العربي والإقليمي لعب أيضًا دورًا كبيرًا في تعميق هذا الانقسام. فقد تبنت بعض الدول العربية أجندات مختلفة تدعم طرفًا فلسطينيًا على حساب الآخر، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي الفلسطيني. كما أن التطورات الأخيرة في السياسة الدولية والعربية، مثل تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، وضعت الفلسطينيين أمام تحديات جديدة، خاصة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، مما يعزز الموقف الإسرائيلي.
أما محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، فيواجه تحديات كبيرة حول شرعيته، لا سيما بعد انتهاء ولايته في 2009 دون إجراء انتخابات رئاسية، ما أدى إلى استمرار حكمه بشكل غير دستوري. يعاني عباس من انتقادات متزايدة من مختلف الأطياف الفلسطينية بسبب فشله في تحقيق تقدم ملموس في القضايا الأساسية، مثل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في هذا السياق، يبرز محمد دحلان، القيادي السابق في فتح، كأحد الأسماء البارزة التي تراجع دورها بشكل كبير في الساحة الفلسطينية بعد صراعه مع عباس. دحلان انتقل إلى الإمارات وأصبح مرتبطًا بعلاقات إقليمية، مما أثّر على موقفه كممثل مستقل للقضية الفلسطينية.
أما حركة حماس، فقد وجدت نفسها في موقف صعب في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار إسرائيلي، أوضاع اقتصادية صعبة، وحروب متكررة، ما جعل وضعها السياسي والإنساني غارقًا في تعقيدات متزايدة. في هذا الإطار، تبرز الحاجة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني فلسطيني مستقلة بعيدًا عن سيطرة فتح وحماس. يجب أن تكون هذه الحكومة جامعة لجميع الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة، مع التركيز على المصالح الوطنية العليا وتعزيز الصمود أمام الاحتلال الإسرائيلي.
نجاح تشكيل حكومة إنقاذ وطني يتطلب الحوار الشامل بين جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك المجتمع المدني، وضغطًا شعبيًا لتوحيد الصف الفلسطيني. كما يجب إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية لتكون مظلة جامعة تضم كافة الفلسطينيين وتوحدهم في مواجهة التحديات التي يواجهونها.
الانقسام الفلسطيني يشكل تهديدًا وجوديًا للقضية الفلسطينية، وقد يكون تشكيل حكومة إنقاذ وطني خطوة حاسمة نحو استعادة الوحدة الوطنية. لكن هذه الخطوة تعتمد على إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، ودعم شعبي واسع، بالإضافة إلى دعم عربي ودولي ينأى عن الانحياز لمصلحة طرف على حساب الآخر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد