يا مال الشام

mainThumb

16-12-2024 04:55 PM

يا مال الشام يا الله يا مالي طال المطال يا حلوة تعالي
طال بعد أن زاد الجفا وطوّل بعد أن برد الوفا
طال فعلا وطوّل، طال لعدة عقود حتى عادت الشام لأحضان عشاقها ومحبيها
فرقوا الحبيب عن معشوقته والابن عن أبيه وأمه، والمواطن المخلص عن وطنه وتراب أرضه
لم يرحموا أحدا لا صخرا ولا شجرا، ولم يكفهم سلب حرية الأبرياء من بني جلدتهم، بل تفننوا في تعذيبهم وسلخ جلودهم وتهشيم عظامهم وسحق إنسانيتهم وترويعهم والفتك بهم.. إنهم دعاة العروبة والقومية المتدثرون بلسان عربي فصيح؛ والعربية منهم براء.
هم شذاذ الآفاق، أبناء الظلام، خفافيش الليل، الذين يرتكبون الموبقات في الليل والنهار يقودهم الجزار ابن الجزار فقتلوا العروبة في مهدها ومسخوا كرامات الناس وآدميتهم.
لم يرق لهم أن تكون حضارة سوريا حضارة عربية إسلامية بامتياز فعملوا على تشويهها فغيروا المناهج وعبثوا بالمساجد ومنعوا تدارس القرآن أو تدريسه وحرصوا على ألا يكون حجاب المرأة حاضرا في الفضاء العام وهذا ما ارتكبه رفعت الأسد وكلابه... واسأل السوريين عنه وعن قبيح أفعاله وجرائمه.
لم تكن السجون علامة مميزة للنظام البعثي فقط فهي سمة ملازمة لأنظمتنا العربية القمعية، ولكن ما ميز السجون البعثية هو حقد الجلاد وطائفيته المقيتة وأسقامه العديدة، فمارس كل فنون التعذيب على المعتقلين والمعتقلات شيبا وشبانا وأطفالا واغتصبوا الحرائر وداسوا على كراماتهم وأطلقوا العنان لساديتهم فأفسدوا في البلاد.. قبح الله وجوههم وأرانا فيهم يوما أسودا.
ذهب الطغاة بلا رجعة يلعقون هزيمتهم ويكتوون بنار جرائمهم ويشربون الآن من نفس الكأس الذي شرب منه معظم الشعب السوري ويذوقون مرارة الغربة وفراق الأوطان... مع يقيني بأنهم لا يملكون ضمائر وأحاسيس مثلنا نحن البشر الآدميون.
ذهبوا ولا أسف عليهم ملعونين مطرودين ومطلوبين في معظم دول العالم الحر، وها هي شامنا تتزين وتتعطر لاستقبال أبنائها البررة في أجمل ليلة عرس شهدها العصر الحديث، واكتظت الشوارع بالمحتفيين وأطلق الرجال الأهازيج من حناجرهم وعلت الزغاريد في السماء من الحرائر.
الشام مهد العروبة والحضارات المتعاقبة، الشام أم البدايات والنهايات، الشام جميلة الجميلات وسليلة الحضارات، الشام موطن الأحرار وصناع الأمل.
تحرير الشام أعاد لنا الأمل، وأحدث فجوة في جدار الظلام فتسلل الضياء من خلالها إلى حجراتنا وأنار طريقنا وقلوبنا، وأكد لنا حقيقة راسخة: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر... وها هي فلسطين تتوق شوقا ليوم الفتح المبين والنصر العظيم وتحريرها من دنس الصهاينة المعتدين لتعود لأحضاننا أسوة بأختها وجارتها ولنوقف شلالات الدم ونعيد بناء فلسطين.. كل فلسطين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد