إلى معسكر الثورة المضادة: رسالة لن تُنسى

mainThumb

15-12-2024 09:27 PM

إلى أولئك الذين يراهنون على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى من يحلمون بعودة الاستبداد والطغيان، نقولها بوضوح لا يحتمل الشك: صفحة نظام الأسد المجرم قد طُويت إلى الأبد، ولن يعود الظلم إلى سوريا الحرة التي كتبها أبناؤها بدمائهم وتضحياتهم. سوريا الجديدة هي سوريا العدالة والحرية، الوطن الذي يحتضن كل أبنائه دون استثناء، ويحترم حقوق الإنسان وكرامة المواطنين.

إن الثورة السورية ليست مجرد انتفاضة ضد الظلم، بل هي مشروع وطني شامل. إنها إرادة شعب أراد أن ينهض من تحت ركام القهر لبناء دولة قائمة على أسس الحرية، العدالة، والمواطنة.

هذه الثورة ليست طائفية ولا اقصائية ولا استبدادية، بل هي حركة تحرير وطني تهدف إلى إقامة دولة المؤسسات والقانون، حيث يكون الجميع متساوين أمام العدالة، إنها حلم كل السوريين بوطن يتسع للجميع، يُعيد المهجرين إلى أرضهم، ويُطلق مسيرة الإعمار بروح التآخي والتعاون.

إن معسكر الثورة المضادة، الذي يهدف لإجهاض هذا الحلم، لن يوفر جهداً لبث الفتن وزرع الانقسامات. يستخدم هذا المعسكر كل الوسائل، من إشاعات مغرضة إلى محاولات التلاعب بمصير الشعب السوري، لكنه لن ينجح. هذه الثورة محصنة بدماء الشهداء وبإرادة لا تُقهر، إرادة شعب قرر ألا يعود إلى قيود الاستبداد مهما كانت التضحيات.

لقد شهدنا سابقاً محاولات مماثلة في مصر وتونس واليمن، حيث سعى معسكر الثورة المضادة إلى خنق أحلام الشعوب، لكنه فشل في إسكات صوت الحرية، وسوريا ليست استثناءً، وشعبها لم ولن يخضع.

الثورة السورية هي قضية وطنية بامتياز، وهي تعبير عن إرادة شعب يسعى إلى تحرير وطنه من قبضة الظلم والبغي والاستبداد.

إن سوريا الجديدة هي وطن لجميع أبنائها، بدون استثناء أو تمييز. لا مكان في سوريا المستقبل للطائفية أو العنف، بل هي وطن يكرّم الإنسان ويحترم حقوقه. هذه الثورة لم تُقد قِط بدافع الانتقام أو الكراهية، بل قادها السوريون برؤية لبناء دولة مدنية حديثة تُكرّم الإنسان وتُرسّخ قيم العدالة والمواطنة.

إلى معسكر الثورة المضادة، نقول: حلمكم بإجهاض الثورة السورية هو كحلم إبليس في الجنة. لن تستطيعوا إطفاء شعلة الحرية التي أشعلها السوريون، ولن تنجحوا في تدمير ما بُني بدماء الشهداء وصمود الأحرار، فالشعب السوري واعٍ لما تخططون له، وسيقف صفاً واحداً ضد كل محاولاتكم اليائسة.

للتاريخ، ستُكتب أسماؤكم في صفحاته السوداء كأعداء للحرية والكرامة، أما سوريا، فستُخلّد كرمز للصمود والنضال، والثورة السورية ليست مجرد لحظة في التاريخ، بل هي مسيرة متواصلة نحو بناء وطن يحترم حقوق الجميع، وطن لا مكان فيه للظلم أو القمع.

إلى السوريين الأحرار، ندعوكم إلى اليقظة والحذر. إن معسكر الثورة المضادة لن يتوقف عن محاولة زرع الانقسامات وإشعال الفتن لإجهاض هذا الحلم الجميل. لكن إرادتكم هي السلاح الأقوى، وصمودكم هو الضمانة لمستقبل سوريا. هذه الثورة هي ثورتكم، أنتم من قادها، وأنتم من سيُكمل مسيرتها حتى تتحقق أهدافها.

سوريا الحرة هي الحاضر والمستقبل، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. الثورة مستمرة، والنصر دائماً حليف الشعوب الحرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد