مصائب السيتي لا تأتي فرادى

mainThumb

12-12-2024 10:28 PM

بعد سلسلة النتائج السلبية المتتالية للسيتي في جميع المسابقات بتحقيقه لفوز واحد في ثماني مباريات متتالية في جميع المسابقات مقابل خمس هزائم وتعادلين، عادت إلى السطح مشاكل الفريق مع رابطة الدوري الإنكليزي على خلفية تهم خروقات مالية لقواعد اللعب النظيف التي تفرضها الهيئات الكروية الأوروبية على الأندية المحترفة التي تتجاوز نفقاتها نسبة مداخيلها، حيث بلغ حجم المخالفات 115 بين 2009 و2018، ما يعرض الفريق لعقوبات تصل درجة الإنزال إلى الدرجات السفلى بعد أن انتهت جلسات الاستماع أمام اللجنة المستقلة المكلفة بالتحقيق، وانتهت عمليات التدقيق المالي في دفاتر الحسابات لسنوات خلت.
“محاكمة القرن” كما وصفتها الصحافة البريطانية شغلت الإعلام البريطاني وإدارة السيتي وجماهيره المنزعجة أصلا من سلسلة النتائج السلبية الطويلة والمردود التعيس لتشكيلة غوارديولا، فراح الجميع يتكهن بالتداعيات والعقوبات التي قد تصل إلى درجة إيقاف النادي عن خوض مباريات البريميرليغ أو إنزاله إلى الدرجة السفلى، أو تسليط عقوبات مالية، أو على الأقل خصم نقاط من رصيده الحالي، ومنعه من تسجيل لاعبين جدد لفترة محددة، بينما يتخوف عشاق الفريق من الوصول إلى درجة حرمانه ألقاب الدوري التي تحصل عليها أثناء وقوع المخالفات المتهم بارتكابها.
بعد شهرين من التحريات والتحقيقات يرتقب أن تصدر اللجنة المستقلة قراراتها مع نهاية الموسم الجاري مما زاد من حجم الضغوطات على الإدارة والطاقم الفني والأنصار، وربما كان أحد أسباب تراجع مردود اللاعبين ونتائج الفريق منذ بداية الموسم، رغم تجديد بيب غوارديولا عقده لموسمين اضافيين، وتطمينات الإدارة للاعبين حتى لا يطالبون بالرحيل عن الفريق المهدد بعقوبات شديدة، ويركزون على المستطيل الأخضر فقط في الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق والتي زادها تعقيدا إعلان غوارديولا قبل البارحة امكانية رحيله عن الفريق قبل نهاية عقده صيف 2027.
بالموازاة مع ذلك تضغط الأندية الانكليزية الكبيرة بشكل مباشر وغير مباشر لأجل إنزال السيتي إلى الدرجة الثانية في حال ثبوت التهم المنسوبة للفريق على مدى تسعة مواسم أو على الأقل تسليط عقوبات مالية قاسية عليه، لأن سحب ألقاب السيتي بأثر رجعي حسبها سيكون بلا معنى، ولن يشفي غليلها من حقد دفين تزايد ضد الفريق الفائز بست بطولات في أخر أحد عشر موسما بفضل أمواله وانتداباته المتتالية والكثيرة لنجوم الكرة الانكليزية والأوروبية، في وقت وجدت الأندية الانكليزية الكبرى متاعب مالية كبيرة منعتها من استقطاب اللاعبين الكبار ومنافسة السيتي على الألقاب.
ادارة السيتي من جهتها كانت دائما تنفي الاتهامات الموجهة لها بانتهاك قواعد الدوري الإنكليزي الممتاز وقواعد اللعب النظيف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه أبدت تعاونا كبيرا مع لجنة التحقيق المستقلة وكلها أمل في وضع حد للمتابعات حتى يتفرغ النادي لمهمة تدارك الوضع الفني الحالي الصعب، وتتلاشى الضغوطات المفروضة على اللاعبين والجماهير من طرف وسائل إعلام بريطانية تتوقع عقوبات صارمة تقلب الموازين رأسا على عقب، وتكون لها تداعيات وخيمة على السيتي، وأخرى تسعد المنافسين الذين لم يقدروا على الفريق منذ استلم غوارديولا زمام الأمور.
الأشهر المقبلة التي تسبق قرارات اللجنة التي لا يمكن الطعن فيها، ستكون طويلة ولو قصرت، قاسية على الفريق حتى ولو برأته من التهم الموجهة إليه، لكن لا يمكن لأحد أن يستبق الأحداث ويتحدث عن عقوبات مهما كانت طبيعتها، أو يتحدث عن مستقبل الفريق قبل نهاية الموسم الجاري وصدور قرارات لجنة التحقيق المستقلة بالإدانة أو البراءة من التهم.

إعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد