الجحيم السفلي

mainThumb

12-12-2024 03:51 PM

رواية من روايات الرعب والخيال العلمي، عندما يكتبها كاتب لا أظن أبدا أنه يمتلك عقل سوي، ثم يأتي من يحولها إلى فيلم من الرعب والبشاعة، منتج ومخرج وممثل، يقصد تحقيق ربح مادي من بيع فيلمه، ليحضره أناس أجزم أن لديهم اختلال نفسي وهوس غير طبيعي، يبتعد عن الفطرة والطبيعة البشرية السوية.
ولكن أن يتحول هذا الرعب وتلك البشاعة إلى واقع، نعم... يطبق في الواقع، أبشع من زومبي، ومصاصي الدماء، والقتلة المهوسون، والشياطين السفليون، ما هذا الجحيم الذي لا يصدقه عقل؟ ولا يستوعبه حتى الخيال؟ ولا خطر بقلب بشر!
الاستمتاع بعذابات البشر؛ إهانة وضربا وتجويعا وتمزيقا وتعذيبا واغتصابا وحرقا وقتلا، سلب لحرياتهم وانسانيتهم وعقولهم وقلوبهم واجسادهم وارواحهم.
من هؤلاء؟ كيف تم صناعتهم؟ أهم من البشر؟ من الجن؟ مخلوقات فضائية؟ كائنات بدائية؟ آلات صناعية؟ روبوتات متوحشة؟
كيف لنظام أن يصنع مثل هذه الوحوش التي لا تؤمن بإله، ولا تعرف معنا للإنسان والمشاعر والأحاسيس، بل تتلذذ بعذابات البشر، تستمتع بإيذائهم الجسدي والنفسي، وتحطيم إنسانيتهم وسلب كل شيء منهم ليصبحوا جلدا ممزقا يتمسك ببقايا لحم مهترئ يستند إلى عظم منخور محطم، مومياوات حية.
نعم... إنها الطائفية البغيضة، فهذه الطوائف التي تأسست عبر تاريخ الأمة، إنما قامت على هدم أساس الدين، ومحاربة عقيدته وكل تفاصيله، ثم التربية على الشعور دوما بالمظلومية، مما يغرس عند أبنائها الانتقام لهذه المظلومية، وأنها مهما فعلت من ذنوب وخطايا، فمجرد الإيمان بما هو مقدس لديها يكفر تلك الذنوب والخطايا، بل والتقرب إلى كل مقدس لديها بإيذاء الآخر، وهذا ديدنها عبر التاريخ، فأنظر الدول التي قامت عبر التاريخ لمثل هذه الطوائف والملل كان أساسها الدم والقتل والاستبداد والدمار.
ثم الاستبداد بالسلطة، وعدم القبول بالآخر، وخصوصا إذا كان الوصول إليها دمويا منذ البداية، فستستمر الدموية تتفاقم كالطوفان الجارف، وتأتي بالفعل ورد الفعل، وتحرق الأخضر واليابس.
والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، حين يعلم صاحب السلطة أنه لا رقيب ولا حساب ولا عقاب على ما يرتكب من فساد وأخطاء سرعان ما تتحول إلى جرائم متسارعة متضخمة، لتصبح جزء من حياة طبيعية، ثم تحوله إلى متلذذ بعذابات الآخرين، ليصبح كتلة من الأمراض النفسية الجرمية بلا عقل ولا ضمير ولا إنسانية ولا مشاعر، روبوت قاتل متوحش.
والعمالة للأجنبي الذي هدفه الأساس تدمير الأمة، فيبحث عن وسيط يقوم بتنفيذ مخططاته نيابة عنه، فيقوم الوسيط بفظائع تفوق ما يمكن للمستعمر أن يفعله بشكل مباشر، وذلك إرضاء لمن جاء به أو سهل له الوصول إلى السلطة، وخوفا ممن يتطلع إلى التحرر من سلطة الأجنبي من الشعوب، ولكن وعبر تاريخ البشرية كل عميل عندما ينتهي دوره يتخلى عنه مستعملوه.
ودائما الخوف على السلطة ومكتسباتها هي أساس بناء الشخصية المستبدة والتي تجنح بها إلى التطرف في الإجرام والظلم والفساد والاستبداد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد