جمهوريات من كرتون
كان سقوطا مدويا لم يكن يخطر على بال أحد منا. سقط بشار الأسد وهوى معه النظام البعثي المقيت الذي أكل عليه الزمان وشرب وترك خلفه ذكريات نظام جثم على صدور السوريين لأكثر من خمسة عقود.
بدأت هذه الحقبة السوداء بما أسموه الحركة التصحيحية التي قام بها حافظ الأسد على رفاقه والتي كانت بداية مرحلة جديدة في التاريخ السوري الحديث، أدخلوا فيه الشعب في نفق مظلم ليس له نهاية، فتحولت سوريا من دولة ذات تاريخ وتراث وحضارة عريقة إلى دولة مخابراتية بامتياز تتخذ القمع والقتل والتعذيب ولجم الحريات شعارا لها وطريقا.
إنها نهاية دراماتيكية، وأحداثها ماراثونية، وأخبارها خيالية وتفاصيلها مرعبة لا زالت تتكشف ساعة تلو الأخرى، إنها جمهورية كرتونية بامتياز، كانت تتقوى بزرع الخوف في الصدور والاستعانة بالغريب على القريب، فلم يبق أحد من شذاذ الآفاق إلا وعاث فسادا وخرابا وقتلا وتشريدا لأبناء البلد وبضوء أخضر من الحاكم.
جمهورية سرعان ما تهاوت وبلمح البصر بعد أن رفع عنها الغطاء وخرج الخوف الكامن في الصدور فتجلت لنا الحقائق الموجعة وكم كنا مخدوعين بقوة النظام ورسوخه.
تدثر النظام الأسدي بشعارات رنانة جوفاء بالممانعة حينا وبالمقاومة أحيانا أخرى وهو النظام الذي قمع أي حركة فعلية ضد إسرائيل إن كان من داخل سوريا أو من داخل لبنان إلا ما كان يصب في مصلحته ومصلحة أتباعه وأنصاره من القومجية العرب.
مارس هذا النظام عقده وأمراضه النفسية على شعبه وخارج حدود بلده من اغتيالات بالجملة للقادة الفلسطينيين واللبنانيين ناهيك عن المعارضة السورية التي مارس عيها ساديته ووحشيته وأفضل مثال على ذلك المجازر المروعة التي ارتكبها النظام في مدينة حماة في العام 1982. واستمر الابن على نهج أبيه فما كلّ ولا ملّ من شرب الدماء وتقطيع الأجساد وتهشيمها وكبسها بالمكابس الهيدروليكية؛ حقائق مرعبة كشفتها شاشات التلفزة في اليومين الماضيين.
سبق النظام الوحشي الأسدي كل أقرانه في الفساد والطغيان، فهو قد تفنن في الفتك بشعبه إلى درجة أنه هجّر أكثر 12 مليون شخص من أبناء وطنه ما بين نازح ولاجئ ومهجّر خوفا على حياتهم وحياة أحبابهم، فلم يترك من شره بلدة أو قرية أو مدينة إلا وأطلق فيها كلابه المفترسة تنهش من لحوم الشيوخ والنساء والأطفال، ولم يراع الأعراف الاجتماعية ولا القوانين الدولية ولا المحرمات الدينية فكل ذلك لا يعنيه شيئا.. المهم تثبيت أركان حكمه ونظامه من خلال البطش والبطش فقط وعاونه في ذلك من هم على شاكلته من أبناء طائفته وزبانيته الذين قلّدهم كل المناصب القيادية والحساسة في القطر فعاثوا فسادا وخرابا كما الجراد.
وحدث ولا حرج عن صناعة وتجارة المخدرات (الكبتاجون) التي صال فيها وجال وأفسد ما أمكنه من شباب الأمة العربية وكل ذلك فقط من أجل حفنة دولارات، واخترع لذلك كل الوسائل الشيطانية من أجل تهريب المخدرات للدول العربية المجاورة وبطرق عبقرية لا تخطر على بال إلا شياطين الإنس.
كان هذا النظام مزيجا عجيبا من الديكتاتورية الوحشية مغلفة بالقومية العربية ومحشوة بكل ما هو معاد للدين الإسلامي، فمجرد أنك من رواد المسجد وخاصة صلاة الفجر تجعل منك شخصا مشبوها، ويتم رصد حركاتك وسكناتك وأنفاسك ومصيرك معروف مسبقا فالويل والثبور لك ولكل من حولك من عائلتك وأصدقائك ونهايتك إما سجن تدمر أو صيدنايا أو المخابرات الجوية أو.... إلخ وما أكثر المعتقلات والسجون في الجمهورية العربية السورية التي يعرفها الشعب السوري جيدا فلقد عاش فيها الكثير منهم أكثر مما عاش في بيته وحديقة منزله.
سقطت جمهورية الكرتون في بضعة أيام وهوت تحت أقدام ثوار سوريا وأبنائها المخلصين؛ أبناء الأرض وأصحابها وملح الأرض وترابها، وهنيئا لهم هذا النصر العظيم ليجعلوا فيه سوريا وطنا حقيقيا لكل السوريين... والله غالب.
فنانة مصرية متهمة بقتل زوجها والنتيجة ..
توقعات برفع أسعار السجائر محلياً
إصابة 4 إسرائيليين بإطلاق نار على حافلة جنوب القدس
تفاصيل الحالة الجوية نهاية الأسبوع
الريادة في التطوع: ملتقى التطوع الأردني 2024 يعزز العمل المجتمعي
إنهاء تكليف معلمي الإضافي ومدارس السوريين بهذا الموعد
طريقة تحضير عجينة الطعمية في المنزل
طريقة عمل البطاطس المحشوة باللحمة
حملة ضد محتوى هابط: ضبط تيكتوكر عراقي شهير
الملك يهنئ السعودية والمغرب باستضافة كأس العالم 2030 و 2034
وظيفة بائع في المؤسسة الاستهلاكية المدنية .. أسماء
الحالة الجوية المتوقعة للأيام الثلاثة القادمة
الأردن .. موعد إصدار جوازات السفر إلكترونيا
مهم بشأن موعد تعيينات العام 2025
وزارة الطاقة:اكتشافات معدنية في المنطقة الشرقية من الأردن
كهرباء إربد تدعو مرشحين للامتحان التنافسي .. أسماء
مهم للأردنيين الراغبين بأداء فريضة الحج
236 معتقلاً أردنياً في السجون السورية .. أسماء
جثث معتقلين بسجن صيدنايا وحديث عن مشاهدة موسى الصدر .. فيديو
إبراهيم القاشوش يستعيد صوته من قبره: يلا ارحل يا بشّار .. فيديو
إقبال كبير على شراء الزيت في مهرجان الزيتون
انهيار النظام السوري .. تداعيات السقوط المحتمل على المنطقة
أبو هنطش مديرا لإدارة الاستثمار في الديوان الملكي