الحرية ليست نسبية .. كفى مقارنة بين السجون
كيف وصل بنا الحال إلى أن نُسمع عبارات مثل: "الأردن أفضل، هنا الزنازين ليست كالقبور السورية"؟ كأن هذه المقارنة مدعاة للفخر! هل يعقل أن يُبرر الظلم بمقارنته بظلم أشد؟ وهل أصبح معيار الإنسانية أن نقبل بالقليل من الحرية لأن هناك من يعيش دونها؟
الحرية ليست هدية تمنح وفقاً للظروف، ولا خياراً يمكن تأجيله بحجة أن هناك من يعاني أكثر. القيد يبقى قيداً، مهما تغير شكله أو وزنه. من يرضى بالعيش في زنزانة أقل قسوة، فقط لأنه يعتبر نفسه "محظوظاً"، فإنه بذلك يساهم في تطبيع القمع وتبريره. هذا النوع من التفكير ليس فقط ساذجاً، بل هو خطر؛ لأنه يُبقي الظلم قائماً ويعطيه شرعية غير مستحقة.
حين نبرر انتهاك الحرية بمقارنة المعتقلات، فإننا ننسف مفهوم الحرية نفسه. الحرية ليست ترفاً يُضاف للحياة، بل هي الحياة ذاتها. بدون حرية، لا يمكن للعقل أن يبدع أو للروح أن تحلم. الأمم التي حققت الأمن والاستقرار والنهضة لم تفعل ذلك عبر القمع أو كبت الأصوات، بل عبر ضمان حرية شعوبها، تلك الحرية التي أطلقت الأفكار وأشعلت شرارة الابتكار والتقدم.
أما الدول التي ضيّقت على شعوبها، وسجنت أفكارها قبل أجسادها، فقد غرقت في مستنقع التخلف وانعدام الأمن والاستقرار. الأمن الحقيقي لا يُبنى بإغلاق الأفواه وتكميم الآراء، بل بضمان حرية التعبير والمشاركة في صناعة القرار. الحرية ليست تهديداً للأمن، بل هي ضامنه الأساسي، لأنها تبني مجتمعات قوية وواعية.
أيها الذين يقارنون بين السجون، تذكروا أن القيد الأردني لا يصبح "أخف" أو "أكثر إنسانية" فقط لأنه أفضل من القيد السوري. السجن في أي مكان يبقى سجناً، وانتهاك الحرية يبقى جريمة لا يمكن تبريرها أو تخفيفها بمقارنات سطحية. الحرية ليست مقياساً نسبياً بين زنازين العرب، بل هي حق أصيل لا يحتمل القسمة أو التدرج.
بدل أن نقارن بين السجون، لماذا لا نتساءل عن أصل وجودها؟ لماذا لا نعمل على تحطيم تلك الجدران التي تخنق الأفكار وتقيد الأحلام؟ العالم الحر لا يُبنى بمقاييس القمع، بل بكسر القيود وتحقيق العدالة.
التاريخ لن يرحم ولن يغفر لأولئك الذين حولوا الحرية إلى مادة نقاش حول "جودة السجون"، ولن يرحم الذين قبلوا بالظلم لأن غيرهم يعاني أكثر. إذا كنا نؤمن حقًا بأن الحرية هي جوهر الكرامة الإنسانية، فعلينا أن نرفض القيد بأكمله، لا أن نقارن بين ألوانه أو أشكاله.
لا تقدم ولا نهضة يمكن أن تُبنى على قيد، مهما كان ناعماً أو خفيفاً. مستقبل الشعوب الحرة لا يكون في تحسين ظروف القيد، بل في كسره بالكامل. الحرية ليست ترفاً، إنها الحياة ذاتها، ومن دونها نبقى جميعاً سجناء، مهما تفاوتت زنازيننا. الحرية او لا شيء.
انطلاق دورة الألعاب الرياضية العاشرة للمرحلة الأساسية الدنيا
الصفدي وأبو الغيط يبحثان تفعيل العمل العربي وتطورات المنطقة
ميسي ينقذ إنتر ميامي في الدوري الأميركي
حسان يطَّلع على خطط مديرية الأمن العام لشهر رمضان
سيرجيو راموس يظهر لأول مرة في الدوري المكسيكي
اليابان تتفوق على إيران بركلات الترجيح وتبلغ نصف النهائي
تقرير فني يحسم ملابسات وفاة الفنانة آية عادل في عمان
أربع مناطق تسجل أدنى درجات حرارة في الأردن .. أسماء
الفاتيكان: البابا فرنسيس أمضى ليلة هادئة في المستشفى
منحة بقيمة 8.7 مليون دولار لمشروع مياه في معان
إسرائيل تعلن إخلاء ثلاث مخيمات فلسطينية بالكامل
هل انحرفت العاصفة جلمود عن الأردن .. آخر تطورات المنخفض القطبي
مجزرة في الضمان الاجتماعي .. إحالة 84 موظفا على التقاعد المبكر
توضيح حول سعر أسطوانة الغاز البلاستيكية
تطورات جديدة على العاصفة القطبية جلمود .. تفاصيل
عمر العبداللات يطلق رائعته : انت لنا .. شاهد
صورة الأميرة السعودية ريما بنت بندر بجانب ماسك تثير تفاعلا
تثبيت سعر القطايف برمضان في الأردن
مهم للأردنيين بشأن طريقة استخدام الاسطوانة البلاستيكية .. فيديو
المواصفات والمقاييس تحسم الجدل بشأن أسطوانات الغاز البلاستيكية
الحافلة تنطلق حتى لو كانت فارغة .. هيكلة خطوط النقل في المحافظات
الأرصاد تطلق هذا الاسم على الموجة القطبية القادمة
قرار حكومي بزيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى