تبادل الأدوار مع الابناء

mainThumb

09-12-2024 04:12 PM

قبل أكثر من عشرين عاماً اصطبحت ولدي محمد الصبي والذي كان في المرحلة الابتدائية انذاك إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة لاداء العمرة وكانت رحلة برية طويلة وشاقة نسبيا
وكانت بالنسبة لمحمد الرحلة الاولى للعمرة وقد كنت أتولى مهمة وواجبات الاب الروحانية والنفسية والبيولوجية في رعاية الابن بأيقاظه صباحا لصلاة الفجر وكل الصلوات وأراقبه في كل لحظة يبتعد عني لشراء ما يرغب في شربه من عصائر الخ من هواياته في شراء ما يحلو له من الطعام والشراب ،واجيب على اسئلته التي كان قليلة وكنت سعيدا عندما أراه منسجما مع الاطفال من عمره مما كانوا في رحلة العمرة بنفس الحافلة
واليوم بعد اكثر من عقدين على الرحلة الاولى بعد ان اشتعل راسي شيبا ووهن العظم منى لم يوافق على ان اذهب للعمرة وحيدا رغم سهولة الاجراءات قياسا برحلته الاولى برفقتي والتي كانت بالباصات لايام طويلة،
واليوم استغرقت الرحلة بالطائرة سويعات قليلة ومع هذا اصر على اللحاق بي ومرافقتي في رحلتي حيث حضر من الدوحة خصيصا ليرعاني ويساعدني في اداء مناسك العمرة والتي اصبحت تتصف في بعض مراحلها بصعوبة نسبية وخاصة لكبار السن وبحاجة إلى قدرات بدنية في وسط الزحام ،
واحسست انه بمنتهى الراحة والسعادة التى كنت اشعر بها عندما رافقني في طفولته لاداء العمرة الاولى ،
واليوم نتبادل تلك السعادة الغامرة وانا ارى حرصه الكبير على والديه في كل ثانية من تفاصيل حياتنا اليومية وطبعا هذا ينسحب على اخوانه واخواته المنتشرين في قارات الدنيا والحمد لله على نعمه ومنها انه رزقنا بذرية صالحة بارة بوالديهم ،
ونتضرع إلى الباري عز وجل ان يوفقهم في حياتهم ويرزقهم رزقا حلالا طيبا والذرية الصالحة والصحة والعافيه وان يبعد عنهم الداء والمرض والفقر والجهل والظلم والحسد والقهر انه على كل شيء قدير ، لانهم يقتدون قولا وعملا وسلوكا بقول رب العزة في محكم تنزيله
(وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا )
صدق الله العظيم؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد