تحليل سياسي .. مستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد

mainThumb
حافظ الاسد وبشار

08-12-2024 08:04 AM

عمان – السوسنة - بعد أكثر من خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد لسوريا، انتهى عهد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم بفراره على وقع دخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق. هذا التطور الكبير يضع سوريا والمنطقة أمام مفترق طرق حاسم، حيث تبقى السيناريوهات مفتوحة بين الاستقرار والفوضى، وسط تحديات سياسية وأمنية واقتصادية هائلة.
السيناريوهات المحتملة لسوريا ما بعد الأسد
مع سقوط دمشق بيد المعارضة، يبرز التساؤل حول مستقبل النظام السياسي في سوريا. تُطرح خريطة طريق سياسية وضعها سالم المسلط، الزعيم السياسي للمعارضة، كإطار لإدارة المرحلة الانتقالية.
انسحاب الفصائل المسلحة: أكد المسلط ضرورة انسحاب جميع الفصائل المسلحة من المدن، واستبدالها بشرطة مدنية تضمن الأمن والنظام.
الحفاظ على مؤسسات الدولة: شدد على أهمية حماية المؤسسات الحكومية والإبقاء على الموظفين لضمان استمرارية الخدمات العامة.
مرحلة انتقالية محدودة: تقترح المعارضة تشكيل هيئة انتقالية لقيادة البلاد لمدة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر، يعقبها انتخابات لتأسيس برلمان جديد وحكومة مدنية منتخبة.
لكن التحدي يكمن في تنامي نفوذ بعض الجماعات المسلحة، مثل "هيئة تحرير الشام"، ذات الجذور المرتبطة بتنظيم القاعدة، مما قد يعرقل جهود التوحيد والاستقرار.
المخاوف الإقليمية والتحديات الجيوسياسية
إسرائيل
مع تقدم الجيش الإسرائيلي عبر الحدود السورية صباح اليوم، تصاعدت المخاوف من تدخل إسرائيلي مباشر. يبقى الغموض حول نوايا إسرائيل، لكن التوقيت الحساس يعكس رغبتها في التأثير على شكل المرحلة المقبلة وضمان مصالحها الأمنية في الجولان وجوارها.
الأردن
الأردن، الذي استضاف أكثر من مليون لاجئ سوري منذ 2011، يراقب التطورات بقلق بالغ. تؤثر أي اضطرابات في سوريا بشكل مباشر على الأمن الداخلي الأردني، خاصة مع احتمالية تدفق موجة جديدة من اللاجئين. وأكدت عمان مرارًا رفضها تقسيم سوريا، داعية إلى وحدة أراضيها واستقرارها.
طموحات إقليمية
تلوح في الأفق مخاطر استغلال بعض دول الإقليم، مثل إيران وتركيا، للفراغ السياسي في سوريا لتحقيق أجنداتها الخاصة. يعزز هذا التخوف القلق من تقسيم البلاد إلى دويلات صغيرة تتوزع بين القوى الإقليمية والدولية.
التحديات الداخلية: بين الفصائل والنظام المدني
رغم الانهيار السريع لدفاعات النظام ودخول المعارضة إلى دمشق، لا تزال هناك عقبات أمام بناء سوريا الجديدة:
توحيد الفصائل: يبرز تحدي دمج الفصائل المسلحة في كيان موحد يخضع لقيادة سياسية مدنية.
إعادة الإعمار: يحتاج الاقتصاد السوري إلى خطة شاملة لإعادة البناء، مع مواجهة البنية التحتية المدمرة وتدهور مستوى المعيشة.
الجماعات المتطرفة: صعود "هيئة تحرير الشام" يثير تساؤلات حول إمكانية احتواء الجماعات ذات الأيديولوجيات المتشددة ومنعها من تقويض المرحلة الانتقالية.
فرصة أم فوضى؟
سقوط نظام الأسد يفتح باب الأمل أمام بناء دولة مدنية ديمقراطية، لكنه أيضًا يحمل مخاطر الانزلاق إلى صراعات طويلة الأمد بين الفصائل، أو حتى تقسيم البلاد. يبقى الدور الدولي والإقليمي أساسيًا في تحديد مسار سوريا، مع ضرورة أن تقود المعارضة جهودًا شاملة لطمأنة الداخل والخارج وإعادة بناء البلاد على أسس جديدة.
سوريا الآن تقف على حافة تاريخ جديد، والتحدي الأكبر هو الانتقال من مرحلة الفوضى إلى الاستقرار دون إهدار الفرصة التي طالما انتظرها الشعب السوري.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد