محمود حميدة: نجم السينما المصرية في عيد ميلاده الـ71

mainThumb
محمود حميدة

07-12-2024 11:02 AM

وكالات - السوسنة

في عالم السينما المصرية، تظل أسماء قليلة قادرة على ترك بصمة مميزة تمتد عبر الأجيال. ومن بين هذه الأسماء اللامعة، يأتي النجم محمود حميدة، الذي استطاع بموهبته الاستثنائية وكاريزميته الفريدة أن يصبح أحد رموز السينما المصرية. اليوم، في عيد ميلاده الـ71، الذي يصادف السبت 7 ديسمبر، نحتفل بمسيرة هذا الفنان الذي جمع بين التألق في أدوار البطولة ودعمه للمواهب الشابة.

البدايات: شغف الفن والثقافة

وُلد محمود حميدة في 7 ديسمبر 1953، في أسرة محبة للفنون والثقافة. منذ طفولته، تأثر بآداب الشعر والفن، وكان للشعراء مثل فؤاد حداد تأثير كبير على وعيه الثقافي. وقد بدأ شغفه بالفن منذ أيام دراسته في المسرح المدرسي، ليكون هذا النشاط هو مدخله إلى عالم التمثيل. ورغم دراسته للهندسة في كلية الهندسة، حيث قضى سبع سنوات قبل تخرجه في 1981، إلا أن شغفه بالفن ظل يرافقه طوال مسيرته.

الانطلاقة من الهواة إلى الاحتراف

بدأ حميدة مسيرته الفنية من خلال مسرح الجامعة وفرق الهواة، ليخوض أولى تجاربه السينمائية في فيلم "الإمبراطور"، الذي كان بمثابة نقطة التحول في مسيرته الفنية. ورغم تأثر الفيلم بفيلم "Scarface"، إلا أن حميدة أصر على تقديم شخصية مبتكرة ومتجددة، ليعكس بذلك رؤيته المستقلة وموهبته الفائقة التي جعلت له قاعدة جماهيرية واسعة.

بصمة لا تُنسى في التسعينيات

في فترة التسعينيات، تألق محمود حميدة في العديد من الأعمال السينمائية التي رسّخت مكانته بين عمالقة السينما المصرية. من أبرز هذه الأعمال: "المساطيل" مع الكاتب وحيد حامد، و"شمس الزناتي" بدور "المارشال برعي"، الذي بقي في ذاكرة الجمهور رغم محدودية مشاهدته. كما قدم أفلامًا أخرى مثل "فارس المدينة" و"كيد العوالم"، إضافة إلى شخصيات مركبة ومؤثرة في أعمال جماهيرية مثل "بحب السيما" وأخرى نالت استحسان النقاد، مثل "جنة الشياطين".

المنتج والمعلّم: دعم المواهب الجديدة

لم يقتصر دور حميدة على التمثيل فقط، بل أسس شركة إنتاج في منتصف التسعينيات قدمت مجموعة من الأفلام المميزة مثل "جنة الشياطين" و"جمال عبد الناصر". كما أسس استوديو لتعليم التمثيل، ليصبح بذلك أحد أبرز داعمي المواهب الشابة في صناعة السينما المصرية.

التحوّل في أعمال الألفية الجديدة

ومع بداية الألفية الجديدة، لم يتوانَ حميدة عن التأقلم مع التحولات في صناعة السينما، ليشارك في أعمال بارزة مثل "آسف على الإزعاج" و"دكان شحاتة". كما حصل فيلمه "فوتوكوبي" على جوائز مرموقة بفضل طرحه الإنساني لقضايا اجتماعية عميقة.

نصيحة الزعيم وتأثيرها على مسيرته

تميز محمود حميدة دائمًا بمواقفه الجريئة والأفكار الصريحة التي يعبر عنها في لقاءاته الإعلامية. من أبرز النصائح التي شكلت نقطة تحول في مسيرته هي تلك التي قدمها له "الزعيم" عادل إمام، حيث حثه على خوض مختلف أنواع الأدوار، وهو ما كان له أكبر الأثر في نجاحه وتنوع شخصياته.

الجوائز والتكريمات: إنجازات مستمرة

على مدار مسيرته الطويلة، حصد محمود حميدة العديد من الجوائز تقديرًا لموهبته وإبداعه، أبرزها "جائزة أفضل ممثل" عن فيلم "عفاريت الأسفلت" عام 1996، و"جائزة مهرجان تطوان الدولي" عن فيلم "جنة الشياطين" عام 2003. كما حصل على جائزة "مهرجان كازان السينمائي" عام 2018، وتم تكريمه في مهرجان "الإسكندرية السينمائي" عام 2022، بالإضافة إلى تكريمه مؤخرًا في مهرجان "الجونة السينمائي".

محمود حميدة: رمز للإبداع المستدام

بمرور أكثر من أربعة عقود، أثبت محمود حميدة أن نجاحه لم يكن محصورًا في التمثيل فقط، بل امتد إلى صُنع السينما ورعاية المواهب. اليوم، في عيد ميلاده الـ71، يظل حميدة واحدًا من أبرز رموز الإبداع في السينما المصرية، الذي يستمر في ترك بصمته على الأجيال الجديدة .

إقرأ المزيد :    

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد