انهيار النظام السوري .. تداعيات السقوط المحتمل على المنطقة

mainThumb
بشار الاسد

07-12-2024 03:13 AM

مع استمرار تقدم فصائل المعارضة السورية المسلحة وتوالي خسائر النظام السوري، يواجه بشار الأسد خطرًا وجوديًا يهدد سلطته المستمرة منذ عام 2000. التقدم الأخير، الذي شمل السيطرة على مدن حلب وإدلب وأجزاء واسعة من ريف حماة، يضع المعارضة المسلحة على مشارف مدينة حمص، التي يعتبرها المراقبون "المفتاح الأخير لسقوط النظام".
معركة حمص.. الاختبار الفاصل
مدينة حمص، بموقعها الجغرافي المحوري الذي يربط بين دمشق والشمال السوري والساحل، تُعدّ نقطة استراتيجية حاسمة. في حال سقطت بأيدي المعارضة، فإن دمشق ستكون في مرمى النيران، مما يعني أن النظام قد ينهار بالكامل. تصريحات جهاد يازجي، رئيس تحرير "تقرير سوريا"، تعكس هذه المخاوف بوضوح: "إذا سقطت حمص، فنتحدث عن تغيير محتمل للنظام".
هشاشة النظام وسط انشغال الحلفاء
يعاني نظام الأسد من عزلة متزايدة مع انشغال حلفائه التقليديين. روسيا، المشتبكة في حربها الطويلة في أوكرانيا، قللت من دعمها الجوي واللوجستي في سوريا. إيران وحزب الله، بدورهما، يتعرضان لضغوط داخلية وخارجية، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد قياداتهما في سوريا. هذا الانشغال الدولي، إلى جانب تآكل قوات النظام المدعومة بالجنود المجندين إجباريًا، ساهم في تسريع وتيرة الانهيارات الميدانية.
سيناريوهات سقوط النظام
فرض حل سياسي مشترك: استمرار تقدم المعارضة قد يجبر النظام على التفاوض لتشكيل حكومة انتقالية تشمل المعارضة، مما يُعد انتصارًا سياسيًا للفصائل الثورية.
هجوم مضاد بدعم حلفاء: رغم هشاشة النظام، لا يُستبعد أن تشن روسيا وإيران هجومًا مضادًا لإعادة رسم خطوط المواجهة، لكن هذا يتطلب التزامًا كبيرًا قد يكون صعبًا في الظروف الحالية.
سقوط دمشق: رغم أنه السيناريو الأبعد حاليًا، فإن سقوط العاصمة يعني نهاية النظام، خاصة إذا ترافق مع دعم دولي مباشر للمعارضة.
انعكاسات السقوط على الإقليم
سقوط النظام السوري سيعيد تشكيل المشهد الإقليمي بشكل جذري.
تركيا: ستجد نفسها أمام حدود مفتوحة مع حكومة معارضة جديدة قد تتعارض مع مصالحها، رغم دعمها الحالي لبعض الفصائل.
إيران: ستفقد رابطها الحيوي بين طهران وبيروت، مما سيؤدي إلى تراجع نفوذها الإقليمي.
إسرائيل: ستراقب بقلق أي فراغ أمني قد تملؤه جماعات مسلحة.
الدول العربية: قد تواجه تحديات إعادة اللاجئين وتعزيز الاستقرار في سوريا.
بينما يترقب العالم تطورات الأيام القادمة، فإن السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها. سقوط الأسد، رغم أنه ليس مضمونًا بعد، يحمل في طياته تغييرًا جيوسياسيًا عميقًا قد يُعيد رسم خريطة التحالفات والتوازنات في الشرق الأوسط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد