الآن عرفتكم .. !!

mainThumb

01-12-2024 12:04 PM

عمان ــ السوسنة


يتفق جميع العرب والمسلمين، أن الحرب على غزة كشفت خيوط اللعبة للجميع، ولم يعد يختلف اثنان على أنها أخرجت حلفاء الكيان من جلودهم المستعارة، وصاروا يقولون إن الحرب الآن بين فسطاطين فسطاط حق وفسطاط باطل، وإن كان الحلف المناوئ لأميركا وربيبتها فيه دول كبرى تقاطعت مصالحها مع فسطاط الحق.
ويتفق أيضا كل من تابع الحرب أن أميركا ما كانت صديقاً إلا لمن يفتح بلاده للكيان، وأن الاسلام الذي تريده أميركا هو إسلام جامعة "تل أبيب"، وما عداه ما هو إلا إسلام إرهابي، لكن من لبسوا لبوس الاسلام ليعمّوا على الناس، غفلوا عن أن لباسهم وهيئتهم أقرب الى "تل أبيب" منها إلى بلادهم وأديانهم، سواء كانوا أشخاصاً أو جماعات أو دولاً، هذه الدول باعتنا كلاماً وطائفية حتى شردت الشعب السوري، وأعطت الكيان عملاً دؤباً لتمكينها من رقابنا وحمايتها وهي تلغ في دم إخوانهم، ونادوا بالطائفية المبنية على بيانات "معلومات" صهيونية تغزونا في الفضاء الالكتروني لتفرقنا مذهبياً ليسهل لها الدخول بيننا وخلق بيئة مريضة تصلح لاستمرارهم في بناء كيانهم ونموه ككائن غريب ممرض يتفشى في جسم الأمة كالسرطان.

وحتى نفهم تطورات الأحداث في المنطقة، ونقف موقفاً صحيحاً يصب في مصلحة الأمة، وليس في مصلحة "الكيان" يجب علينا ألا ننسى الذي وقف في الحرب على غزة مع أهلها، والذي وقف ضدها من مطايا أميركا التي تخلت عن عقولها ودينها وكرامتها من الأفراد المتشربين بالبيانات الصهيونية، والدول التي تظاهرت بالدين عقوداً طويلة، وعندما طُلب منها التطبيق كشفت عن رأسها فإذا الجدائل الصهيونية تتدلى من جانبي رأسها..

في بداية العقد الماضي 2010 -2020 كان الموقف ضبابياً والناس تفاجأت ولم تنظر إلا الى ما حولها من فساد للأنظمة وقمعها، ولم ترتفع لترى المشهد على حقيقته سواء كانوا ثواراً أو موالين أو مراقبين، وقد نجد عذراً للناس في مواقفهم أو حتى في جهلهم لأن الأمور لم تكن مكشوفة كما هي الآن، بمعنى أن الكثير لم يدرك أين كان الكيان يقف، ولم يتصور أو حتى يأتيه في كوابيسه أن اللحى المجاهدة كانت تجاهد في سبيل "الكيان" الذي كان "خانساً" يوسوس لها ويعمل بصمت، إلا بعد أن كشفت الحرب على غزة الحقيقة ووضعت كل شخص وفصيل ونظام في مكانه الصحيح، من الفسطاطين.

لعلكم بعد ما أسلفت، أن تعيدوا النظر في الحرب التي بُعثت بعد أن هدأت زمناً وتعيدوا النظر بالجماعات المسلحة والدول الداعمة واللحى المحرّضة، وتدركوا لماذا عربدت دول في بداية ثورات الربيع العربي على الثورات التي أفرزت عكس ما أراد "الخناس" وحاربتها حتى أحبطتها "الثورة المصرية"!! وعادت الآن تعربد على سوريا لأنها فشلت في تذليلها للكيان، لكن منافس أميركا قمعها، "بغض النظر عن سوء النظام" لأن السيطرة الصهيونية أسوأ، هذه الدول التي فتحت بلادها لثوار تل أبيب ليصنعوا كيانات دينية منحرفة وخداعة، بجماعات رفعت السيف في وجه الشعوب العربية والاسلامية وصمتت أمام الحرب على غزة، وحتى "الجبهات المستوردة من الخارج"، التي اقتحمت سوريا لتحرر الشعب السوري، وهي مستعبدة" للكيان"، والقاعدة التي قاتلت في كل بلاد العرب والمسلمين وروعتهم، وعندما حصحص الحق، نكصت عن فلسطين وانحازت الى "الكيان" صانعها والذي من عنجهيته واعتزازه بأميركا لم يدرك أن الدين الخاتم لا يمكن خداعه وإن استعان بأعتى الدجاجلة لأن الله تكفل بحفظه وفضح الدجالين عند أول تحرك صادق يدافع عن الأمة اتخذه المجاهدون في غزة، ولكن المنافقين عاملوهم على أنهم خوارج خرجوا على الكيان ومخططاته، وتنصل المنافقون من قضايا الأمة، وكأن فلسطين خارجة عن دينهم وقومهم فصمتوا ولم نسمع لها ركزا، وعرفت الأمة الحقة دينهم وقومهم، فليس لها بعد أن عرفت أن تلتزم بالسراط المستقيم حتى لو كان صعباً بابتعادهم عن طريق الشيطان الأكبر وربيبته..

تطور الأحداث سيجلي لكم المشهد وعندها اتخذوا القرار الذي ترونه صائباً، إما تكونوا في خندق الكيان وأميركا اللذين يقاتلون للسيطرة على بلادكم وعلى مقدساتكم، وإما أن تدافعوا عن بلادكم وتتبنوا قضاياكم وتستعيدوا هيبتكم!!!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد