كي لا يواجه امريكا اردوغان يعبث بالشمال السوري

mainThumb

30-11-2024 08:35 PM

تكاد تعتقد أن نظام الاسد قد سقط وأنت تستمع الى بطولات وانجازات قوات المعارضة السورية التي هاجمت فجاة مناطق سيطرة نظام الاسد مدعومة من تركيا التي ركبت موجة تراجع قوة حزب الله التي أسفرت عن كسر شوكته في مساندة نظام الاسد وانشغال ايران بإعادة ترتيب حساباتها التي دمر نتنياهو موازين ضبطها سيّما بعد استعمال ذكائه في تأمين هدنة أمّنت له غطاء دوليا ومنصة للمراقبة الدقيقة .

وجد أردوغان في هذه الاجواء فرصة سانحة لصفع الاسد على وجهه بعدما تجاهله الأخير متنبّها إلى اساليبه التي يعتمدها باعتباره علامة من علامات ممارسة الاسلام السياسي الذي يعتمد التخفي خلف الاحداث والاحتماء خلف الاشخاص والانقضاض حين تلوح فرصة الاغتنام والتواري حين تهب رياح المسؤوليات.

ترجم الرئيس التركي رغبة دفينة في نفسه لا يستطيع البوح بها تظهرها تصرفاته التي تغازل الولايات المتحدة بطريقة غريبة عن الغزل ذاته ؛ عكستها محاولته تطويق قوات سوريا الديمقراطية من خلال وسائل عدة نختصر الاشارة اليها هنا بمحاولة اردوغان الالتفاف على تحالف قسد مع الولايات المتحدة بطريقة يستطيع معها سحب سجادة الحماية وغطاء التأمين الذي توفره الولايات المتحدة للاكراد ؛ يمكنه حينها الاستفراد بهم ، لكنّه مع ذلك لن يغامر ويتحمل مسؤولية الدخول في معارك لا يعلم نتيجة مؤداها.

حين لم ينجح اردوغان بإقلاق امريكا ومعها الاكراد من تقاربه مع الاسد الذي احبط خطّته _ سواء عن علم بمأربه او بطريق الصدفة _ اختار أردوغان تحريك الفصائل الي تحظى بدعمه ضد قوات النظام ذاته ومعها بالطبع القوات الحليفة التابعة لحزب الله وايران في حين كان يهدد قبل أيام بخوض عملية عسكرية ضد الأكراد في تهديد تال لتهديد سابق رأى أردوغان في حادثة الزلزال الذي ضرب مناطق من تركيا وسريا حجة لتناسيه خوفا من اشتباك لا يعلم مآلها سيّما مع الاحداث المتوالية التي ضربت تركيا بفعل ازدحام احتقان أزمة اللجوء السوري وعمليات حزب العمال الكردستاني في تركيا.

يعتقد المحللون أن عملية الشمال هذه تأتي في إطار الضغط على نظام الأسد بغية اللقاء مع اردوغان ومتابعة عملية التطبيع بينهما.

غير أن الحقيقة ليست كذلك تماما بل تأتي هذه العملية في إطار محاولة أردوغان إقلاق الولايات المتحدّة علّه يحظى باتفاق معها يفيد بسحب قواتها التي يعتقد أنها وإن فعلت ذلك ستتولى هي تفكيك قوة الأكراد وتسليمهم له على طبق من ذهب دون أن يحمّل نفسه مسؤولية مغامرة ما, لم يفعل ذلك بايدن فكيف بترامب الذي لا يقدّم هدايا مجانية لأحد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد