نائب رئيس وزراء أسبق:هل تجرؤ دولة عربية

mainThumb
نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي

24-11-2024 09:50 AM

عمان ــ السوسنة

قال  نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي: " يوجد على مدخل الكنيست الإسرائيلي شعار معلّق الى يومنا هذا مكتوب عليه (ولما تجلى الرب على ابراهيم منحه الأرض المقدسة من النيل الى الفرات)، وما زالت هذه الكلمات تدرس في المناهج الاسرائيلية".

وتساءل نائب رئيس الوزراء الأسبق خلال ندوة سياسية عقدتها جمعية الشفافية الأردنية، السبت، في غرفة صناعة عمان بعنوان: "7 أكتوبر وتداعياته على الأردن والإقليم"،  هل تجرؤ دولة عربية على وضع شعار فلسطين عربية على مداخل مجالس نوابها؟".

وتابع العبادي: "لا معنى لقراءة بعض التشريعات التي اقرها الكنيست مؤخرا ولا الإجراءات الاستيطانية والأمنية على أكتاف الاغوار، إلا في سياق الاجراء المباشر لإنفاذ الحلم الاستعماري اليميني التلمودي القائل إن "الأردن جزء من اسرائيل الكبرى".

وأضاف العبادي أن "العدو يعرف تماما بأنه لا معنى لتوجيهات ضم الضفة الغربية رسميا المعلنة إلا بتفريغ سكانها وتصدير أزمة السكان بالتهجير الناعم أو الخشن إلى الأردن، الأمر الذي يستوجب وفورا احترازات وإجراءات متعددة لا تقف عند حدود تسريح الشعب الأردني وإعادة خدمة العلم والجيش الشعبي وتعليم اللغة العبرية لأبنائنا (ومن تعلم لغة قوم أمن شرهم) حديث شريف".

وطالب العبادي النواب بطرح إعادة العمل بقانون خدمة العلم الذي أوقف عند توقيع معاهدة وادي عربة التي لم تطبق اسرائيل بندا واحدا فيها، كما طالب بوقف الدعم الظاهر عبر الجسر البري إلى اسرائيل حيث ترسل مواد غذائية وكميات اسمنت هائلة واحتياجات أخرى تساعد الكيان، كما دعا إلى ترجمة ما يقوله الاعلام العبري في تلفزيون وصحف العدو بهدف تعريف المواطنين بحقيقة هذا العدو.

ودعا العبادي إلى دعم القوات المسلحة ماديا وتكنولوجيا بالتدريب والتأهيل وتطوير وسائل الدفاع وأدوات القتال لأن المسألة أصبحت مسألة وجود وبقاء، ولها الأولوية على كل المشاريع الأخرى.

وأكد العبادي ضرورة أن يكون الأردن مبادرا في التنسيق العسكري مع العراق وسوريا ومصر أيضا، وانطلاقا من وحدة الساحات العربية المجاورة للكيان الصهيوني، كما أكد أهمية ثقافة المقاطعة التي انتشرت منذ السابع من اكتوبر قائلا إنها تعي صورة العدوّ المجرم إلى أذهان أطفالنا وشبابنا.

واستعرض نائب رئيس الوزراء الأسبق، تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وأبرز مفاصله، مؤكدا أن معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 اكتوبر شكّلت مدرسة في الإلهام، كما أنها تفتح صفحة الشرف والبطولة والتطور للأجيال القادمة التي صار لديها قناعة راسخة بأن مشروع الاحتلال لا مستقبل له ولن يتحقق.

وأكد العبادي أن تدخل الولايات المتحدة بكلّ ثقلها العسكري والاستخباري والتكنولوجي لصالح العدوّ الصهيوني في معركة طوفان الأقصى هو تكرار لما حدث عام 1973 عندما تمكّنت الجيوش العربية من إلحاق هزيمة بالجيش الاسرائيلي في ما عُرف بحرب اكتوبر او تشرين.

وقال العبادي إن معركة طوفان الأقصى المجيدة شكّلت سابقة مهمة في تاريخ الصراع، حيث تمكّنت فصائل المقاومة من اقتحام تحصينات العدوّ بشكل إعجازي، وجرحت وقتلت وأسرت جنود العدوّ.

وأضاف العبادي: الأهم في يوم 7 أكتوبر هو ما أكده من كون الشعب الفلسطيني يطوّر في تقنيات نضاله؛ بعد الحجر جاء الرصاص وحضرت القذائف، ومن إحراق الإطارات حتى إطلاق الصواريخ على تل أبيب، وهو ما يدلل على أن "فلسطين ولادة" والمقاومة الإستشهادية "قدر" على كل خصومها وأنها تتطور مع الأجيال أيضا.

إلى ذلك، قال العبادي أن المجاهدين في قطاع غزة تعرّضوا لحصار اسرائيلي وعالمي خانق وعربي في بعض الأحيان، مستدركا أن الموقف الرسمي الأردني بقي متقدما قياسا بمعظم الدول الأخرى، باستثناء دول محور المقاومة، حيث الإسناد الأساسي المقدر للشعب الفلسطيني.

وأكد العبادي أن على الأردنيين إدراك أن "الأردن هو المتضرر الأكبر بعد فلسطين التاريخية من وجود إسرائيل"، مبيّنا أن قادة ورموز العدو اليوم لم يتوقفوا عن التفكير بأطماعهم بل انصرفوا لتنفيذ الإجراءات التي من شأنها تحقيق تلك الأطماع، وخاصة بعدما انتخب قادتهم على أساس هذه الأطماع في احتلال الأردن.

ولفت العبادي إلى أن من نتائج معركة طوفان الأقصى ما أكدته وأثبتته بخصوص موقف الغرب من قضايا العرب والمسلمين الأساسية، مؤكدا أن أهل غزة لا يقاتلون الكيان الاسرائيلي فقط، بل يواجهون تحالفا غربيا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وتدعمه بعض الدول الأوروبية بصورة صريحة، فيما ينام معسكر النظام الرسمي العربي، بدلالة أن أحدا من الزعماء العرب لم يتجرأ على التعزية بالقائد الشهيد يحيى السنوار وغالبيتهم تجاهلوا الشهيدين حسن نصرالله واسماعيل هنية، وحتى اجتماعات الدول العربية الاسلامية مرتين، لم يتحقق منها أي شيء في مساعدة الشعب الفلسطيني واللبناني ولو قيد أنملة.

وتحدّث خلال الندوة وزير الداخلية الأسبق المهندس سمير الحباشنة، والمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة، وسفير دولة فلسطين لدى بريطانيا الدكتور حسام زملط، إلى جانب رئيس جمعية الشفافية الأردنية ونائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد