خطاب العرش: رسائل حاسمة لمستقبل الأردن وقضايا المرحلة

mainThumb

23-11-2024 01:53 PM

في خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، وضع جلالته محددات واضحة وحاسمة لكافة قضايا المرحلة، مع تقديم إجابات شافية عن أسئلة طالما شغلت الأذهان، خاصة فيما يخص موقف الأردن من القضايا الساخنة ومسارات التحديث. الخطاب، الذي استمر حوالي عشر دقائق، جاء مكثفًا ومباشرًا، مع رسائل واضحة وعميقة، تهدف إلى الحسم في العديد من القضايا الداخلية والخارجية، ويُعد بمثابة رد شافٍ على الجدليات القائمة حول الوضع الراهن والمستقبل.

ركّز جلالة الملك في خطابه على الهوية الوطنية ومبادئ الدولة، مؤكدًا أن “مستقبل الأردن لن يكون خاضعًا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه”، وهي كلمات حاسمة أشار بها إلى عدم مغامرة المملكة في مستقبلها عبر سياسات قد تؤثر على هويتها أو تؤثر سلبًا على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني. وفي تحليل أعمق لهذا الموقف الملكي، يتضح أن الأردن، رغم الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، متمسك بثوابت سياساته القائمة على تعزيز الاستقرار الوطني وتفادي أي سياسات تضر بمصالحه.

أما في الشأن الخارجي، فقد أكد جلالة الملك أن الموقف الأردني ثابت تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا إلى ضرورة وقف الحرب على غزة، ومؤكدًا على دعم الأردن المستمر للأشقاء الفلسطينيين، وذلك ضمن سياق الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس. وقد حسم جلالته في خطاب أمس أيضًا العديد من التساؤلات حول مشاركة الأردن في الحروب، مشددًا على أن المملكة تواصل جهودها لإحلال السلام وأن الأولوية هي للمصالح الوطنية في كافة القضايا.

على الصعيد الداخلي، كان خطاب جلالة الملك واضحًا في التأكيد على ضرورة المضي قدمًا في مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مشيرًا إلى أن هذه المسارات هي جزء من مشروع الدولة الذي يستمر عبر الحكومات ولا يتوقف. كما شدد جلالته على الدور التاريخي لمجلس الأمة في تعزيز هذا التحديث، خصوصًا أنه البرلمان الأول الذي ينتخب بموجب التشريعات السياسية الجديدة.

وفيما يتعلق بالشباب والمرأة، أبدى جلالة الملك اهتمامًا كبيرًا بتعزيز دورهم في المجتمع الأردني، مؤكدًا على أهمية إتاحة الفرص لهم والمساواة بين الجنسين في كافة المجالات. كما أشاد جلالته بالجيش الأردني، مشيرًا إلى دوره المهم في حماية الوطن والمحافظة على استقراره.

خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بمثابة حجر الأساس لمستقبل الأردن، وهو يمثل بداية مرحلة جديدة من الحياة السياسية في البلاد. لقد حسم جلالته الكثير من القضايا الهامة، وأرسل رسائل قوية لجميع مكونات الدولة الأردنية، مؤكدًا أننا سنظل نعتز بقيادتنا الهاشمية الحكيمة ونقف خلفها في مواجهة كافة التحديات، ولن نسمح لأي محاولات للنيل من إنجازات الأردن أو التأثير على استقراره . 

إقرأ المزيد :






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد