طاهر المصري يعقّب على الضمّ والتهجير مع مجيء ترامب .. تفاصيل

mainThumb
رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري

21-11-2024 10:09 AM

عثمان خوالدة ــ السوسنة

ربط رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، عودة الحديث مجددا عن ضم الضفة الغربية وقطاع غزة لإسرائيل، بمخطط التهجيروالوطن البديل، حيث يلهث المتطرفون الإسرائيليون بترحيل الفلسطينيين قسرا إلى وطنهم البديل الأردن كما يزعمون.

ويُعتبر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، "عرّاب" مخطط "الضم والتهجير"، حيث دعا إلى استغلال حقبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة، لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

وهذا الموقف يتناغم مع تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي قال "يجب إعادة طرح مخطط الضم لمناطق واسعة بالضفة لإسرائيل عندما يدخل ترامب، إلى البيت الأبيض"، بحسب المصري.

وهذه التصريحات الإسرائيلية التي يقابلها تلميحات من مسؤولين رشحوا ضمن إدارة ترامب القادمة في 20 يناير كانون الأول 2025، مدخلا لمخطط أكبر وهو تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وهو حديث قديم ولكنه يتجدد إسرائيليا بين فترة وأخرى، وفق المصري.

ورفض رئيس الوزارء الأردني الأسبق، تلك التصريحات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، قائلا"إن الأردن دولة قويلة ومستقلة، وستقف بوجه المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن".

وقال رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري في تصريحات خاصة لـ "السوسنة": إن ترشيحات التعيينات لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لا تشي بالخير، على حد وصفه.

وتوقّع المصري، "أن تدعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخططات ضم الضفة والغربية وغزة، في المرحلة الأولى، ثم تأتي الثانية والمتمثلة بالتهجير وصولا لتحقيق أهداف الصهيونية بجعل الأردن الوطن البديل".

ولكن المصري استدرك بالقول" إن الأردن والقيادة الأردنية وخلفهم الشعب، لن يمرروا هذا المخطط، كما أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكا بأرضه رغم المضايقات والنار، ورأينا ذلك في قطاع غزة التي تعيش الآن تحت الإبادة الجماعية، ورغم ذلك فهم صامدون".

واضاف رئيس الوزراء الأردني الأسبق" لا نريد الترويج لهذا السيناريو الخطير، ولكن الحكومات الإسرائيلية كانت تروّج له بالخفاء خصوصا بعد اتفاقية السلام مع الأردن "وادي عربة"، ولكن في العقد الاخير صارت تتكلم عنه بشكل واضح وفي جميع مفاصل مؤسساتهم التنفيذية والتشريعية والأمنية، وهذا ينذر بإشارة غير مطمئنة".

ودعا المصري، الحكومة الأردنية إلى الاستعداد والتحوط لهذا المخطط الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينما عرض خارطة جديدة للشرق الأوسط ومن ضمنها بالتأكيد حياكة مؤامرة ضد الأردن الذي قال إنه في حلقة "النار".

وكان مايك هاكابي، مرشح الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب السفير الأمريكي في إسرائيل، قال في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي "سأعتبر دعم هدف ضم الضفة الغربية لإسرائيل، شرفا عظيما بالنسبة لي، " لكنه أوضح "أنا لا أقرر السياسة، ولكنني سأقوم بتنفيذ السياسة التي يحددها الرئيس ترامب".

وتبدو ملامح إدارة الرئيس ترامب موافقة ضمنيا على طرح ضم أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وفق تقرير لصحيفة" وول ستريت جورنال" الأمريكية.

ومن جهته، اعتبر المحلل والكاتب نائي نقيب الصحفيين الأردنيين جمال شتيوي، التصريحات الاسرائيلية، أنها أساءت للاردن الذي يرتبط بمعاهدة سلام مع اسرائيل منذ عام ١٩٩٤.

وقال شتيوي:على الرغم من اعتبار الاردن الرسمي أن التهجير بمثابة اعلان حرب وهو مرفوض ولن يقبل به إلا أن الأمر يمثل خطورة كبيرة على الاردن لعدة أسباب ابرزها أن طبيعة فرض السيطرة المحتملة على اراضي الضفة الغربية ليست واضحة هل ستكون مقرونة بالتهجير أم ستكتفي بفرض سيطرة الادارة المدنية وحدها".

وتابع شتيوي"تخوفات الاردن لها ما يبررها، وفي المنظور الأوسع لن يكون الأردن بأي حال من الأحوال وطنا بديلا للفلسطينيين".

وقد أكد الأردن مرارا وتكرارا وعلى لسان الملك عبدالله الثاني، أنه لن تحل أزمة الاحتلال الإسرائيلي على حسابه، وفق شتيوي.

وأردف شتيوي، بالقول"باعتقادي أن المجتمع الدولي، سيدعم بقوة الطرح الأردني الرافض لأي ترانسفير باتجاه أراضيه".

واستدرك"إذا أصرّت السلطات الاسرائيلية على طرد الفلسطينيين، فإن الاردن لن يفتح أراضيه أمام أي لجوء جديد، سيغير معالم الديموغرافيا الأردنية، تماما كما فعلت مصر بإغلاقها معبر فيلادلفيا، احترازا لتهجير سكان غزة إلى سيناء".

ويتمتع ترامب بعلاقة وثيقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف فوز الجمهوريين في الانتخابات بـ "الانتصار الكبير"، وفق شتيوي.

وكان قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، في منتصف آب 2019، إن الأردن "غير راض" عن اقتراحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص خطة السلام الأميركية، الذي اصطلح عليها بـ "صفقة القرن".

وأضاف لبرنامج "بلا حدود" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية، أن الأردن متمسك بحل الدولتين ليأخذ الفلسطينيون حقوقهم ولحفظ الأمن الأردني، موضحا أن "الأمن الوطني الأردني مرتبط بالضفة الغربية لفلسطين".

وأشار المصري إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني "يقف مواقف صلبة لا تتوافق مع الولايات المتحدة وإسرائيل"، فيما يتعلق بخطة السلام الأميركية والقضية الفلسطينية.

وتابع"نوايا إسرائيل نحو القدس واضحة وهي تريد إعادة الممالك التوراتية وبناء الهيكل"، أضاف المصري، لافتا إلى أن "صفقة القرن تم تنفيذها بالفعل بإعلان إسرائيل دولة يهودية وضم القدس الشرقية".

وأوضح أن الأردن لم يقبل "بقضية المال مقابل الأرض في مؤتمر ورشة البحرين"، مؤكّدا ان "300 دعوة وصلت الأردن لحضور مؤتمر البحرين ولم يحضر أحد".

وأكد أن الأردن، أعلن في مناسبات عدة، أنه "سيتعامل مع أي طرح اقتصادي أو سياسي وفق مواقفه الراسخة، فيقبل ما ينسجم معها، ويرفض أي طرح لا ينسجم مع ثوابته في دعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين".

وقال الملك في آذار/مارس الماضي، إن القدس ومستقبل فلسطين تمثل خطاً أحمر بالنسبة للأردن، مضيفاً "كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين".

وكان مستشار الرئيس الأميركي السابق جاريد كوشنر في 2019، عرض خلال ورشة البحرين التي عقدت في المنامة أواخر حزيران/يونيو الماضي، الشق الاقتصادي من خطة السلام الأميركية، وتضمنت تقديم 50 مليار دولار لدعم اقتصاد الفلسطينيين ودول جوار.

وتدعم الخطة الأميركية، التي يتوقع أن تنفذ على مدار 10 سنوات، أيضا اقتصادات دول عربية مجاورة، حيث تقترح إسهام دول مانحة بـ 7.5 مليارات دولار للأردن وتمويل 15 مشروعاً فيها.

ويشار إلى أنه في عام 2019، دعت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب وقتها، إلى تنظيم ورشة في البحرين يومي 25 و26 يونيو/حزيران، لمناقشة مبادرات اقتصادية من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد