لماذا نلتجئ الى وزير التربية والتعليم شخصياً

mainThumb

20-11-2024 10:26 PM

(1)
نتائج تجرية شخصية بالمدارس الحكومية ( لا زالت التجربة مستمرة حتى كتابة هذه السطور )
من عادتي أنني لا اكتب تحليلاً او مقالاً إلا أن أكون خضت بتفاصيله بشكل عملي , من باب قطع الشك باليقين . والوقوف على النتائج المباشرة بدون رتوش ولا عمليات تجميل.
قضايا المنظومة التربوية في الأردن تكاد تلمع على الورق وفي التقارير وكذلك الدراسات والأبحاث من فرط روعتها وجاذبيتها، الصدمة تكون عنيفة حين تنتقل القضايا من الأوراق الى الواقع، ابتداءً من المدرسة كوحدة أولى في هذه المنظومة مروراً بمديريات التربية والتعليم الأردنية وما تحتويه من صدمات مروّعة لا تقل عنفاً من مرحلة الانتقال من الورق الى الواقع، وليس انتهاءً بمنظومة معالجة المواقف الإدارية والتربوية من خلال (التغطية على الواقع) من باب أننا لا نريد فتح أبواباً كانت مغلقة, ولا يوجد زميل أو زميلة يدين زميله أو زميلته ويتهمه بالتقصير تحت عنوان ( جميعنا في جسم التربية والتعليم ).

إنّ التحديات التي تواجه المنظومة التربوية في الأردن معقدة ومتداخلة بين الإداري والاكاديمي والعملي , مما أدى الى تضخماً فيما يُطلق عليه برامج إصلاحية , و استراتيجيات متعددة , والتي حتى اللحظة لم تُغيّر شيئاً في الواقع العملي للمنظومة التربوية في الأردن.

الكارثة الكبرى تتمثّل في عدم توفر الشجاعة لمن هم قائمون على المنظومة التربوية في الأردن وأخصّ بالذكر ( مديريات التربية ) المختلفة والمنتشرة في ربوع الوطن الأعز , وهي حلقة الوصل بين المركز وبين الميدان , والمسؤولة عن تنفيذ تلك الاستراتيجيات وبرامج الإصلاح المختلفة , مع تغذية المركز بالتغذية الراجعة لنتائجها العامة ضمن اختصاص هذه المديريات , للوقوف على القصور العام لأي استراتيجية او برنامج إصلاحي يتم تطبيقه بشكل عملي , يستنفذون جهدهم ورقياً على تجميل الواقع والتخفيف من النتائج السلبية لأي استراتيجية او برنامج إصلاحي , اعتقاداً منهم أنهم بهذا الفعل ( ألمعيون ) في الإصلاح والتنفيذ العملي , وبعضهم تحت مبدأ ( حط راسك بين الروس ).
* ندم على تجربة شخصية في المدارس الحكومية :
اتخذت قراراً بنقل أبنائي من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، كان ذلك بدافع الرغبة في اختبار ما يُشاع إعلامياً عن واقع التعليم في الأردن.
اعلامياً كانت هناك الكثير من الأحاديث والنقاشات حول الفروق بين النظامين التعليميين، وقد شعرت بأنني بحاجة إلى تجربة مباشرة لأكون قادراً على تقييم الوضع بشكل موضوعي. لكن، مع مرور الوقت، أدركت أن هذه الخطوة لم تكن كما توقعت، وبدأ شعور الندم يتسلل إلى قلبي على أطفالي .

*التوقعات المفرطة

قبل الانتقال، كنت متفائلاً بأن التعليم في المدارس الحكومية قد شهد تحسناً ملحوظاً. كانت هناك تقارير إعلامية تشير إلى جهود الحكومة في تحسين البنية التحتية وتعزيز جودة التعليم , على الرغم من أنني كنت أسمع عن بعض التحديات، إلا أنني كنت أعتقد أن الأمور تسير نحو الأفضل. كنت أؤمن أن التعليم هو حق للجميع، وأنه لا بد من إعطاء الفرصة للمدارس الحكومية لتثبت جدارتها

*الواقع المرير

لكن، بعد فترة من التحاق أبنائي بالمدرسة الحكومية، بدأت أكتشف واقعاً مختلفاً تماماً. كانت الفصول الدراسية مكتظة بالطلاب ( كلّ ثلاثة طلاب أو اربع في بعض الأحيان على مقعد واحد ), الحصص الدراسية مجتزأ منها وقت كبير , الاستراحة ايضاً مجتزأ منها , فترة 5 دقائق بين الحصص المدرسية معدومة تقريبا مع العلم ان المدرسة ذات الفترة الواحدة وليس الفترتين .
مراعاة الفروق الفردية أيضا غير موجودة ....الخ , السباب والشتائم من الكادر للطلاب هو الغالب في الحصة المدرسية , متابعة من الكادر للطالب والطالبة أيضا معدوم , الوضع باختصار كارثي .
مما أثر سلباً على جودة التعليم , وتدهور الجانب المعرفي للأطفال , وتراجع التحصيل العلمي , النفسية أصبحت في الحضيض , بدأت تظهر ملامح الانطواء على الأطفال , غير متفاعلين , الدافعية للتعليم معدومة , الشعور بالضياع العام هو الغالب .

لم يكن هناك ما يكفي من الكوادر المؤهلة ، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشاكل في البنية التحتية، مثل نقص الوسائل التعليمية والبيئة المدرسية غير الملائمة، عدا عن عدم وجود المختبرات بكافة أنواعها واصنافها.

إضافة الى عدم ممارسة الاختصاص الوظيفي والأكاديمي من الكادر كما يتوجب فعله حسب الأنظمة الموضوعة بالوزارة , فالدعم النفسي من ( المرشدة ) معدوم , وغير موجود , الخطط العلاجية أيضا غير موجودة , عند مراجعة ولي الامر للمدرسة والاستفسار عن الطالب يواجه ببيئة عدائية من الكادر , وباستهتار , وعند سؤاله عن أمر تخصصي للعلاج التربوي أو السلوكي , يواجه بمقولة ( انت بمدرسة حكومية مش بمستشفى نفسي ) .

تأثير التجربة على الأبناء*
بتاّ أشعر بقلق عميق عندما بدأت ألاحظ أن أبنائي يعانون في ظل هذا النظام, يعودون إلى المنزل محبطين. لم يكن هناك الدعم الكافي كما يشاع في الجانب الإعلامي، مما جعلهم يشعرون بالضياع. كانت هذه التجربة مؤلمة لي كأب، حيث كنت أرى كيف تؤثر هذه الظروف على تحصيلهم الدراسي والعلمي وثقتهم بأنفسهم, الى جانب التدهور السريع في الجانب المعرفي والمهارات .
النتائج التي ترسّخت لدي كأب :*
من خلال هذه التجربة والتي لا زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور، أدركت أن ما يُشاع إعلامياً لا يعكس الواقع، فالتعليم ليس مجرد مباني أو مناهج، بل هو بيئة متكاملة تحتاج إلى دعم ورعاية مع متابعة وتطبيق صارم للمنظومة.
كنت أعتقد أنني أقدم لأبنائي فرصة أفضل، لكنّي للأسف الشديد أدركت أنني وضعتهم في وضع قد يكون هو الاكثر صعوبة لديهم كتجربة عملية في مسيرة تعلمهم وتعليمهم، وأنّ التجربة مجنونة بحد ذاتها.
في النهاية، كانت تجربتي في نقل أبنائي من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية درساً قاسياً، لكنه علمّني الكثير عن أهمية التعليم وجودته. إنني أؤمن بأن كل طفل يستحق تعليماً جيداً، وسأسعى دائماً لتحقيق ذلك لأبنائي، وسأكون بإذن الله تعالى ساعيا لتحقيقه لجميع الأطفال في الأردن من خلال الحصول على حقوقهم التي هي من أبسط المتطلبات، بغض النظر عن المستوى المادي للطالب أو (أبوك شو بشتغل ) , كما يحدث في مدارس القطاع الحكومي .

(2)
ما هي النتائج التي وقفت عليها كأب في المدرسة الحكومية والتي رفعتها كشكوى رسمية لمديرية التربية والتعليم في المنطقة على أمل التحقيق والتحسين .
أ – إدارة المدرسة :
تُعتبر الإدارة المدرسية جزءاً من الإدارة التربوية وتحقيق أهدافها ونتائجها , فمن المفترض أن تكون الإدارة المدرسة بمثابة المرآة التي تعكس نجاح أو فشل النظام التربوي , ومنبع التطوير التربوي الواقعي , فالقائد التربوي في مدرسته هو المشرف المقيم الذي يوجه فريق العمل كفريق تشاركي نحو تحقيق النتاجات التربوية المنشودة .
المدرسة والحكم عليها بالقوة أو الضعف يعود الى حسن ادارتها او سوئها , تحقيقاً للقاعدة الإدارية التربوية بأن وراء كل مدرسة ناجحة ادارة ناجحة , ووراء كل مدرسة لم تحقق أهدافها إدارة متخبطة .
وعليه :
1- الإدارة المدرسية في المدرسة أعتقد انها غير ناجحة بحل أي إشكال تتعرض له طالبات المدرسة , فهي لا تستطيع اتخاذ قرارات بحق أي من الأطراف التي تتعلق بأي إشكال في المدرسة , حيث بعد مراجعتها لمدة تزيد عن الشهر قالت المديرة لولي الامر ( أنا دوري تنظيمي فقط ) .

2- الإدارة في المدرسة كما يظهر انها غير متابعة للمناهج المدرسية في مدرستها , ولا تتابع السير بالمنهاج ضمن الخطط اليومية والفصلية , ولا تعلم عن طبيعة المنهاج وما يفترض به أن يكون ضمن مرحلة زمنية معينة , أجابت مديرة المدرسة لولي الامر حول الاستفسار عن هذه الجزئية بقولها ( ما عندي المام بالمناهج ومش مطلعة عليها ) .

3- إدارة المدرسة من خلال ما لمسته قاصرة عن القيام بدورها الإداري والاكاديمي داخل المدرسة كنظام تشاركي قائم على الانفتاح على المجتمع المحيط مع البيئة المدرسية الداخلية , حيث انك تشعر كولي أمر تسأل او تستفسر عن مشكلة لابنتك , ان هناك تكتّل بين الإدارة والهيئة التدريسية في المدرسة لتغطية الامر , وانهاء الأمر على ما هو عليه , بدون نتائج ملموسة.

وكمثال واقعي من التجربة التي أخوضها الآن :
( ابنتي انتقلت من مدرستها القديمة الى هذه المدرسة حديثا , وكانت متفوقة بدراستها ونتائجها الاكاديمية مع الأنشطة المنهجية واللامنهجية , منفتحة على بيئتها وزميلاتها بالدراسة وتتمتع بدافعية كبيرة للدراسة والانجاز وعلاقتها مع مدرساتها تقوم على المحبة والقدوة , - معدل علاماتها السنة الماضية 98- .

لكن في هذه المدرسة انطوت على نفسها , لم تعد تلك الطالبة التي نعرفها لا اكاديميا ولا نفسيا , ولم يعد لديها دافعية للدراسة ولا الانتظام بمدرستها , وعند ابلاغ الإدارة بالمشكلة وطلبنا منها ان تقف على جوانب هذا التحول المفاجئ للطالبة , وعرضها على مرشدة المدرسة كونها المتخصصة بالأمر , وهذا الطلب كان منذ شهر تقريبا , حتى اللحظة لم تتخذ قرارا بالأمر , ولم تقم بواجبها .

مع ان الأنظمة لوزارة التربية والتعليم , تحتم عليها كإدارة مدرسية ان تقف على أي تحوّل مفاجئ لأي من طالباتها من خلال التغذية الراجعة من الكادر الاكاديمي في المدرسة بدون طلب مباشر من ولي أمر , وعرض الطالبة على صاحب الاختصاص في المدرسة , بعد ابلاغ ولي الامر بالمشكلة , وتشكيل لجنة مكونة من مربي الصف والمرشدة والإدارة والمشرف وولي الامر لوضع ( خطة علاجية ) ان استلزم تنفيذها , وإبلاغ الإدارة المدرسية والمشرف بنتائج الخطة العلاجية ومدى تقدمها , الامر الذي لم يحصل هذا مطلقا حتى اللحظة , وعند التشديد على الإدارة من ولي الامر بالخطوات المتخذة , اجابت مديرة المدرسة ( ما بعرف اذا المرشدة قعدت معها ولا لأ ) ...!!!! )

4- الإدارة المدرسية اعتقد انها قاصرة عن متابعة الأمور التنظيمية للاختبارات المدرسية , وبرامج الاختبارات الموضوعة , حيث أنها لا تعرف عن البرنامج شيء , ولا تعرف عن تنظيمه أي معلومة , ولا تعرف أي معلومة عن كيفية اداءه ومراقبته وادارته داخل الغرفة الصفية , لا من حيث التغذية الراجعة لما بعد الامتحانات ولا من حيث الإعداد والتأكد من الورقة الاختبارية نفسها هل هي ناجحة فنياً أم لا .!
وهل هي تحقق الأهداف من الاختبار نفسه , وهل المهارات المطلوب قياسها من خلال الاختبار متوفرة في الأسئلة أم لا , وهل الاختبار نفسه من حيث الإعداد لأسئلته ومفرداته واضح العبارات للطالبات ام لا .وهل توزيع العلامات على أسئلة الاختبار واضحة ومتناسبة مع متطلبات الإجابة , وهل يوجد له إجابة نموذجية أم لا , وهل الوقت المرصود للاختبار متناسب مع اسئلته أم لا ....الخ .

5- الإدارة المدرسية في هذه المدرسة عاجزة عن الفصل بين الأدوار الإدارية والأكاديمية والخدمية , وتحديد مسؤوليات كل كادر فيها بما تمليه الأنظمة والتعليمات والقوانين المرعية , فلا يعلم ولي الامر من هي المديرة من المعلمة من المراسلة , الجميع يمارس دور الإدارة , ويتخذ القرارات المختلفة .
مثال واقعي :
(ابنتي الأخرى – الشقيقة الصغرى للطالبة الأولى - في الصف الأول الأساسي في المدرسة عمرها لا يتعدى الست سنوات , خرجت من حصصها الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة باعتبار انتهاء الدوام في المدرسة , مع العلم ان هذه المدرسة من المدارس ذات الفترة الواحدة وليست الفترتين , فالطفلة تنتظر شقيقتها الكبرى والتي هي في الصف الرابع الأساسي , لتعود الى البيت معها , حيث صادف ذلك ان شقيقتها في الصف الرابع الأساسي كان دورها في تنظيف وكنس صفها , فما كان من المراسلة التي كانت تمارس دور ( المناوبة ) في هذه الفترة أن طردت الطفلة الى خارج المدرسة , بحجة ( اطلعي روحي شو بعدك بتعملي هون ) , والطفلة أوضحت للمراسلة أنها تنتظر شقيقتها الكبرى للعودة الى البيت , بحكم انها لا تعرف طريق العودة الى البيت , في نهاية المطاف خرجت طفلتي منفردة من المدرسة نتيجة طرد المراسلة إياها من المدرسة , الى الشارع العام , وجلست بوسطه تنتظر شقيقتها لتأخذها الى البيت , اخذت شقيقتها بالبحث عنها وسط الشوارع العامة , حتى وجدتها بوسط احد الشوارع العامة , وهي تبكي .

والاسئلة يجب طرحها هنا :

أين المعلمات المناوبات في ذلك اليوم ؟!
هل المراسلة يحق لها ممارسة دور ( مناوبة ) في مدرسة حكومية ؟!
مَن الذي يتحمل المسؤولية الجزائية والحقوقية والتربوية لو حصل لابنتي شيء في الشارع العام لا سمح الله ؟!
مع العلم أنّ العائلة برمتها انتقلت الى المنطقة حديثا , وبالتناوب فان الأطفال لا يعرفون طريق العودة للبيت من المدرسة .

تم طرح الامر والشكوى للإدارة , وكالعادة , ذهبت ادراج الرياح , ولا زال الامر على ما هو عليه حتى تاريخ التقدم بالشكوى لمديرية التربية والتعليم .

6- كولي أمر بتّ أشك حقيقة , هل الإدارة في المدرسة مؤهلة للإدارة التربوية بالمدرسة أم انها مجرد مسمى وظيفي على سلم التشكيلات الوظيفية في الوزارة , لملء المسمى الوظيفي من الناحية التنظيمية والقانونية فقط ؟!!!

ب – الإدارة الصفية :


الإدارة الصفية هى العملية التى يتم من خلالها ايجاد نظام فعّال يتعامل به المعلم أو المعلمة داخل الصف ويقوم بها المعلمون لتوفير المناخ والظروف الملائمة للعملية التعليمية وتحقيق الأهداف الخاصة بها والحصول على التعليم الفعال والمتميز.



والأنظمة التعليمية ذات الجودة العالية لديها منظومات وطنية لضبط نوعية التعليم وتحسين جودته, والإدارة الصفية اهم ركائز هذه المنظومة , وأحسب وزارة التربية والتعليم الأردنية أحد هذه الأنظمة التعليمية والتربوية التي تسعى الى الجودة العالية في التعليم من خلال مدارسها المنتشرة في ربوع المملكة الأردنية .


وعليه :


1- لا تشعر الطالبة بالآمان في البيئة الصفية في المدرسة , حيث أن عملية القواعد السلوكية والالتزام في حدودها الدنيا , فلا روتين يومي يساعد الطالبات على الشعور بالآمان ويعزز من قدرتهن على التركيز , ولا يوجد أي تركيز على تحديد القواعد والروتين داخل البيئة الصفية .
مثال واقعي :
(ابنتي كونها جديدة على المدرسة والبيئة الصفية , منذ شهر حتى هذه اللحظة وهي تتعرض للتنمر داخل صفها من مجموعة من الطالبات , ( أعطينا الألوان والاقلام والا ما بنحكي معك ) , ( احنا جوات الصف هيك متفقات , اللي ما برد علينا , ما بنتعامل معها ) , وبالتالي حصلت عزلة جماعية لابنتي داخل بيئتها الصفية , ومع نقل الشكوى لمربية صفها مع الإدارة ومختلف المدر سات داخل الصف , إلا أنه حتى اللحظة لم يتم معالجة الموقف , وبقي الحال على ما هو عليه حتى اللحظة , ولم يعيروا الأمر أي اهتمام من أي نوع كان .)

2- تفتقر الإدارة الصفية الى أساليب التحفيز والتشجيع لعموم الطالبات, فالبيئة السائدة داخل البيئة الصفية هي بيئة ( الشتائم اللفظية ) من أغلب مدرسات المواد , ( يا كلبة , يا حمارة , علة تعلكن ...الخ ) . فكيف سيكون التحفيز في بيئة مثل هذه البيئة ؟!!

مع ملاحظة أن طالبة أو طالبتين في الصف يتمتعن بكل أنواع التحفيز في الصف بدون زميلاتها , وبشرح مخصوص , وبإجابات مخصوصة .
مثال واقعي :

(ابنتي في هذه البيئة , طلبت من معلمتها الذهاب الى دورات المياه , وطلبت منها عدة مرات ولم تعرها انتباهاً , فاقتربت منها ظنا من الطالبة ان المعلمة لم تسمعها , ولمستها بيدها في محاولة للفت الانتباه , فما كان من المعلمة الموقرة الا ان أخرجت ( المعقم من جيبها , وعقمت يديها امام الطالبات , مع اطلاق عبارة – علّة اللي تعلك يا فلانة انقلعي محلك ما في حمام – , وجعلت طالبة أخرى تفتح باب الصف خوفا من لمسه ) ...

ابنتي وصلت الى البيت مدمرة نفسيا باكية , وتسألني ( هل انا جربة ) او (ملوثة ) او ( مريضة بمرض معدي ) ؟!! ) في مثل هذه البيئة , ما هو التحفيز الموجود ؟!!!

3- تنظيم البيئة الفيزيقية : توزيع الطلبة في مقاعدهم داخل الغرفة الصفية ,هذا المحور من الإدارة الصفية , هو المحور الأسوأ على الاطلاق , بحيث لا يوجد تفاعل بين المعلمة والطلاب في الغرفة الصفية نتيجة هذا التوزيع السيء , مع تفضيل طالبة او اثنتين بالمقاعد الامامية فقط , وبقية الطالبات لا اعتبار لهن , فلا رؤية واضحة للسبورة , ولا تفاعل بين المعلمات والطالبات الا الطالبات في المقاعد الامامية , واللواتي يقفن في الحصة المدرسية بوجود المعلمة ليحجبن السبورة عن النظر مع المعلمة نفسها , ويستأثرن بكل الشرح الممكن من المعلمة , ومع شكوى متكررة من الطالبات بخصوص هذا الامر , وبتكرارها , كان الجواب ( علة تعلكن كلكن ...ما في إعادة للشرح , ولا وحدة تسأل , ) هكذا بكل بساطة ..!!
مثل واقعي :
(ابنتي تجلس في المقعد الأخير من الغرفة الصفية , وهي تعاني من هذا الامر بشكل يومي , ترفع صوتها لمعلمتها بأنها لا ترى السبورة , ولا تفهم من شرحها , وتحتاج الى الاستفسار عن نقاط معينة بالشرح للفهم , وان الطالبات في المقعد الامامي يقف فيحجبن السبورة عن النظر , وطالبت معلماتها باجبارهن على الجلوس لتمكين الرؤية , فما كان من المعلمات الفاضلات إلا الاستهزاء بالكلام , وعدم اخذ طلبات الطالبة بعين الاعتبار , رغم ان هذا جزء مهم وحق للطالب في محور الإدارة الصفية . الجواب المعتاد ( دبري حالك ) , ورغم وصول الأمر للإدارة منذ اكثر من شهر , الا ان الحال لا زل كما هو , بدون تغيير أو حتى اجراء محاولات لحل المشكلة .

فما كان من الطالبة الا ان انكفأت على نفسها بخصوص دافعية الدراسة , بقولها ( ليش بدي ادرس , لا حدا راضي يفهمني ولا حدا راضي يرد علي , ولا شايفة اللوح مشان اكتب , ولا معلمة راضية ترد على اسئلتي..وكله بسب وبصرّخ ) ...!!!!! )

4- استراتيجيات التدريس داخل الغرفة الصفية , فهي شبه منعدمة , فلا تعليم نشط , ولا تعلم جماعي ولا تعليم تعاوني , وحتى التعليم التقليدي ( التلقين ) كما سلف في النقطة السالفة , غير متوفر الا في حدود ضيقة لطالبة او طالبتين في الصف .

5- التغذية الراجعة من الغرفة الصفية والإدارة الصفية , غير موجودة لتحسين أداء الطالبات, لا من معلمة ولا من منهاج كمصدر , ولا من الطالبات انفسهن , كيف سيكون هناك تغذية راجعة لتحسين الأداء من الطالبات والإدارة الصفية الكارثية كما سبق شرحها , ومن المعلوم ان التغذية الراجعة لا تركز على طالبة منفردة , بل تكون على عموم الطالبات في الغرفة الصفية كاستراتيجية لها , ولا يمكن استخدام هذه التغذية الراجعة لانعدامها في البيئة الصفية المذكورة في التطوير والتعلم والتحسين .

فكيف يكون هناك تغذية راجعة والرابطة بين المعلمات والطالبات في الغرفة الصفية منقطعة ؟!!
كيف يكون هناك تغذية راجعة والمعلمة لا تعرف عن قدرات الطالبات نتيجة غياب التقييم ؟!!
كيف يكون هناك تغذية راجعة والمعلمات في الغرفة الصفية يفتقدن الى استراتيجية ( اهداف يجب أن تنجز , واهداف يمكن أن تنجز , واهداف يمكن تأجيلها )....؟!!!
6- التعاون مع أولياء الأمور , سواء من خلال الاجتماعات او من خلال تبادل المعلومات حول الأنشطة الصفية والمنهاج شبه منعدمة من طرف المدرسة ككل ومن ضمنها معلمات الصفوف كما سلف ذكره , ولي الامر هو الذي يبادر الى التواصل , ومع ذلك يحصل الصد , ويحصل التماس اللفظي من مختلف الكادر الاكاديمي , ان تجرأ ولي الامر على ابداء ملاحظة اكاديمية او سلوكية او ابداء ملاحظات حول وضع ابنته في الصف والمدرسة , مما يجعل الشعور لدى ولي الامر بأن التواصل اصبح عدائيا بوضوح شديد

ج – الاختبارات المدرسية :
بناء الاختبارات المدرسية بناءً سليماً على نحو يجعله أداة تتسم بالموضوعية والمصداقية والثبات في الكشف عن مقدار اكتساب المتعلمين من المعارف والمهارات هو جوهر الأهمية لها .
فالاختبارات التي تفتقر لأبسط أسس مجال القياس والتقويم التربوي , او تلك التي تفتقر لجودة البناء , لا يمكن أن تفي بالغرض المقصود منها , حيث تفقد فاعليتها , وبالتالي تحيد عن اصدار أحكام صحيحة حول جودة أداء المدارس والمعلمين , وتعيق النمو النفسي والتربوي للطلاب على حد سواء , وتصبح مصدراً للشك بين المتعلمين والمجتمع .
الاختبارات منظومة متكاملة تنطوي على جملة من السلوكيات والممارسات التقويمية الدقيقة , فلا بد لها من منظومة " معايير الاختبار الجيد " , والتي تشير من العبارات التي تحدد ما ينبغي أن تكون عليه أسئلة الاختبارات , والتي يتم من خلالها الحكم على جودة الاختبارات .
وعليه :
1- المواصفات الفنية لورقة الاختبار لا تتناسب مع المواصفات الفنية لوزارة التربية والتعليم الأردنية فضلا عن المواصفات الفضلى للوزارة , ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
-هيكلية ورقة امتحان اختبار اللغة العربية , بحيث تفتقر للتنظيم من حيث الأسئلة وتقسيمها....فورقة الاختبار من الناحية الفنية لا تحتوي الا على سؤال واحد هو السؤال الأول فقط , ولا يوجد سؤال ثاني ولا ثالث , فأصبح الاختبار كاملا مكونا من سؤال واحد ..
- الخط المطبوع فيه الاختبار غير واضح لا من حيث التشكيل للقراءة السليمة وفهم المراد من النصوص ولا حيث علامات الترقيم .

-السؤال وفروعه لا يوجد فيه تنوع مطلوب بحيث يغطي المهارات للغة العربية المطلوب تغطيتها كأهداف للاختبار على سبيل المثال لا الحصر .
- السؤال يفتقر الى التدرج في مستوى الصعوبات للطلبة ( سهل , متوسط , صعب )
- مدة الاختبار غير كاف للسؤال , بحيث انه مدته لا تتجاوز اكثر من ( ربع ساعة ) من مجموع الحصة الصفية .
- لا يوجد فيه معايير واضحة لتقييم الإجابات , مع خلوه من تحديد النقاط لكل فرع منه .
- أسئلة الاختبار تحتمل اكثر من إجابة في نفس الوقت وكلها صحيحة .
- بينما نجد في اختبار الرياضيات أن الورقة غير واضحة من حيث الطباعة ولا من حيث المواصفات الفنية لورقة الاختبار , فالورقة ظاهرها عاكس على وجهها من حيث الخط بشكل واضح , ونتيجة لذلك لا تعرف الطالبة ان هذه الارقام او غيرها تتبع لوجه الورقة أم لخلفها او لأي سؤال من الاختبار وما هو المطلوب فعله في السؤال , مما أوجد ارتباكا واضحا للإجابة .

- امتحان مادة الاجتماعيات تتفاجأ الطالبات بأن هناك دروساً كانت مستثناة من الاختبار لتدخل بصلب الاختبار .

-عدا عن ان الاختبارات كانت تجرى بغير حصص المعلمة المسؤولة عن المادة نفسها , مما يعني انه لا يوجد أي فرصة لأي استفسار من أي طالبة حول أي سؤال.

وان وجدت المعلمة المسؤولة , تقوم بقراءة الأسئلة لمرة واحدة بشكل سريع , وممنوع على أي طالبة ان تسأل , وان حدث السؤال فالإجابة كانت ( جاوبي مثل ما بدك ) !

والتوصية لمعلمات المراقبة- حصص غير حصة الاختبار نفسه - من معلمة المادة نفسها , ( اقرأي الأسئلة مرة وحدة فقط , واي طالبة تسأل ما تجاوبيها , واحكيلها اخرسي واقعدي ) امام جميع الطالبات في الغرف الصفية , فأصبح الأمر ارعاب لا اختبار.

2- المواصفات الموضوعية لأسئلة الاختبار :
- وضوح السؤال : من الملاحظ أن الأسئلة غير واضحة , لا من حيث اللغة المكتوبة بها والتي يجب أن تكون مباشرة وبسيطة ليفهم المراد منها الطالبة في مستوى الصف الرابع الأساسي .

ولا من حيث تجنب الغموض فيها , بحيث يجب أن تكون الأسئلة خالية من التعابير الغامضة أو المعقدة التي قد تؤدي إلى سوء الفهم ( انظر على سبيل المثال لأسئلة الرياضيات الاختبار الأول المرفق , بحيث انه جاء سؤال من فرعين , وسؤال آخر مستقل موضوع بين الفرعين , مما اوجد فرع من الافرع غير اضح المطلوب منه نهائيا ) , و انظر كذلك ( لسؤال اللغة العربية المتعلق بالتمييز بين ما النافية والتعجبية والاستفهامية , حيث خلت الجمل من أي علامات تدل على المراد من الجمل , لا من حيث التشكيل ولا من حيث أي علامات ترقيم توضح المدلول من السؤال , فأصبح يحتمل اكثر من إجابة ) .

- الأسئلة لا تراعي التنويع , ولا يوجد فيها أنماط مختلفة بحيث يجب أن تتضمن الأسئلة أنماطًا متنوعة مثل الاختيار من متعدد، والأسئلة المفتوحة، والأسئلة التي تتطلب الإجابة القصيرة. ( على سبيل المثال يمكن النظر الى أسئلة اختبار مادة التربية المهنية , بحيث جاءت الأسئلة تعريفات حفظية – عّرف , عدد , اذكر ...الخ ) .
- الأسئلة تفتقر الى قياس المهارات المعرفية بحيث يجب أن تقيس الأسئلة المهارات المعرفية المطلوبة مثل الفهم، والتطبيق، والتحليل , ( انظر لصور الاختبارات المرفقة ).

هذه الشكوى بتفاصيلها تم رفعها الى مديرية التربية والتعليم، مع القرائن والنماذج العامة والعينات . جاء جواب المديرية الصادم .

*ملاحظة :

امعاناً بالإنصاف , عرضت عينات من الامتحانات وجزء من وصف الحالة على قسم المناهج , والإدارة التربوية , والإرشاد والنفس التربوي, في جامعة اليرموك , كاستشارة شخصية وليست رسمية حتى اللحظة , وبعد مناقشتها , كانت النتائج الصادمة , ما هي هذه النتائج؟!

وكيف تعاملت مديرية التربية والتعليم مع الشكوى ؟! , وما هو قرارها الصادم ؟.!,

اتركه للحلقة القادمة ان شاء الله تعالى






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد