صحيفة السوسنة الأردنية

 السوسنة - إلى كلّ عضو هيئة تدريس، وكلّ طالب وطالبة في الجامعة الأردنيّة؛ إذا كنتَ صاحبَ فكرة خلّاقة وموهبة فريدة، وتنشدُ الاحتضانَ والرّعاية والاهتمام؛ لتنمو فتصبح غرسًا يطرح ثمرًا، ويسهم في بناء الأوطان، فقد أعلنَ مركزُ الابتكار والرّيادة في الجامعة الأردنيّة اليوم عن انطلاق برنامج الاحتضان "ابدأْ من الأردنيّة" بنسخته السّادسة الّذي يهدف إلى تشجيع أعضاء الهيئتين التّدريسيّة والإداريّة والطّلبة وتحفيزهم على التّفكير بأفكار رياديّة قد تحدث تغييرًا في مجرى عمليّة التّنمية والتّطوير بعد بلورتها إلى مشاريعَ ناجحة ومستدامة تبصر النّورَ على أرض الواقع.

ويأتي انطلاقُ البرنامج الّذي يُنَفَّذُ بشكل فصليّ؛ في شهر(3) وشهر (11) من كلّ عام جامعيّ، ضمن سلسلة الفعاليّات والأنشطة الّتي يعقدها المركز تحت مظلّة أسبوع الرّيادة العالميّ، ويدار ويُنَفَّذ من قبل مركز الملكة رانيا للرّيادة، وتستمرّ فعاليّاتُه مدّة أسبوع واحد تتناول في موضوعاتها محاورَ تنشر ثقافةَ الفكر الرّياديّ والابتكار والإبداع وتعزّزها.

وقالت مديرُ مركز الابتكار والرّيادة الدكتورة ريم الفايز إنّ الجامعةَ الأردنيّة ممثّلة بالمركز تؤمن بموهبة طلبتها وقدراتهم على طرح أفكار من شأنها قلب الموازين مستقبلًا في حال وجدت الدّعمَ الفنّيّ، والماليّ، والمعنويّ لبلورتها إلى مشاريعَ حقيقيّةٍ من شأنها الدّفع بعجلة التّنمية المستدامة؛ ولهذا فإنّنا في كلّ فصل دراسيّ نطلق برنامج (ابدأْ من الأردنيّة) الّذي يسهم في تمكين أعضاء الهيئتين التّدريسيّة والإداريّة والطّلبة، ودعم أفكارهم؛ لتحويلها إلى مشروع رياديّ.

وأضافت أنّ البرنامجَ في نُسَخه الخمس السّابقة، قد لاقى إقبالًا لافتًا من قبل الطّلبة، وأعضاء الهيئة التّدريسيّة الرّاغبين في الحصول على الدّعم الماليّ واللّوجستيّ؛ لتبنّي أفكارهم المتميّزة، مشيرًا إلى أنّ إجمالي عدد المشاريع الّتي تقدّمت للبرنامج منذ انطلاقه عام 2021م بلغت ( 195) قدّمتها فرقٌ طلّابيّة تشكّلت من ( 507) طالب وطالبة، اختير منها ( 34) مشروعًا جرى احتضانها وتقديم الدّعم لها؛ لتنفيذها على أرض الواقع من المخصّصات المتوفّرة في ميزانيّة المركز لدعم المشاريع النّاشئة.

وأكّدت الفايز أنّ البرنامج يوفّر للمتقدِّمين للمشاركة فرصةً لاكتساب المهارات والتّدريبات والاستشارات اللّازمة لتطوير مشاريعهم عبر إشراكهم في جلسات عصف ذهنيّ، وورش تدريبيّة تتضمّن موضوعاتٍ في الرّيادة وإدارة المشاريع، والتّخطيط الإستراتيجيّ، والتّسويق، وإعداد القوائم الماليّة، والمهارات الشّخصيّة للرّياديّين، ومهارات العروض التّقديميّة، وغيرها من المواضيع الّتي يقدّمها نخبةٌ من المختصّين وأصحاب الخبرة من العاملين في قطاع ريادة الأعمال، ومؤسّسي الشّركات النّاشئة الأردنيّة.

وبدوره؛ قدّم مساعدُ مدير المركز الدكتور محمد المومني في مداخلته عرضًا تقديميًّا حول البرنامج، ونشأته، وأهدافه، وشروط التّقدّم، ومراحل عمليّة احتضانه للأفكار، مشيرًا إلى أنّ تلك المراحلَ تتمثّل في تقديم طلبات المشاريع إلكترونيًّا في بداية المرحلة لإطلاق البرنامج، وتقييم المشاريع عبر لجنة فرز أوّليّة، مختصّة من القطاعين العامّ والخاصّ، وإعلان القائمة المصغّرة بعد عملية الفرز الأوّليّ، ومن ثمّ تدريب الطّلبة، وأيضا اختيار أفضل (10-15) مشروعًا للعرض النّهائي، واختيار أفضل المشاريع من قبل لجنة التّحكيم لاختيار أفضل المشاريع للبدء في عمليّة الاحتضان.

وأشار إلى أنّ المشاريعَ المتأهّلةَ ستحصل على دعم ماليّ من قبل مركز الابتكار والرّيادة، إضافةً إلى استشارات تسويقيّة، وماليّة، وقانونيّة من متخصّصين في المجال، ونوّه إلى أنّ أفضل المشاريع ستحصل على فرصة البحث عن استثمار خارجيّ.

وإلى ذلك، كان هناك مداخلةٌ لعدد من طلبة وخرّيجي الجامعة الأردنيّة في التّخصّصات المختلفة ممّن حصلوا على دعم واحتضان لمشاريعهم في المواسم السّابقة، وحقّقوا بإنجازها قصصَ نجاح أحدثت صدى واسعًا على مستوى الأردنّ، وشكّلت بالنّسبة لهم بوّابةَ عبور لعالم المال والأعمال، وكان أوّل المتحدّثين خرّيج كليّة الهندسة في الجامعة الأردنيّة حمزة الداود الّذي قدّم عرضًا لمشروعه الّذي بدأه بفكرة تتطرّق إلى أوّل علامة تجاريّة في الأردنّ لملابس سهلة الارتداء لمن يعانون من إصابة أو إعاقة جسديّة تعيقهم من ارتداء ملابسهم بسهولة، مستعرضًا المراحل الّتي مرّ بها، وما رافقتها من معيقات، منذ بداية طرحه الفكرة في العام 2021 حتّى لحظة تنفيذها، والتّرويج لها، وما لاقته من إعجاب وإقبال على شرائها.

أما خرّيجُ كليّة الطّبّ في الجامعة الدكتور أيهم الرواشدة الّذي حاز برفقة أعضاء فريقه على المرتبة الأولى في أحد المواسم السّابقة، فقد تحدّث عن مشروعه "المنقذ" الّذي يرتكز على إنتاج دمية تدريب إسعافات أوّليّة تحاكي جسم الإنسان، وتقوم بعملية الإنعاش القلبيّ الرّئويّ للمريض، معربًا عن شكره وتقديره لمركز الابتكار والرّيادة الّذي سنح أمامه فرصةَ التّعرف على رياديّي أعمال اكتسب منهم الخبرةَ والاستشارة الّتي أسهمت في نجاح مشروعه، في حين قدّمت خرّيجةُ كليّة الزّراعة في الجامعة آلاء القادري نبذةً عن مشروعها الخاصّ (دايتك)، وهو عبارة عن موقع إلكترونيّ يُعنى بالتّعذية والغذاء الصّحّيّ، ويضمّ عددًا كبيرًا من أخصّائيّي التّغذية، ومكتبةً للأطعمة العربيّة المتنوّعة.