الوطن في حضن الشعب

mainThumb

17-11-2024 12:28 AM

حين تضيق الدروب وتتعاظم التحديات، لا تجد الأوطان ملجأً أقوى وأصدق من حضن شعبها. فالشعب هو القلعة الحصينة التي لا تهتز أمام العواصف، ولا تستسلم للإغراءات أو الابتزاز. وعندما يشعر المواطن بالكرامة والعدل والمساواة، يصبح هو الحارس الأمين للوطن، والدرع الذي يصدّ كل خطر.

لكن هذا الحصن لا يمكن أن يكون متينًا دون عقد اجتماعي عادل بين الحاكم والمحكوم، يقوم على الشراكة الحقيقية والاحترام المتبادل. لقد آن الأوان لإعادة النظر في هذا العقد بما يضمن حقوق الجميع، ويُرسّخ مبدأ أن الشعب شريك في القرار وليس مجرد متلقٍ للتوجيهات.

أما عن النهج الاقتصادي، فإن الأردن، بما يملكه من ثروات بشرية وشبابية، وبما يحتويه من موارد طبيعية، لا يمكن أن يقبل بسياسات تُكرّس التبعية أو تُضعف سيادته. نحن بلد غنيٌّ بأبنائه، وأرضه خصبة بإمكاناتها، ولكن ما نحتاجه هو نهج اقتصادي جديد يعيد توزيع الثروات بشكل عادل ويضع حداً للفساد والاحتكار، ويصون كرامة المواطن من أي ابتزاز داخلي أو خارجي.

الأردن لا يحتاج لمن يمنّ عليه، بل يحتاج إلى إدارة حكيمة توظف إمكاناته وتستثمر في شعبه، لأن الوطن القوي هو الذي يحميه أبناؤه، ويقف شامخاً بكرامتهم وكبريائهم.

لكي نواجه التحديات التي تحيط بنا، علينا العودة إلى الشعب، إلى القلعة التي لا تَخرُج منها إلا الروح الوطنية الصادقة، والتي إن أُحسنت صيانتها، فلن يخترقها أي عدو أو أزمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد